ثلاثة بابوات أو أثنان
فى شهر اكتوبر فعل أوربان الحسنة الحيدة فى حياته وهى انه مات
وتم اختيار البابا بونيفاس التاسع والذى كان مشهورا عنه انه قاتل ومجرم ومرتشى ولم يوقع اى مستند الا ويده الاخرى تقبض الثمن
اما الشىء الوحيد الذى وقعه مجانا هو اعلان بابا افينيون فى فرنسا مرتدا عن الدين
وردها له كلمنس بنفس الطريقة وهى اعلانه مرتدا عن المسيحية
واستمر الحال على ذلك بابا فى روما وبابا فى افينيون
وظهر الرأى الذى يقول باعتبار المسيح هو رأس الكنيسة وان وحدة الكنيسة اهم بكثير من البابوية حتى يتم ارضاء الجميع
وطالبوا الملك بالتدخل
ولكن منذ عهد البابا الطفل فى القرن الحادى عشر كانت شوكة الكنيسة قد قويت عن الدولة.
وأخيرا عقد الكرادلة اجتماعا فى عام 1049 فى مينة بيزا وتم فيه الاعلان ان البابوات الاثنين غير شرعيين
وتم اختيار بابا أخر ليكون خليفة لهما وهو فيلار جى من ميلانو
وكان معروف انه محبا للطعام والنساء
ولكن لسوء الحظ لم يوافق الاخرين على هذه التطورات وبدلا من اثنين من البابوات اصبحوا ثلاثة ولم يتنازل احدهم عن المنصب ابدا
اما ابطال هذه المسرحية الهزلية فكانوا كالتالى
1- البابا جريجورى الثانى عشر الذى كان يقترب من التسعين وكان الظن انه لا يقوى على الفساد بينما كانت اول افعاله انه رهن تاج البابوية ليسد ديون القمارثم باع كل ما وصلت له يده حتى باع مدينة روما نفسها لملك نابولى
2- بيودرو دى لونا خليفة بابا افينيون ولم يعتد به الكثيرون فعاد الى وطنه اسبانيا وظل حتى اخر حياته يعتبر نفسه البابا الشرعى للكنيسة
3- يوحنا الثالث والعشرون ولم يؤخذ عليه سوى انه لا يؤمن بتعاليم المسيحية!!!!!!ونصاب ومزور وخاطف زوجات الغير وفى عام1958 عندما تم اختيار يوحنا الثالث والعشرين – نفس اللقب لشخصين مختلفين – شطب كثير من الكاثوليك البابا الاول من ذاكرتهم.
مجلس مثير للحرج
دعا الملك سيجسموند البابا يوحنا الثالث والعشرين الى عقد اجتماع لحل مشكلة العدد الزائد للبابوات!
وتم اختيار مدينة كونستانس الالمانية على الحدود السويسرية وكان الاختيار لهذه المدينة لسببين
اولا انها كانت ساحلية تطل على بحيرة يمكن دفن جثث المعارضين فيها
ثانيا كانت كبيرة بما يكفى لاستيعاب اعداد العاهرات اللاءى كن يأتين للترفيه عن المجلس فى اوقات عدم انعقاده وكان هذا فى العام1414
وخلال هذا المجلس تم الاتفاق على ان يكون التصويت حسب الجنسية وليس عدد الحاضرين من الكرادلة
وهكذا وجد يوحنا نفسه مهزوما كما صدر الامر الملكى له بالتنازل عن منصبه
واحصى القرار مثالبه حتى انه اضطر للهرب فى زى خادم واعاده حرس الملك خاصة بعد ما الح الكرادلة الانجليز على حرقه حيا لما ارتكب من اثام
وكان متهما بخمس واربعون تهمة وتم تنحيته بناء على انه لم يتصرف كما يجب ان يتصرف رأس الكنيسة وتم كسر ختمه دلالة على فقدانه المنصب وحكم عليه بثلاث سنوات فقط مع وقف التنفيذ!!!وذلك فى عام 1415
وكان ضحية هذا المجلس هو هوس الذى كان محاضرا فى جامعة براج
ومرشحا للبابوية والذى احرق بسبب كتاباته التى يعبر فيها عن رأيه المغاير لرأى المجلس وأحرقت كتاباته معه
(وهذا يظهر التناقد فى الاحكام وعدم التسامح فى الخلاف)
ويبقى المرشح الثالث جريجورى الثانى عشر الذى كان قد بلغ التسعين من عمره وتنازل بكامل رغبته عن المنصب وبذلك تخلصت الكنيسة من بابواتها الثلاثة .
ورغم ان مارتين الخامس (البابا الجديد) كان من أختيار المجلس وكان عضوا به وموافقا على قراراته الا انه غير رأيه بعد ما اصبح بابا واصبح كل همه هو الهروب الى روما والانفراد بالقرار والتخلص من الملك والمجلس .
واستمرت هيمنة المجلس (450)عام حتى قاموا بأخضاع المجلس مرة اخرى للبابا واعتباره شخصا معصوما من الخطأ
نذر العاصفة
انتهى مؤتمر كونستانس دون اتخاذ اية قرارات جدية بخصوص اصلاح الكنيسة وبدأ التدهور الحقيقى للكنيسة عندما اشتدت قبضة البابا على كل اعضاء الكنيسة فى القرن الحادى عشر
اما مظاهر الفساد فتمثلت مثلا فى ان البابوات فى هذه الفترة وصلوا لمناصبهم ليس بسبب اففضالهم الدينية ولكن عن طريق الرشوة والفساد وشراء المنصب
ولذلك لم يكن لهم هم الا جمع المال حتى انهم كانوا يعلنون امراء المناطق مرتدين عن الدين اذا هم امتنعوا عن دفع الجزية السنوية ولم يكن فى ذلك ما يسىء للبابا بسبب تفشى الفساد !!!!!!!
