بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني و أخواتي الأكارم
محاوري الفاضل
لم يكن هذا الموضوع سوى فرصة لأعرض عليكم بحثي الخاص بعد الرجوع الى المراجع حتى نتقمص دور كل معترض مسيحي كما يعترض محاوري الفاضل الآن و يعتبر ما قدمه أفحام لعقول المسلمين .
فلتتابعوا معي كيف يكون الرد في مثل هذه الاعتراضات المتوافقة مع واقع نقص ما غاب عنهم .
ليعرفوا أن الاسلام عظيم كما عرفناه و اختبرناه بعيدا عن توارثنا الدين من والدينا .
و الآن ... أين المشكلة ؟؟؟؟؟
المعترض اذا لاحظتم يدور كلامه حول ضرورة مراعاة مشاعره ... شىء جميل ....
يطلبها منا ....
فكيف يكون الأمر لو أبلغناه أنه بالواقع يطلبها من الله الذي خلقه ؟؟؟؟؟؟
ان أساس المشكلة عزيزي الضيف و أعزائنا المتابعين أن المعترض لا يؤمن أن هذا كلام الله الذي خلقه .....
لذا فالمشكلة جذرية و ستبقى مستمرة ....
لأنه لو آمن أن هذا كلام الله و أن هذه أحكامه فيهم .... فانه سيقف موقف الصامت الممتثل لحكم الله فيه ....
فلو افترضنا أن يسوع ظهر له ( بحسب ايمانه ) و قال له : أنت شيطان لأنك تهتم بما هو للناس و ليس لله ....
هل سيعود ليقول له : يجب أن تراعي مشاعري ؟!
لا لن يقول .... لأن لله بالنسبة له سلطة ليقول حكمه الذي هو فوق الجميع .
و من ناحية أخرى ....
نفس المعترض يؤمن بالأصل بأمور يصطنع فيها الاستغراب من غيره حين يراها منه ....
سأقول لكم كيف ....
هذا المعترض الفاضل ....
يؤمن أن الرب في العهد القديم كان يحكم على كل الأمم من خلال شعبه وفق قانونه و ليس وفق قانون آلهة الأمم .
فوجه الرب أمره الى يشوع ليذهب الى جنس من الأمم في عاى قائلا :
1 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. خُذْ مَعَكَ جَمِيعَ رِجَالِ الْحَرْبِ، وَقُمِ اصْعَدْ إِلَى عَايَ. انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ مَلِكَ عَايٍ وَشَعْبَهُ وَمَدِينَتَهُ وَأَرْضَهُ،
2 فَتَفْعَلُ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا كَمَا فَعَلْتَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا. غَيْرَ أَنَّ غَنِيمَتَهَا وَبَهَائِمَهَا تَنْهَبُونَهَا لِنُفُوسِكُمُ. اجْعَلْ كَمِينًا لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَائِهَا».
هل يحق لنا الآن أن نعترض على محاوري الفاضل لنقول له من الذي أعطى لكم و لياهوه أصلا الحق ليفعل بمن لم يمتثلوا هذا الذي أمر به شعبه لينجز مذبحة و حرب ابادة شاملة فيها أطفال و نساء أبرياء ؟
هل تتقطع مشاعرنا عليهم أم ماذا ؟
فاذا كان الرب في العهد القديم عاقب شعبه و عاقب الأمم بحسب قانونه و ليس بحسب قانون الأمم ....
معنى هذا أن ضيفنا الفاضل الذي يطالب بأن تتم المحافظة على مشاعره يعلم تماما أن الرب الذي لا يتغير لا تتم محاسبته في أحكامه و أوامره و أوصافه
فلماذا هنا يصطنع الاستغراب مع الاسلام ؟
ليس هذا اقحاما للمسيحية لكننا نريد أن يكون الضيف صادقا مع نفسه أولا خاصة أنه يؤمن ما معنى أن يحكم الله على شعبه و على الشعوب الأخرى كما يريد .
من ناحية أخرى ....
بالنسبة للمشاعر و التي يسوقها لنا ضيفنا الفاضل حتى يستعطفنا انسانيا لأنه لا يؤمن أن ذلك حكم الله الذي خلقه .... فانني أطالبه هو .... الذي يرفع شعار المشاعر .....
و لنبقى بالمشاعر ....
لطالما وضحنا للضيف الكريم أن ايمانه بالمسيحية يجعل كل أمر مقاس عليها ....
ألم يفكر هو على مستوى المسلمين و لن أقول على مقام الله حين يؤمن أن المسيح هو الله و أن ذلك الاله قد تم ضربه و البصق عليه و اهانته ووصفه باللعنة؟
يقولون لنا المسيحيين ذلك هو الله خالقكم حين يبشرونا به .... لم يفكروا لحظة كم يستفزون مشاعرنا !!!!!
