اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماريان جرجس مشاهدة المشاركة
عدت بحمد الله لكى نكمل الحوار
مرحبا بعودتك ضيفتنا الفاضلة

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماريان جرجس مشاهدة المشاركة
ماذا عن السؤال الثانى

السؤال يتضمن شبهتين :

(1) الشبهة الأولى ....
أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه المرأة بالشيطان مما يعتبر إهانة لها

----------------------------------
وهذا بالطبع ليس صحيحا أبدا ....
فالنبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يوصي بالنساءِ خيرًا وكان يبيّنُ للجميعِ أنهن شقائق الرجال ولا فرق بين ذكر وأنثى وكان يوصى بإكرام النساء وإحسان معاملتهن :

* عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَّرَ وَوَعَظَ فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ قِصَّةً فَقَالَ :
(أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ .... )
* عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)
* قال صلى الله عليه وسلم :
(إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ)

فكل ما في الحديث هو (تشبيه شدة خطر الإغواء الأنثوى)
فكما أن المرأة التى تخرج من بيتها متعطرة متزينة تفتن الرجالَ بريحها وبزيها وبمشيتها ويؤدي هذا إلى فتنة عظيمة ومعصية كبيرة .... كذلك الحال مع الشيطان الذى يُوقع الفتن بين الناس بالوساوس وتزيين المعاصى ويؤدي هذا إلى فتنة عظيمة وخطر كبير
وليس المعنى أن المرأة شبيهة بالشيطان .... بل التشبيه هنا في الفعل الناتج عنها وهو الإغواء .. لا فى الصورةَ (التي هي الخلقة) ...
ولذلك فإن المرأة إذا خرجت من بيتها غير متعطرةٍ ولا متبرجةٍ لا تندرج تحت هذا الحديث ولا تخضع لهذا التشبيه ... فليس الحديث مسوقًا لذم المرأة العفيفة الشريفة، بل هو للتحذير من فتنة النساء، ولذم المرأة التي تظهر مفاتنها للرجال، وتغويهم بجسدها
----------------------------------
1- قال ابن الجوزى فى كتاب كشف المشكل من حديث الصحيحين : قوله صلى الله عليه وسلم : (في صورة شيطان) أي : إن الشيطان يزين أمرها ويحث عليها وإنما يقوى ميل الناظر إليها على قدر قوة شبقه فإذا جامع أهله قل المحرك وحصل البدل

2- قال النووي في شرحه لمسلم : قوْله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْمَرْأَة تُقْبِل فِي صُورَة شَيْطَان وَتُدْبِر فِي صُورَة شَيْطَان) قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ : الْإِشَارَة إِلَى الْهَوَى وَالدُّعَاء إِلَى الْفِتْنَة بِهَا لِمَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى فِي نُفُوس الرِّجَال مِنْ الْمَيْل إِلَى النِّسَاء ، وَالِالْتِذَاذ بِنَظَرِهِنَّ ، وَمَا يَتَعَلَّق بِهِنَّ ، فَهِيَ شَبِيهَة بِالشَّيْطَانِ فِي دُعَائِهِ إِلَى الشَّرّ بِوَسْوَسَتِهِ وَتَزْيِينه لَهُ . وَيُسْتَنْبَط مِنْ هَذَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لَهَا أَلَّا تَخْرُج بَيْن الرِّجَال إِلَّا لِضَرُورَةٍ ، وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ الْغَضّ عَنْ ثِيَابهَا ، وَالْإِعْرَاض عَنْهَا مُطْلَقًا

3- قال صاحب تحفة الأحوذي : قوْله صلى الله عليه وسلم : (أَقْبَلَتْ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ)
شَبَّهَهَا بِالشَّيْطَانِ فِي صِفَةِ الْوَسْوَسَةِ وَالدُّعَاءِ إِلَى الشَّرِّ

4- قال صاحب فيض القدير(الجزء 2) : قوْله صلى الله عليه وسلم : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان) أي : في صفته شبه المرأة الجميلة بالشيطان في صفة الوسوسة والإضلال يعني أن رؤيتها تثير الشهوة وتقيم الهمة فالمراد أنها تشبه الشيطان في دعائه إلى الشر ووسوسته وتزيينه

5- قال الطيبي : جعل صورة الشيطان ظرفا لإقبالها مبالغة على سبيل التجريد؛ لأن إقبالها داع للإنسان إلى استراق النظر إليها كالشيطان الداعي للشر

6- قال السيوطي في شرحه لمسلم : قوْله صلى الله عليه وسلم : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان) معناه الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بها لما جعل الله سبحانه وتعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بنظرهن فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه فإن ذلك يرد ما في نفسه

7- قال المناوي: قوْله صلى الله عليه وسلم : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان) أي : في صفته يعني أن رؤية وجهها ومقدم بدنها يثير الشهوة التي هي من جند الشيطان وحزبه (وتدبر في صورة شيطان) أي رؤية خصرها وأكتافها وأردافها وعجزها كذلك

8- قال الإمام القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: وقوله : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان) أي : في صفته من الوسوسة، والتحريك للشهوة؛ بما يبدو منها من المحاسن المثيرة للشهوة النفسية، والميل الطبيعي، وبذلك تدعو إلى الفتنة التي هي أعظم من فتنة الشيطان، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ما تركت في أمتي فتنة أضر على الرجال من النساء. فلمّا خاف صلى الله عليه وسلم هذه المفسدة على أمته أرشدهم إلى طريق بها تزول وتنحسم، فقال : إذا أبصر أحدكم المرأة فأعجبته فليأت أهله، ثم أخبر بفائدة ذلك، وهو قوله : فإن ذلك يردّ ما في نفسه
----------------------------------
ولو كانت هذه هي نظرة الإسلام إلى المرأة, فهي نظرته إلى الرجل أيضا ... لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (النساء شقائق الرجال) فإذا كانت النساء شياطين فرضا ... فالرجال شياطين كذلك لأنهم شقائق النساء !!!!

وقد جاءت تسمية الرجل شيطانا في بعض النصوص نظرا للعمل الذي قام به الرجل, فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يخبر عما يقع بينه وبين زوجته, وكذا المرأة التي تخبر عما يقع بينها وبين زوجها بالشياطين :
(عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والرجال والنساء قعود ، فقال : لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟ فأرم القوم ، فقلت : إي والله يا رسول الله إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون . قال : فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق ، فغشيها والناس ينظرون)

ومن ثم ..... فالتشبيه بالشيطان لا علاقة له بكون المشبه رجلا أو امرأة, إنما علاقته في الأساس هي (بالفعل) الذي يرتكبه الرجل أو المرأة, وهذا من الأساليب المستخدمة في اللغة العربية, دون أن يفهم من ذلك أن المرأة شيطان لذاتها ... أو أن الرجل شيطان لذاته, كما يحاول البعض إشاعته

فليس في النص ما يستنكر وليس فيه ما يقتضي احتقار المرأة أو انتقاصها ... بل معنى الحديث أن الله جعل في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والإلتذاذ بالنظر إليهن ... وفي إطلاق النظر إليهن فتنة, ودعوة إلى الوقوع في الإثم, فصورة المرأة التي تدعو الرجل إلى الغواية والوقوع في الحرام, شبيهة بإغواء الشيطان للعباد, ودعوته لهم بالوقوع في الشر بتزيينه في أعينهم, وهذا أمر يشهد الواقع بصدقه
----------------------------------
ولعله يكون من العدل هنا أن نتسائل :
* هل بطرس الرسول شيطان حقا كما وصفه يسوع أم أنه إنسان ؟؟؟
إنجيل متى الإصحاح 16عدد 23 :
فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:«اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».

كما يكون من العدل أن نتسائل أيضا :
* ألم يصف الكتاب المقدس المرأة بأنها (شر) ؟؟؟
ولا شك أن الشرَ من الشيطان ...
جاء ذلك في سفر زكريا إصحاح 5 :
ثُمَّ خَرَجَ الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي وَقَالَ لِي: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مَا هذَا الْخَارِجُ». 6 فَقُلْتُ: «مَا هُوَ؟ » فَقَالَ: «هذِهِ هِيَ الإِيفَةُ الْخَارِجَةُ». وَقَالَ: «هذِهِ عَيْنُهُمْ فِي كُلِّ الأَرْضِ». 7 وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8 فَقَالَ: «هذِهِ هِيَ الشَّرُّ». فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ، وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.
----------------------------------
(2) الشبهة الثانية :
أين غض البصر الذى امر به الله تعالى ؟؟


يجب أن نعلم أولا أن غض البصر ليس معناه (عدم الرؤية مطلقا)
بل معناه عدم التمعن بالنظر حتى تتحرك الشهوة عمدا
ولا أدرى ما هو الغريب فى أن يثار الرجل من نظرة واحدة إلى المرأة ؟؟
ولا أعلم عن كلام علمى وطبى يؤكد استحالة حدوث ذلك وأن الرجل لا بد أن ينظر إلى المرأة (مرات بعد مرات) كى تثار شهوته !!!!

