بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الكريم سيف رسول الله وأرجو أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال ، وأن يجعل بحثك الرائع في ميزان حسناتك ، إن الله شاكر عليم.

لا يخفى على أحد أن سفينة نوح هي واحدة من أعظم آيات الله على وجه الأرض ، وهي الآية التي بهرت العالم وأظهرت الحق وأزهقت الباطل وصعقت المشككين بالإسلام دين الله الحق وجعلت كلمتهم هي السفلى وكلمة الله هي العليا ، وهي من المواضيع التي أثارت إعجابي فأقرأها ألف مرة ولا أتعب

ومن منا لم يسمع بسفينة نوح عليه السلام وحقائقها الثمانية التي لا غبار عليها والتي لا توجد إلا في القرآن الكريم.

واليوم وجدت حقيقة تاسعة من حقائق سفينة نوح فأرجو أن تكون بشرى سارة في هذه الأيام المباركة

قرأت في أحد المواقع ما يلي:

اقتباس
Image from 1959 / 1960 of the same location: The ark seemed to have flown downhill in a land slide in direction of south-west
(bottom of the picture) to north-east (top of the picture). The elevation difference was not very high.
Probably only about 300-600 ft / 100-200 m from the top of that mud slide to the bottom.
[IMG]http://gregorgimmel.com/NOAH_S_ARK.html[/url]

باختصار ، يقول الموقع :
يبدو أن السفينة اتخذت شكل هبوط في اتجاه الجنوب الغربي

وهذه بعض الخرائط :
اقتباس
[url]http://www.arkdiscovery.com/ark-googleearth1.jpg[/IMG]





وبإمكانكم التأكد من الأمر من برنامج google earth
فهل عرفتم في أي اتجاه تتجه السفينة ؟؟

إنها تتجه إلى بيت الله الحرام أرض النبوءات والمعجزات !

فهل يعقل أن أن يكون رسوها بهذا الوضع المبارك مجرد صدفة ؟؟

لا أبدا ! والذي فطر السماوات والأرض.
فلنتأمل ونتدبر قوله تعالى:

{ فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ (28) وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ ( 29 ) إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ( 30 ) }

كلمة مُنزَل : بضم الميم وفتح الزاي ،هي بمعنى الإنزال حسب معاجم اللغة، فهي إذن تشير إلى طريقة أو وضعية الإنزال. وهي لا تعني موضع أو مكان النزول.

اقتباس
(الصحاح في اللغة)
والمُنْزَلُ، بضم الميم وفتح الزاي: الإنزالُ. تقول: أنزِلْني منزلاً مُباركاً.
(أي إنزالا مباركا)

اقتباس
(لسان العرب)
في الحديث: اللهم إِني أَسأَلك نُزْلَ الشهداء؛ النُّزْل في الأَصل: قِرَى الضيف وتُضَمّ زايُه، يريد ما للشهداء عند الله من الأَجر والثواب؛ ومنه حديث الدعاء للميت: وأَكرم نُزُله.
والمُنْزَلُ: الإِنْزال، تقول: أَنْزِلْني مُنْزَلاً مُباركاً.
أما بخصوص موضع أو مكان النزول كما جاء في لسان العرب فهو مَنزِل ومَنزِلة بفتح الميم وكسر الزاي:

اقتباس
والمَنْزِل والمَنْزِلة: موضع النُّزول. قال ابن سيده: وحكى اللحياني مَنْزِلُنا بموضع كذا، قال: أُراه يعني موضع نُزولنا
لذلك فمن المحتمل أن الآية الكريمة لا تشير إلى مكان مبارك رست فيه السفينة ، ولكن فيها إشارة لهيئة أو وضعية الرسو المباركة التي رست بها السفينة وهي متجهة إلى القبلة أقدس وأطهر البقاع على وجه الأرض، فلو أن السفينة رست أي رسو عادي فبعد النزول منها سيحير نوح عليه السلام وأهله إلى أين سيتوجهون، خاصة بعد أن مسح الطوفان أثر القرى ودمر كل شيء حوله، فلعل الله تبارك وتعالى أراد لعباده الصالحين أن يتوجهوا إليه في أول نزول لهم من السفينة بعد رسوها، وجاء ذلك على غرار لقوله تعالى : {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ} ، ويعد هذا الإنزال المبارك فضلا كبيرا من الله تبارك وتعالى لعباده الصالحين، وجاء كذلك استجابة لدعوة نوح عليه السلام، والله خير المنزلين.
ثم يضيف الحق سبحانه وتعالى قوله {إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ}.

