ففي كتابه " المسيحية والوثنية " يقرر روبرتسون أن الميثراثية ، وهي ديانة فارسية الأصل ، ازدهرت في بلاد فارس قبل الميلاد بنحو ستة قرون ، قد دخلت إلى روما حوالي عام 70 م ، وانتشرت في بلاد الرومان ، ثم وصلت إلى بريطانيا ، وانتشرت في العديد من مدنها .
وما يعنينا هنا من أمر هذه الديانة أنها تقول :
- إن ميثراس ، الذي تنسب إليه ، كان وسيطا بين الله والناس . { انظر مقابله في النصرانية : أعمال الرسل 4/12 }
- وأن مولده كان في كهف ، أو زاوية من الأرض . { انظر : لوقا 2/7 } .
- وأن مولده كان في يوم 25 ديسمبر . { وهو يوم احتفال النصارى بمولد المسيح }
- كان له اثنا عشر حواريا . { انظر : متى 10/1 }
- مات ليخلص العالم { انظر : كورنثوس الأولى 15/3 }
- دفن ولكنه عاد إلى الحياة { انظر : السابق 15/4 }
- صعد إلى السماء أمام تلاميذه { انظر : أعمال الرسل 1/9}
- كان يدعى مخلصا ومنقذا { انظر : تيطس 2/13}
- من أوصافه أنه حمل وديع { انظر : يوحنا 1/ 29 }
- في ذكراه كل عام يقام العشاء الرباني { انظر : كورنثوس الأولى 11/23-25}
- من شعائره التعميد .
- يوم الأحد مقدس عندهم .
بينما يذهب المستشرق الفرنسي ليون جوتيه في كتابه " مقدمة لدراسة الفلسفة الإسلامية " إلى أن أصول التثليث النصراني ينبغي تلمسها في الفلسفة اليونانية ، وتحديدا في أفكار الأفلاطونية المحدثة ، التي تلقت مبادئ فكرة التثليث في النظرة إلى خالق الكون عن أفلاطون ، ثم عمقتها إلى حد كبير ، بحيث اتضح التشابه الكبير بينها وبين النصرانية ؛ فالخالق ، ذو الكمال المطلق ، جعل بينه وبين العالم وسيطين ، صادرين عنه ، وهما أيضا داخلان فيه في نفس الوقت ؛ أي تتضمنهما ذاته ، وهما العقل والروح الإلهية . ثم قال :
( وهكذا كان التزاوج بين العقيدة اليهودية والفلسفة الإغريقية لم ينتج فلسفة فقط ، بل أنتج معها دينا أيضا ، أعني المسيحية التي تشربت كثيرا من الآراء والأفكار الفلسفية عن اليونان ؛ ذلك أن اللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذي كانت فيه الأفلاطونية الحديثة ، ولذا تجد بينهما مشابهات كثيرة ، وإن افترقا أحيانا في بعض التفاصيل ، فإنهما يرتكزان على عقيدة التثليث ، والثلاثة الأقانيم واحدة فيهما . )
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
المفضلات