ففى الحديث الشريف :

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَقَدْ اغْتَسَلَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَدْ كَانَ شَيْءٌ ؟ قَالَ : (أَجَلْ مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَةُ النِّسَاءِ فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي فَأَصَبْتُهَا فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا فَإِنَّهُ مِنْ أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ)

الراوي : أبو كبشة الأنماري المحدث : الألباني – المصدر : السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم : 1/471
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن بل أعلى إن شاء الله تعالى
الراوي : أبو كبشة الأنماري المحدث : الألباني – المصدر : السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم : 1/803
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات

قال النووي رحمه الله : وَمَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِمَنْ رَأَى اِمْرَأَة فَتَحَرَّكَتْ شَهْوَته أَنْ يَأْتِي اِمْرَأَته أَوْ جَارِيَته إِنْ كَانَتْ لَهُ ، فَلْيُوَاقِعهَا لِيَدْفَع شَهْوَته ، وَتَسْكُن نَفْسه ، وَيَجْمَع قَلْبه عَلَى مَا هُوَ بِصَدَدِهِ

ثم .... تدبرى فى لفظ الحديث يا ضيفتنا الفاضلة ....

(مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَةُ النِّسَاءِ)

لم يقل :
(مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَتها) !!!!!!!!!

إذا فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يشته من وقع عليها بصره بالصدفة ... بل اشتهى (الجماع) ... شأنه شأن أى رجل .... فقام وصرف شهوته فى الحلال كى لا يترك للشيطان فرصة الوسوسة والتخيل وتزيين الشر وعلّم أصحابه أن يفعلوا مثل ما فعل
فعندما عاد وسألوه عن سبب قيامه ... أجابهم بما فعل
وكان من الممكن جدا أن يقول لهم : ذهبت لبعض شأنى لأنجز أمرا فى بيتى مثلا
لكنه ذكر لهم ذلك كى يعلّم أمتَه كيف يدفعوا سهامَ الشيطان وتزيينه ووسوسته حينما يتعرضون لمثل هذا الموقف ... فهو القدوة الحسنة لكل جميل ونبيل من مكارم الأخلاق

* فالذي يفعل العيب والخطأ .... لا يقول أنا أفعل الخطأ
* وخبيث النية إن رأى امرأة يظل ينظر إليها ويفكر فيها ولا يحكى ما حدث
* والبصباص يظل ينظر ويشتهى فى عقله ولا يتكلم لكيلا يذمه الناس ولا يقدحوا فى أخلاقه

إذن .... فهذا يدل على صفاء قلبه وسريرته صلى الله عليه وسلم

فقد تضمن الحديث الشريف توجيها نبويا لعلاج ما قد يقع في القلب من الإفتتان بالنساء, وهو أن يأتي الرجل أهله, فإن ذلك كفيل إن شاء الله بزوال ما يجد في قلبه من الشهوة والرغبة فى ممارسة الجنس
وقد وقع ذلك بقدر الله حتى تتأسى الأمةُ بخير الأنام وهو غض البصر وإتيان الحلال ودفع مكائد الشيطان وشره وتزيينه بالمعاصى والآثام ....

قَالَ الْعُلَمَاء : إِنَّمَا فَعَلَ هَذَا بَيَانًا لَهُمْ ، وَإِرْشَادًا لِمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ ، فَعَلَّمَهُمْ بِفِعْلِهِ وَقَوْله . وَفِيهِ أَنَّهُ لَا بَأْس بِطَلَبِ الرَّجُل اِمْرَأَته إِلَى الْوِقَاع فِي النَّهَار وَغَيْره ، وَإِنْ كَانَتْ مُشْتَغِلَة بِمَا يُمْكِن تَرْكه ، لِأَنَّهُ رُبَّمَا غَلَبَتْ عَلَى الرَّجُل شَهْوَة يَتَضَرَّر بِالتَّأْخِيرِ فِي بَدَنه أَوْ فِي قَلْبه وَبَصَره . وَاَللَّه أَعْلَم
----------------------------------
أى أسئلة ... تفضلى بطرحها ضيفتنا الفاضلة
نسأل الله لحضرتك كل الخير
Doctor X