ولا يخفى على أحد أن مكة بيت الله الحرام هي مكان مقدس حرمها الله يوم خلق السموات والأرض ولم يحرمها الناس كما جاء في الحديث الصحيح عن ابن عباس قوله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:
إنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

اقتباس
* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق
________________________________________
{ وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } * { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ }
يقول تعالـى ذكره لنبـيه نوح علـيه السلام: وقل إذا سلـمك الله وأخرجك من الفلك فنزلت عنها: { رَبّ أَنْزِلْنِـي مُنَزلاً } من الأرض { مُبـارَكا وأَنْتَ خَيرُ } من أنزل عبـاده الـمنازل.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله: { مُنْزَلاً مُبـارَكاً } قال: لنوح حين نزل من السفـينة.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، مثله.

واختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار: { رَبّ أنْزِلْنِـي مُنْزَلاً مُبـارَكاً } بضم الـميـم وفتـح الزاي، بـمعنى: أنزلنـي إنزالاً مبـاركاً. وقرأه عاصم: «مَنْزِلاً» بفتـح الـميـم وكسر الزاي، بـمعنى: أنزلنـي مكاناً مبـاركاً وموضعاً.
اقتباس
* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق

{ فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ}

وجملة { وأنت خير المنزلين } في موضع الحال. وفيها معنى تعليل سؤاله ذلك.

وقرأ الجمهور { مُنَزلاً } ــــ بضم الميم وفتح الزاي ــــ وهو اسم مفعول من (أنزله) على حذف المجرور، أي مُنزَلا فيه. ويجوز أن يكون مصدراً، أي إنزالاً مباركاً. والمعنيان متلازمان. وقرأه أبو بكر عن عاصم بفتح الميم وكسر الزاي، وهو اسم لمكان النزول.
وقد جاء في تفسير الألوسي :
اقتباس
تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق
{ وَقُل رَّبّ أَنزِلْنِى } في الفلك { مُنزَلاً } أي إنزالاً أو موضع إنزال { مُبَارَكاً } يتسبب لمزيد الخير في الدارين { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } أي من يطلق عليه ذلك، والدعاء بذلك إذا كان بعد الدخول فالمراد إدامة ذلك الإنزال ولعل المقصود إدامة البركة، وجوز أن يكون دعاء بالتوفيق للنزول في أبرك منازلها لأنها واسعة، وإن كان قبل الدخول فالأمر واضح
وقد جائت هذه الآية الكريمة على غرار قوله تعالى:

{ وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً }

كلمة مُدخَل بضم الميم وفتح الخاء وتعني إدخال

وقد جاء كذلك في تفسير الألوسي لهذه الآية الكريمة:

اقتباس
{ وَقُلْ رَبِّ أَدْخلْني مُدْخَلَ صدْق } أي إدخالاً مرضياً جيداً لا يرى فيه ما يكره، والإضافة للمبالغة.
ولذلك يجوز القول أن يكون هذا المُنزَل المبارك في الآية السالفة الذكر هو وضعية الإنزال المباركة للسفينة.

ولا يخفى على أحد أن البحث عن سفينة نوح في قمة جبل الأرارات البركاني كان من أولويات المؤسسة الأمريكية ICR المتخصصة في علوم الخلق التوراتية برئاسة الدكتور هنري موريس لخدمة أهداف ومشاريع تنصيرية في مختلف أنحاء العالم خاصة بعد فشل مشروعهم التنصيري فشلا ذريعا في مختلف أنحاء العالم خاصة بين المسلمين ، هذا إضافة إلى العدد الهائل من المرتدين عن المسيحية بسبب التناقضات الموجودة في التوراة والإنجيل ، فاجتاجوا جبال الأرارات طولا وعرضا ، شبرا شبرا ، لعلهم يجدوا ولو قطعة خشب صغيرة، فهم قادرون على أن يجعلوها من سفينة نوح وإن لم تكن ، ولكنهم لم يعثروا ولو على قشة تؤكد مزاعمهم

واستمر عذابهم الشديد في البحث عن السفينة لسنين طويلة دون جدوى... إلى أن ضرب زلزال منطقة فان في شرق تركيا، فجعل معالم السفينة بارزة على الجودي وكأن الله تبارك وتعالى يقول لهم ''ها هي السفينة التي كنتم تبحثون عنها أيها الضالون''

فها هي سفينة نوح آية الله العظيمة وهي تشير كالسهم إلى مكة المباركة ، وكأنها إشارة من الله سبحانه وتعالى إلى العالمين بأن الحق يوجد هناك.




فكيف عرف محمد صلى الله عليه وسلم كل هذه الحقائق ؟

فصدق الله العظيم إذ يقول : { تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}

هذه حقيقة تاسعة أضيفت إلى حقائق فلك نوح الثمانية في تركيا ، إذن فلا بد من وجود حقائق أخرى تنتظر فقط من سيكتشفها ....

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين.