عصمة خير الأنام من التلفظ بفحش الكلام

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

عصمة خير الأنام من التلفظ بفحش الكلام

النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: عصمة خير الأنام من التلفظ بفحش الكلام

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,966
    آخر نشاط
    17-06-2018
    على الساعة
    11:55 AM

    افتراضي

    (3) قول رسول الله - صلى الله عليه و سلم - لماعز : " أنكتها ؟ "


    إن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أعف الناس لسانا، وأحسنهم كلاما، وألينهم خطابا، لا يصرح بالألفاظ التي فيها فحش، بل يكني ويعرض ، فعن عبد الله بن عمرو قال : " لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول : من خياركم أحاسنكم أخلاقا " [1]

    جاء فى لسان العرب ( مادة : نيك ) :- " النَّيْكُ: معروف، والفاعل: نائِكٌ، والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ، والأَنثى مَنْيُوكة، وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً ، والنَّيّاك: الكثير النَّيْك؛ شدد للكثرة؛ وفي المثل قال: من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا ، و تَنَايَكَ القوْمُ: غلبهم النُّعاسُ ، وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ: انطبق بعضها على بعض . الأَزهري في ترجمة نكح: ناكَ المطرُ الأَرضَ و ناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها. "

    إذاً اللفظة عربية ، و تعنى إنطباق الشىء على الشىء بحيث يغلبه ، و هو الواضح من قوله ( تنايكت الأجفان ) فلا يُعقل أن القصد هو علاقة جنسية بين الأجفان ، و كذلك ( ناك المطر الأرض ) فهو مثله ، و لذلك أستخدمت الكلمة للتعبير عن العلاقة الجنسية ، لما فيها من إنطباق و غلبة .

    و لو إعتبرنا هذا اللفظ أنه فاحش - فرضاً - فهذا التصريح مما يترتب عليه مصلحة شرعية معتبرة ، و ذلك أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - أراد أن يتأكد خشية أن يكون ماعز - رضي الله عنه - إنما قبل فقط ، أو داعب فقط ، فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - بصريح اللفظ ، لأن المسألة سيترتب عليها رجم ماعز وإزهاق روحه .

    بدليل أنه - صلى الله عليه و سلم - رد ماعز أكثر من مرة كما جاء فى الحديث الشريف ، فعن أبى سعيد الخدرى - رضى الله عنه - قال : " أن رجلا من أسلم يقال له ماعز بن مالك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنى أصبت فاحشة فأقمه على , فرده النبى - صلى الله عليه وسلم - مرارا " [2]

    فهذا الحديث مما يُبين رحمة النبى - صلى الله عليه و سلم - فهو لم يُرد إقامة الحد على شبهة و هى سنته - صلى الله عليه و سلم - فهو يدرء الحد بالشبهة ، فإذا لم يثبت الحد ثبوتاً يقينياً لا يقيمه ، فلذلك أراد التصريح من ماعز دون أن يكنى .

    قال ابن بطال : " قال المهلب وغيره : فى هذا الحديث دليل على جواز تلقين المقر فى الحدود ما يدرأ بها عنه ألا ترى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لماعز : " لعلك غمزت أو قبلت " ليدرأ عنه الحد إذ لفظ الزنا يقع على نظر العين وجميع الجوارح ، فلما أتى ماعز بلفظ مشترك لم يحده النبى - صلى الله عليه وسلم - حتى وقف على صحيح ما أتاه بغير إشكال ؛ لأن من سننه - صلى الله عليه وسلم - درء الحدود بالشبهات ، فلما أفصح وبين أمر برجمه . قال غيره : وهذا يدل أن الحدود لا تقام إلا بالإفصاح دون الكنايات ". [3]

    فكان النبى - صلى الله عليه و سلم - إنما يريد التأكد من أن ماعز أصاب حد الزنا حقيقة ، فلا يريد أن يقيم عليه الحد إلا بعد التيقن من إصابته له لذلك قال له - صلى الله عليه و سلم - : " لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه " [4]

    و قد يسأل سائل : لماذا لم يقل أجامعتها ؟ أى يذكر الجماع فقط .
    قال ابن حجر : " ذكر هذا اللفظ صريحا ولم يكن عنه بلفظ آخر كالجماع ، ويحتمل أن يجمع بأنه ذكر بعد ذكر الجماع بأن الجماع قد يحمل على مجرد الاجتماع." [5]

    تم بحمد الله .

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1]مسند أحمد ط الرسالة (11/419) ، قال المحقق : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
    [2]صحيح مسلم (3206)
    [3]شرح ابن بطال (8/444)
    [4]صحيح البخارى (6324)
    [5]فتح البارى حديث (6317)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    2,576
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    30-08-2022
    على الساعة
    05:04 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصر الإسلام مشاهدة المشاركة
    (3) قول رسول الله - صلى الله عليه و سلم - لماعز : " أنكتها ؟ "


    إن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أعف الناس لسانا، وأحسنهم كلاما، وألينهم خطابا، لا يصرح بالألفاظ التي فيها فحش، بل يكني ويعرض ، فعن عبد الله بن عمرو قال : " لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول : من خياركم أحاسنكم أخلاقا " [1]

    جاء فى لسان العرب ( مادة : نيك ) :- " النَّيْكُ: معروف، والفاعل: نائِكٌ، والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ، والأَنثى مَنْيُوكة، وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً ، والنَّيّاك: الكثير النَّيْك؛ شدد للكثرة؛ وفي المثل قال: من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا ، و تَنَايَكَ القوْمُ: غلبهم النُّعاسُ ، وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ: انطبق بعضها على بعض . الأَزهري في ترجمة نكح: ناكَ المطرُ الأَرضَ و ناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها. "

    إذاً اللفظة عربية ، و تعنى إنطباق الشىء على الشىء بحيث يغلبه ، و هو الواضح من قوله ( تنايكت الأجفان ) فلا يُعقل أن القصد هو علاقة جنسية بين الأجفان ، و كذلك ( ناك المطر الأرض ) فهو مثله ، و لذلك أستخدمت الكلمة للتعبير عن العلاقة الجنسية ، لما فيها من إنطباق و غلبة .