فكيف يكون الحال أمام الله في كل هذا أو عند جعل المسيح هو الله .... تأملوا عبر كلمات الله غضبه :
بسم الله الرحمن الرحيم
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعاً وَللّهِ مُلْكُ السَّموَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ " المائدة:17
صدق الله العظيم
ياه ذلك هو مقدار غضب الله الخالق .... ممن آمن بهذا مجدفا على الله .... انه مقابل ايمانكم يا ضيفنا يذكر اهلاك المسيح و أمه و جميع مخلوقاته على الأرض و يذكر الناس أنه له الملك و يذكرهم بمشيئته و قدرته التي هي فوق الجميع ....
فما هي مشاعرك أمام الله .... ؟!
بل ما هي مشاعر كل العالم أمام خالقهم القدوس ... ؟!
لا شىء .... لا شىء عزيزي الضيف !
فماذا لو كنت أنت من شعب عاى و قال الله لنا أن نفعل بكم مذبحة عظيمة ؟! هل نطيعه ؟!
و ماذا اذا كان الله خالقنا أيضا يذيقنا نتيجة ابتعاد عوام المسلمين عن لب الحياة الحقيقية مع الله بأن جعل الابرة التي نستخدمها من صنع غيرنا و جعلنا في هوان و ضعف و مذلة و قهر ....
بينما علماؤنا يدعون و يوعظون و الاسلام برىء من أفعال مسلمين كثيرين .
لذا .... فمسألة المشاعر التي تطالبنا بها .... ليست حكرا لك لتطالب الآخرين بها .... و أنت أيضا مؤمن أن الرب في العهد القديم عاقب شعبه بحسب ارادته و حكم عليهم و أيضا عاقب الأمم بواسطة شعبه و حكم عليهم .... وأنت تقرأ هذا ضمن كتابك على قانون الاله الذي تعبده و ليس على قانون الأمم .
و الآن ....
لنأخذ أول نقطة ... ( نقطة نقطة كما طلب محاوري الفاضل للاستيفاء و التركيز كما قال ) :
كتب محاوري لنا هذا الاعتراض :
نتكلم في الفاتحة شوفوا بقي انتوا بتقولوا ايه
اهدنا الصراط المستقين صراط الذين انعمت عليهم ( المسلمين ) غير المغضوب عليهم ( اليهود ) ولا الضالين ( النصاري )
احساسك ايه يا مسلم لما تلاقي دين تاني بيصلي كل يوم وعمال يزم فيك في صلاته
احساسك ايه يا مسلم لو لقيت الاية دي مثلا يعني في الانجيل وبنقول
اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم من( المسيحيين ) غير المغضوب عليهم ( السنة ) ولا الضالين ( الشيعة ) ايه بقي شعورك يا مسلم لما تلاقي دين تاني بيزم فيك كل يوم في الصلاة؟؟
ايه بقي شعورك يا مسلم لما تلاقي كلام زي دة بيحرض علي الكره في الانجيل لكل ما هوة مسلم ؟؟
|
و هنا ....
لو آمن محاوري و كل المعترضين أن هذا حكم الله فيهم لأختلفت ردة فعلهم لكنهم لا يؤمنون أن هذا هو الله الذي يحكم عليهم ....
فليلاحظ أيضا محاوري الفاضل أن هذه الآية الكريمة بالذات في لفظها لم تحمل لفظة اليهود و النصارى .... لكن العلماء فسروا الآية في التفاسير ....
فعندما نقرأ أمام المعترض سورة الفاتحة .... فاننا لا نذكر باللفظ كلمة المسيحيين فيها بل قلنا : و لا الضالين .....
و قال المفسرين أنهم النصارى و قد صدقوا ....
ما معنى الضلال ....
ماذا لو قلت أنا أن فلان ضل الطريق ....
معناه أنه في نيته و ظنه أنه في طريق الله و أنا أراه ضالا يسير نحو الهاوية .... فهل أتركه يقع في الهاوية أم أذكره دائما أنه ضال ؟؟؟؟؟
هذا نوع من أنواع المحبة اذا كانت الرسالة وصلت لكم عزيزي الضيف لأن البلاغ قد وصلكم و أنتم احرار .... و سنبقى الى آخر العمر نذكركم أنكم على ضلال .... و لكم أن تقولوا لآخر العمر نحن لسنا على ضلال .... و لله مرجعنا ....
و اني اذ أرى أن تلك الكلمات مصدر ازعاج لكم فان الرسالة قد وصلت ولو أن أمرنا لا يهمكم لتركناكم .....
لكن أن يأتيني مرشد و أنا في طريقي و يقول لي : أنت في ضلال ....
ليست هذه طريق روما بل هي طريق الغابات ....
اذا كنت مصرا على أنها ليست طريق الضلال فاني قد أحسنت أني أبلغت عنك .... أما ما راهنت به لحياتك الأبدية ..... فذلك أمر عظيم ستعرفه بعد انتهاء هذه الحياة ( بعد عمر طويل ان شاء الله برجائي لك الهداية ) .
المهم يا عزيزي الفاضل .... وأيضا يا كاتب هذا المقال الذي تظنه مفحما ....
أن هذه الكلمات ( من وقع ايماننا الحق ) هي كلمات الله .... خالق الانسان .... خالق الكون .... الذي اليه سترجع أنفسنا يوم القيامة ....
و المشكلة ....
طالما أنك لا تؤمن أن القرآن هو كلام الله الذي خلقك ....