حتى انهم كانوا يبيعون المناصب الدينية ولكل منصب ثمن ونتج عن ذلك
تولى المناصب اشخاص غير اكفاء وليس لهم علم دينى
وكثير منهم كانوا لا يعرفون اللاتينية حتى يستطيعوا اقامة الصلاة بالناس
وقد بلغت بهم الجرأة والاستهتار ان كانوا يتمتمون بأى كلام فارغ امام الناس موهمين اياهم انهم يصلون بهم ووصل الامر الى حد انه كان من اقذع ما يوجه لشخص ما من سباب ان يقال له يا قس !!!
حتى انه تم عقد مؤتمر بازل لمواجهة الخلل عام 1432 حيث قرر الكرادلة المجتمعون ان على رجال الكنيسة التوقف عن الرشاوى ومصاحبة الخليلات وبيع وشراء المناصب وصكوك الغفران !!!
ونتيجة لهذا عقد البابا يوجين الرابع فى ذلك الوقت مجلسه الخاص فى فلورنسا ووصف أعضاء مجلس بازل بأنهم اتباع الشيطان ولا يستحقون سوى ردهم اليه ورفض كل ما جاء فى توصيات هذا المجلس وبذلك ضيعت الكنيسة فرصتها الاخيرة فى الاصلاح وانتهى القرن الذى بدأ برفض البابا يوجين اصلاح الكنيسة بزعامة بابا حقت عليه تسمية مندوب الشيطان : الكسندر بورجيا
تجمع السحب والعواصف
فى القرن الخامس عشر لم يجرؤ شخص واحد على الدفاع عن الكنيسة فمثلا البابا سيكستوس الرابع الذى تم انتخابه عام 1471 تفتق ذهنه عن اساليب جديدة للحصول على المال فكان اول من اعطى تراخيص لبيوت الدعارة ليجنى منها جباية سنوية ! كما انه اول من باع صكوك الغفران للاموات وليس للاحياء فقط وبذلك استطاع ان يجبى اموال طائلة
حتى انهم باعوا بعض الاعضاء البشرية على انها لقديسين لنوال البركة!!!
وفعل البابا ما هو اسوأ من ذلك عندما وافق على حروب لغزو اسبانيا وتم احراق اكثر من من الفى شخص فى الاندلس وحدها وجلب ذلك الخراب على ايطاليا
وعندما مات هذا البابا تم غسله ثم لم يجد القس سوى قميصه ليجففه به اذ كان كل ما فى القصر قد سرق
وجاء من بعده اينوسنس الثامن والذى وان لم يكن افضل ممن سبقوه فاءنه لم يكن أسوأهم .
كانت أخطاؤه : مطاردة النساء واليهود وعندما طلب منه الحظر على خليلات رجال الكنيسة قال ان الامر متغلغل لدرجة ان اى محاولة فى هذا السياق هى اضاعة للوقت
عين الاعصار
رغم ان تاريخ رودريجو بورجيا لم يكن ليوصله لهذا المنصب الا انه اشتراه ورشا المنافسين والناخبين حتى انه عندما استلم المنصب كان قد افلس تماما ( واستعد لتعويض ما انفقه) – هذا هو من يغفر خطايا البشر-
وكان تاريخه مليئا بالقتل – منذ ان كان فى الثانية عشرة من عمره-
ولأتفه الاسباب وأيضا الجنس مع خليلاته وبناته وزوجات الغير وكان اسلوبه فى تنحية المعارضين السم او القتل بالخنجر ثم القاؤهم فى نهر التيبر
ولكن كان لبورجيا حسناته والذى لقب بالسكندر السادس –!!
فقد اعترف بكل ابنائه غير الشرعين وعددهم عشرة ابناء!!
كما ان عشيقته فانوس اقام لها مراسم دفن توازى كاردينال بناء على وصيته
كما انه امر برسم صورة للعذراء مريم لها وجه جوليا فارنيزى
احدى عشيقاته تخليدا لها!!!!!!!!!
ولحبه لابنته لوكريسيا انه عدل ميعاد الصوم الكبير حتى يتمكن الشعب من الاحتفال بعرسها بشرب الخمر واكل اللحم والرقص.!!!!
كما اظهر حزنه على ابنه الذى قتل بيد ابنه الاخر سيزار .
وقد شرب البابا السم خطأ هوو ابنه سيزارو كانوا قد اعدوه لأعدائهم
وعانى ويلات الموت تدريجيا فاحمرت عيناه واصفر وجهه وأصبح جلده مخططا كالنمر وبدأت بشرته تتقشر أما الدهون المكونة على بطنه فسالت وأحشاؤه الداخلية نزفت.
وبعد وفاته اسودت جثته وتضخم لسانه حتى ملأ فمه وتورم جسده حتى اصبح عرضه مثل طوله وبعد غسل الجثة انفجرت وخرجت منها ابخرة كبريتية.
وتم ربطه من قدمه التى طالما قبلها الرجال والنساء والامراء وتم سحب الجثة بحبل لتقع فى صندوق الدفن دون لمسها.
وفى نفس الوقت كان القصر قد نهب فلم يجد مكفن البابا الا قطعة سجاد قديمة ليغطيه بها
وفى عام 1610 تم اخراج الجثة من كنيسة بطرس نهائيا وتم دفنها بالكنيسة الاسبانية بشارع مونساراتو منتظرة بوجل يوم الحساب العسير.
انتهى مختصر الفصل السادس