    و لو إعتبرنا هذا اللفظ أنه فاحش - فرضاً - فهذا التصريح مما يترتب عليه مصلحة شرعية معتبرة ، و ذلك أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - أراد أن يتأكد خشية أن يكون ماعز - رضي الله عنه - إنما قبل فقط ، أو داعب فقط ، فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - بصريح اللفظ ، لأن المسألة سيترتب عليها رجم ماعز وإزهاق روحه .

    بدليل أنه - صلى الله عليه و سلم - رد ماعز أكثر من مرة كما جاء فى الحديث الشريف ، فعن أبى سعيد الخدرى - رضى الله عنه - قال : " أن رجلا من أسلم يقال له ماعز بن مالك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنى أصبت فاحشة فأقمه على , فرده النبى - صلى الله عليه وسلم - مرارا " [2]

    فهذا الحديث مما يُبين رحمة النبى - صلى الله عليه و سلم - فهو لم يُرد إقامة الحد على شبهة و هى سنته - صلى الله عليه و سلم - فهو يدرء الحد بالشبهة ، فإذا لم يثبت الحد ثبوتاً يقينياً لا يقيمه ، فلذلك أراد التصريح من ماعز دون أن يكنى .

    قال ابن بطال : " قال المهلب وغيره : فى هذا الحديث دليل على جواز تلقين المقر فى الحدود ما يدرأ بها عنه ألا ترى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لماعز : " لعلك غمزت أو قبلت " ليدرأ عنه الحد إذ لفظ الزنا يقع على نظر العين وجميع الجوارح ، فلما أتى ماعز بلفظ مشترك لم يحده النبى - صلى الله عليه وسلم - حتى وقف على صحيح ما أتاه بغير إشكال ؛ لأن من سننه - صلى الله عليه وسلم - درء الحدود بالشبهات ، فلما أفصح وبين أمر برجمه . قال غيره : وهذا يدل أن الحدود لا تقام إلا بالإفصاح دون الكنايات ". [3]

    فكان النبى - صلى الله عليه و سلم - إنما يريد التأكد من أن ماعز أصاب حد الزنا حقيقة ، فلا يريد أن يقيم عليه الحد إلا بعد التيقن من إصابته له لذلك قال له - صلى الله عليه و سلم - : " لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه " [4]

    و قد يسأل سائل : لماذا لم يقل أجامعتها ؟ أى يذكر الجماع فقط .
    قال ابن حجر : " ذكر هذا اللفظ صريحا ولم يكن عنه بلفظ آخر كالجماع ، ويحتمل أن يجمع بأنه ذكر بعد ذكر الجماع بأن الجماع قد يحمل على مجرد الاجتماع." [5]

    تم بحمد الله .

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1]مسند أحمد ط الرسالة (11/419) ، قال المحقق : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
    [2]صحيح مسلم (3206)
    [3]شرح ابن بطال (8/444)
    [4]صحيح البخارى (6324)
    [5]فتح البارى حديث (6317)
    وأضيف ما قاله اللاهوتي بطرس البستاني (الذي شارك في ترجمة الكتاب المقدس للغة العربيـة) في معجمه "محيط المحيط" إذ يقول :- النَّيْكُ معروف, والفاعل : نائِكٌ والمفعول به مَنِيكٌ و مَنْيُوكٌ والأَنثى مَنْيُوكة وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً و النَّيّاك الكثير النَّيْك شدد للكثرة; وفي المثل قال : من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا و تَنَايَكَ القوْمُ : غلبهم النُّعاسُ . و تَنايَكَتِ الأَجْفانُ : انطبق بعضها على بعض . الأَزهري في ترجمة نكح : ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها .

    فشكراً جزيلاً للمسيحي "بطرس البستاني" لرده على الشبهة .


    اقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ما شاء الله أخي الكريم مناصر الإسلام تفنيد أكثر من رائع
    و ليتك تضيف أيضاً كل شبهة و ردها في موضوع مخصص حتى يظهر ردك لمن يبحث عن رد للشبهة في جوجل و يكون عنوانها واضحاً و به كلمات تدل على الشبهة حتى يسهل البحث عنه فيظهر بشكل سريع لمن يبحث عن رد للشبهات
    فهذه الشبهات كثيراً ما يستخدمها المسيحيون و يرسلونها للمسلمين عبر الايميلات
    بارك الله فيك و جعل عملك في ميزان حسناتك
    اقتراح ممتاز
    التعديل الأخير تم بواسطة السيف العضب ; 19-03-2011 الساعة 12:48 PM

عصمة خير الأنام من التلفظ بفحش الكلام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعلام الأنام بوجوب الحب والإتباع للنبى خير الأنام ( 1 )
    بواسطة محمود محمدى العجوانى في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-07-2014, 11:47 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-05-2010, 02:00 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-08-2009, 06:04 PM
  4. حكم التلفظ بالنية
    بواسطة @ سالم @ في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-04-2009, 01:55 AM
  5. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-04-2006, 05:00 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

عصمة خير الأنام من التلفظ بفحش الكلام

عصمة خير الأنام من التلفظ بفحش الكلام