فأى مشاعر يمكن أن نحلها لك يا عزيزي ....
فهل كان الرب في العهد القديم ( على فعل أكبر) قد قدم اعتذاره لشعوب أريحا و عاى عندما أرسل شعبه ليبيدوهم .... ؟؟؟؟
و لو كانت المشاعر هي أساس كتابتك هذا المقال ....
فلتضع نفسك مكاننا ....
حين تقول لي أنت أن الله الذي خلقني أصبح لعنة لأجلنا و أنه سمح لمخلوقاته أن تبصق عليه و تلطمه و تهينه ....
ألا تفكر بشاعرنا ؟؟؟؟؟
هل تأثرت أنت لأننا قلنا عليكم الضالين ؟؟؟؟
و ماذا عن الله الذي هو أهم منا ؟؟؟؟
هل نقبل أنه لم يجد خطة أفضل من اهانة ذاته المتمثلة بالمسيح حتى نخلص نحن البشر ؟؟؟؟؟
ملعون أبو الانسان يا شيخ لو كان حيرتفع على حساب القدوس ( و العياذ بالله ) !!!!!
و لا زلنا بالمشاعر كما تريد ....
و كما قلت لك في البداية و ها أنا أثبت لك أن الأمر كله ينصب على خصوصية الاسلام التي ترفضها من واقع خصوصية المسيحية ....
و أذكرك أنك انتهجت أسلوبا بوضع نصوص اسلامية تعتقد أنها سترتفع بنا متباهين بينما تحضر لنا ما تعتقد أنه سيهوى بنا من ذات الارتفاع !!!!!
و كنا أول المعترضين بأنك تأتي بحديث ضعيف و متروك و تظننا أمة لا تدقق حتى و ان اعجبنا الأمر ....
على كل حال ....
هذه النقطة الأولى حول المشاعر رددناها لك بنفس المشاعر ووضحنا لك سبب اعتراضك المنحاز ( مع الاحترام لك ) .
رجاءا لا ترد حتى أنتهي لأن هذه ليست سوى أول نقطة كما طلبت .... و سأقوم بالرد على النقطة التالية في أول فرصة باذن الله ....
تابعني لو تكرمت ....
اقرأها بتمعن لأنها تشمل نقاط هامة توضح لك الاشكالية التي لديكم و التي جعلتكم بموقع المعترض أهمها للتذكير :
1 – أنكم لا تعتبرون ذلك حكم الله خالقكم و تناقشون على أنه كلام أعددناه نحن لكم و هنا تكون الاشكالية مرهونة بالايمان لأنك تعلم أن كلام الله فوق الجميع و فوق مشاعرنا .
2 - لا توجد مصداقية مع أنفسكم و أنتم المؤمنين أن الرب في العهد القديم أطلق حكمه و ارادته على شعبه الذي آمن به و عاقبه .... و أيضا أطلق حكمه و ارادته على شعوب أخرى و عاقبها برغم أنها لا تعترف به الها .... فهل قدم اله الرب في العهد القديم اعتذاره لأنه حاكمهم على قانون اله ليس هو الههم ؟ الاجابة كما تؤمن أنت هي : لا بلا شك .
3 - ان كنت متأثرا من مشاعرك كانسان لأن الله الخالق حكم عليك أنك ضال فكيف و أنت لا تراعي مشاعرنا حين تقول عن الله خالقنا أنه هو المسيح الذي تم اهانته من مخلوقاته لأن الله لم يجد طريقة الا هذه حتى يرفع الانسان .... نحن الذين نطالبك بحفظ مشاعرنا كمسلمين ....
و ان وصفكم بالضلال ليس هو الا صدق الله خالقكم فيكم و نحن مؤتمنون عليه حتى لا نضحك لكم بمحبة بينما الموت لا ينتظر أحدا .... هي كلمة حق من الله خالقكم يحكم بكم كما تؤمنون أنه حكم على أممه الأخرى في العهد القديم بأن وجه شعبه لهم لكي يعاقبهم دون أى اعتذار لاحق أو اكتراث لأطفال و نساء ماتوا و ليس لهم ذنب .... هل تعتقد أن الله يجب أن يقدم اعتذاره و هو خالق الجميع ؟ بالطبع لا .... فالقضية ليست مشاعر بل خضوع لله و ارادته و ليس ارادتنا و مشاعرنا .... و العهد القديم يعلمك ذلك بأنه الذي لا يتغير سواء قدم لنا محبة أو قسى علينا أو كان معتدلا .... فكل الأمر خير من الله لأن الله لا يفعل الشرور بأى زمان كان و تقسيم العهود هذا شأن مسيحي لا يعترف به المسلمون و لا اليهود ولا أى ملة على الأرض سوى أنتم .... فسبحان الله الذي لا يتغير .
و الآن للرد على النقطة التالية ....
ابقى مع عزيزي الضيف الفاضل و رجاءا عدم ابتداء ردكم أو تعليقكم الى أن أنتهي من الكل .... فكن صبورا كما طلبت مني ....
أطيب الأمنيات لك من نجم ثاقب .
المفضلات