بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذان يعني ان المستاذن منه هو صاحب صاحب القرار اما التخيير فان من يقوم بالتخيير هو صاحب القرار والفرق كبير جدا وخاصة في موضوعنا .
اخي الكريم هل ان الانسان من حقه ان يحاجج الله يوم القيامة في امور تخص ذلك الانسان ...... الجواب نعم
قال تعالي : ((قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى))
لاحظ اخي الكريم ان الله سبحانه وتعالى قد كرم الانسان وفضله على كثير من خلقه ومن كريم فضله انه اعطى للانسان حق المحاججة يوم القيامة ولاحظ في هذه الاية لو ان الله لم يسمح لهذا الانسان بالكلام يوم القيامة فان هذا الانسان سيعتبر نفسه مظلوم
لانه حشر اعمى وقد كان بصيرا ولكن ومن عظيم عدل الله ان يترك هذا الانسان يشعر بالظلم وان كان من اهل النار ولكن الله سمح له بالكلام واجابه اجابة دامغة ولم يترك الله على نفسه اي حجة .
هنالك الكثير الكثير من الناس من يقول لماذا وضعنا الله في هذا الاختبار الصعب ومنهم من يقول ( يوم القيامة سوف اسال الله لماذا وضعتني في هذا الامتحان الصعب وابتليتني بالنزوات والشهوات وملذات الدنيا وان لم اعمل صالحا تدخلني النار وان اعمل
صالحا تدخلني الجنة )
لو ان الله لا يسمح للانسان بان يسال هذا السوال فان الانسان سوف يشعر بالظلم لانه يفضل لو كان ترابا او لم يكن شبئا مذكورا . في قوله تعالى ( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً).
ولو ان الله سمح للانسان بان يسال هذا السوال فلابد ان لله جواب دامغ ومقنع لان عظمة الله وعدله المطلق يحتمان ان لايشعر الانسان بالظلم حتى وان كان ذالك الانسان على خطأ .
وهنا اعتقد والى حد كبير ان الله اخذ من ظهور بني ادم ذرياتهم قبل ان يولدوا وخيرهم بين الجنة وما فيها من نعيم كثير وبين النار وما فيها من هول حسب اعمالهم من جهة وبين ان يكونوا تراب من جهة اخرى ولطمع ابناء ادم بالجنة اختاروا الحياة الدنيا
ولذلك فان الانسان لايسال الله يوم القيامة عن سبب وقوعه في هذا الاختبار الصعب لانه هو من اختار ويوم القيامة يتذكر الانسان مافي الدنيا وما قبل ان يولد .سورة ق { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ }
ومما تقدم فان الله قد خير الانسان قبل ان يولد بين الحياة وبين ان يكون تراب (لم يكن شيئا مذكورا) وبهذا فان الله لم يترك للانسان اي حجة ولا لمجرد السوأل لان الانسان يعلم ان ذلك كان اختياره ولاحظ في الاية الكريمة( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) ان الكافر تمنى لو اختار ان يكون ترابا على ان يختار الحياة بسبب هول ماهو فيه من عذاب النار
ارجوا ان يكون الموضوع ميسر للفهم . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات