بسم الله الرحمن الرحيم
ان شاء الله سناتي بمشهدين وكل مشهد فيه رسول وحواري
وكلا المشهدين فيهما من المواقف ما يجعلنا نتعجب كثيرا وفي نفس الوقت نحزن ونغتم لانه افتراء وتدليس وليس من صفة رسل الله وانبياؤه
واما الاخر يجعلنا اكثر ايمانا وخشوعا وحبا وطمعا في عفو الله ومرضاته وما اروعه وما احلاه لما فيه من الشعور بالسكينة
والاحساس بالطمانينة
فهيا نتخيل وبعين ثاقبة ونفس صافية لما اختصه الله في حكمة واخلاق الانبياء والرسل ولنقارن ثم نحتكم الي العقل والضمير والوجدان
ايهما يليق ويكون من صفات رسل الله عليهم السلام
وايهما كذب وتدليس وافتراء علي رسل الله عليهم السلام
المشهد الاول
:رسول الله محمد
والصديق ابي بكر رضي الله عنه عندما كانا في الغار
والمشركين والكفار يحاولون النيل منهما وقتلهماوالتخلص منهما
حيث انه لو نظر احد من المشركين والكفار تحت قدميه لابصرهما
فانتاب ابي بكر الجزع وشيء من الخوف
فماذا كان رد فعل رسول الله
خلال هذا الموقف المرعب
ما احلي ما قاله رسول الله وبقلب المؤمن الطاهر العابد الخاشع
لله الخالق العظيم
لقد قال كلمات نافذه من قلبه الي قلب ابي بكر فكانت له البلسم والدواء
وكانت له السكينة والطمانينة
وكانت بمثابه كلمات فاتنة ورائعة في طعمها وحلاوتها
كلمات تقوي العزم والارادة
كلمات تسمو وترفع ولا تخزل وتهوي
كلمات تبث السعادة والراحة ولا تبث الحزن والاكتئاب
كلمات احلي من نسمة النسيم وارق من عاطفة ام لولدها
كلمات لا تصدر الا من امام للتقاة وحبيب للرحمن
كلمات لا يقولها الا رسول لله وقلبه مطمئن وعامر بحب الله
كلمات ما احلاها وما اروعها وهي الملجا والملاذ في الشدائد والازمات
كلمات تحول الهلع الي سكينة والرعب والخوف الي طمانينة
كلمات لو ايقناها فلا نشقي ولا نضار
كلمات احرفها من نور تضي القلوب وتزيل عمي الابصار وتنير البصيرة
كلمات هي نهج وشيمة كل الرسل والانبياء
كلمات يرق لها قلب المؤمن بالخالق العظيم
هيا يا اخواني واخواتي نقارن
ماذا قال رسول الله محمد
لصاحبه الصديق ابو بكررضي الله عنه
خلال هذا الموقف والمشهد المخيف والذي ترتجف منه القلوب
وتختلع له الصدور حيث النهاية بالقتل لا محالة
وحيث لا مفر ولا ملجا من الله الا اليه
ولكن من اين لنا ولو بمثقال ذرة من ايمان ابي بكر
فما بالكم بايمان رسول الله
قال له الهادي البشير والسراج المنير
يا ابا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما
يا لروعة هذة المواساة
ويالعظمة هذا الخشوع لله
وما احلي واعظم هذه الثقة الفياضة في الخالق العظيم
ويا لجمال تلك الكلمات وعمق معناها ومغزاها
ويا لحلاوة وطعم الايمان بالله الواحد الاحد
فما احوجنا الا ان نستعين بالله العظيم
عند الشدائد والكرب ولا نلجأ لما سواه
هكذا علمنا رسول الله
كم كان عزمه وكم كانت طاقة توكله علي الله والاستعانة به في الرخاء قبل الشدائد
انه رسول الله محمد بن عبد الله
القدوة الحسنة وامام التقاة والخاشعين
وكل الانبياء والرسل كانوا هكذا.......... فلا فظاظة في اللفظ
ولا تسفيه..... ولا تجريح ....... ولا تدني في القول... ولا غلظة في القلب...........
وهيا لنري عكس ذلك تماما
كما افتري مؤلف انجيل متي علي سيدنا المسيح
عليه السلام .............
وعلاقته التي لم تخلوا من الاهانة والسب بما لا يليق
لحوارييه بطرس عليه السلام
ورغم ان الموقف وكما سنري لا يحتاج هذا الصد وهذا السب وهذا التبكيت
من المسيح عليه السلام (والمسيح براء مما نسبوه اليه)
لبطرس
رغم ان بطرس المؤمن الخاشع الموحد لم يقترف اثما ولا سوء
الا ان المسيح (وحاشا ان تكون هذه من صفات الانبياء والرسل)
وصف بطرس بالشيطان (اي عدو الله).........وما ادراك ما معني شيطان............كل ما هو خسيس وحقير ...........وما هو كاذب وكذوب................وما هو افاق ونمام ..........وما هو كافر وجحود..........وما هو عدو للمؤمنين الموحدين......وما هو مثير للفتنة والغواية...........وما هو منبع الشر كله
لماذا كل ذلك يا مؤلف الانجيل
هل لتمجيد ربك يبسوع
وما الاثم الذي اقترفه بطرس كي تصفه بالشيطان
علي لسان المسيح عليه السلام
وكيف لنبي ورسول من عند الله مثل المسيح عليه السلام
وهو القدوة والاسوة الحسنة ان يصف احد من اتبعه وآمن بما جاء به
من عند الله بل وعزره ونصره
يصفه بالشيطان
ما سمعنا من الفاظ نطق بها اي رسول من عند
الله كما افتريتم يا مؤلفي الاناجيل ونسبتم هذه الاقاويل للمسيح
عليه السلام
رحماك يا الله ...........رحماك وانت الحكم العدل
فكيف لرسول الله عيسي المسيح :salla-s: ان ينصب ويتوج حوارييه بطرس ليكون صخرة الكنيسة ثم بعد ذلك ولمجرد همسة عتاب بينهما
جعلتموه يسب بطرس ويصفه بالشيطان....وهذا باحط واقذر لفظ واحقر مخلوق عند الله سبحانه وتعالي...........وهو العدو اللدود
وبسببه وغوايته كانت كل مصائب وخطايا البشرية منذ خلق آدم عليه السلام وحتي يومنا هذا في حق الله جل في علاه
اقراوا معي:
متي 16:
16 فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!».
17 فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا،
إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
18 وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ،
وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.
19 وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ،
فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ.
وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».
20 حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.
21 مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ
يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا
مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.
22 فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!»
23 فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:
«اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
............................
ناهيك عن بث صفة الكذب والرياء في نفوس التلاميذ
وطلبه منهم الا يفصحوا عن هويته بقوله لهم(الا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح)
فمن اين تكون القدوة الحسنة
وهل رسل الله الا منابر من نور ونبراسا للصدق والهداية وهم الخيرة المصطفاة من رب العالمين
للتاسي بهم والاهتداء بنهجهم والعمل بما انزل عليهم
..................
لا حول ولا قوة الا بالله
المفضلات