مسرحية خيانة يهوذا . الفصل الثالث .
المشهد الأول .
إنتهى الفصل الثانى على أن يهوذا خرج ليكون رسولا إختاره يسوع ليلعب دور المبلغ عنه .
وخرج مأمورا بأن ينفذ الأمر الذى يجب أن ينفذه .
ولكن يهوذا هذا امين صندوق يسوع والذى يدعوه المسيحيون بالخائن بعد أن تكلم عنه كتبة الأناجيل ووصفوه بالخيانة .
جعلوا من يسوع والتلاميذ مغفلون .
لم يصف أحدهم من تولى أمانة الصندوق ! أو من تسلم منه الصنوق ! .
ربما لأن الصندوق كان خاليا . ولما وصفوه بأمين الصندوق إذا ؟
لا أجد سببا مقنعا لتركه يفلت بالصندوق بعد أن أفتضح أمره هذه الأفكار تنهيها فكرة
أنهم يعلمون جميعا أنه ليس بخائن وهذه هى الحقيقة .
ولكنك تتعجب إذ تجد كتبة الأناجيل يلصقون التهم بلا دليل إقرأ معى .
يو-12-4: فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الإسخريوطي، المزمع أن يسلمه:
يو-12-5: ((لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقراء؟))
يو-12-6: قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء، بل لأنه كان سارقا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه
يالها من تهمة بلا دليل .
فنجد الفقرة التى تصف ذلك غاية فى الوضوح لتبرئته .
الفانديك
يو-13-29: لأَنَّ قَوْماً، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا ، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ.
هذه الفقرة تصفه بعد خروجه مباشرة أنهم جميعا ظنوا أنه ذهب فى مهمة توزيع الأموال على الفقراء . فكيف تتهمونه .
هذه الفقرة واضحة كالشمس تعشى معهم ،وأخبرهم أن أحدهم سيسلمه ، ودارت
المشاجرة ، وفضها يسوع ، وأعلن أن الذى سيسلمه الذى يضع اللقمة فى فمه ،
وخرجت اللقمة من يد يسوع إلى فم يهوذا والجميع ينظر وبعدها مباشرة قال له أخرج
ونفذ المهمة .
لايزال أمين الصندوق . ولم يلومه أحد بل ظنوا أنه فى مهمة رسمية . من الذى وصفه بالخيانة؟ . .
كل هذه المشاجرة ولم يتبينوا أن الخائن الذى وضع يسوع فى
فمه اللقمة .. هذا الرجل لم يصفه بالخيانة إلا من
يكتب ولا يفهم لمن يقرأ ولا يفهم
أنه من بين الإثنى عشر تلميذ الذين بنيت عليهم الأحداث جميعها ولم يخنهم أبدا .
أن يسوع إختارهم على علم . وهو على زعمهم إله . هل الإله بهذه السزاجة يخدع .
دعنا من هذا الشان فلنا شأن آخر فالأمر لم يفهموه ولا أدرى كيف فهموه .
ويوحنا يصف الأمر هكذا .
يو-13-26: أَجَابَ يَسُوعُ: ((هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!)). فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ.
يو-13-28: وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه،
يو-13-29: لأَنَّ قَوْماً، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا ، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ.
يصف يوحنا أن الحاضرين لم يفهموا لماذا كلمه هكذا .
هذه أسرار لم يفهمها المتكئين معه فهل فهمها كتبة الأناجيل . ووصفوه بالخيانة .
المشهد الأول بعد خروج يهوذا أخذ يسوع الباقون وخرج بهم إلى بستان يقال له جثسيمانى .
وجميعهم يعلم أن يهوذا خرج لينفذ التسليم وقال لتلاميذه
الفانديك
مت-26-36: حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثسيماني ،فقال للتلاميذ: ((اجلسوا ههنا حتى أمضي وأصلي هناك
لاحظ معى عزيزى القارئ الفرق خمسة إصحاحات فى بوحنا . بين خروج يهوذا وخروج يسوع مع تلاميذه إلى البستان . فى حين أن فى الأناجيل الأخرى الفارق ضئيل لايذكر
مالسبب ؟.
يو-13-29: لأَنَّ قَوْماً، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا ، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ.
يو-18-1 قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه.
لقد بدأت بهذا المشهد قبل مشهد القبض على يسوع لأن مشهد القبض على يسوع سيكون فيه أحداث نحتاجها بعد .
بعدما دخل الضيعة تركهم وإنفرد وحده .
مت-26-37: ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي ،وابتدأ يحزن ويكتئب.
ولكن لوقا جعل التلاميذ جميعهم سواء لم يتميذ منهم أحد .
الفانديك
لو-22-39: وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون ، وتبعه أيضا تلاميذه.
لو-22-40: ولما صار إلى المكان قال لهم: ((صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة
لذا نجد يسوع فى متى ومرقس يصف الإكتئاب الذى يشعر به لأصحابه ويأمرهم بالصلاة ولكن فى لوقا لم يشعر بالإكتئاب .
مت-26-38: فقال لهم: ((نفسي حزينة جدا حتى الموت. امكثوا ههنا واسهروا معي
أنهى الجميع هذه الحالة بمشهد أن يسوع يخرعلى وجهه يصلى نعم الصلاة تنهى الإكتئاب فعلا . ولكن ما سبب الإكتئاب ؟
اليس يسوع جاء لمهمة الموت على الصليب من أجل البشر جميعا .
ولكن الباعث على الدهشة أكثر انه كان يطلب أن تعبر عنه هذه الساعة .
مت-26-39: ثم تقدم قليلا وخر على وجهه ،وكان يصلي قائلا: ((يا أبتاه ،إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس،ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت
ولكن يوحنا جعل الصورة أشد دراميه وأكثر غموضا على أفهام القارئ لإنجيله بصورة يتضح معها أن الوصف قد أزاد الأمر تعقيدأ حيث يقول
لو-22-42: قائلا: ((يا أبتاه ، إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك)).
لو-22-43: وظهر له ملاك من السماء يقويه.
لو-22-44: وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة ، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض.
إلى هذا الحد ينزل ملك من السماء ليقوى الضعيف .
ومن هذا الضعيف الذى يأتيه من يقويه ؟ .
إنه إله هذا الإنجيل .
الإله يقويه ملك ؟ .
ما أصعب هذا الوصف على العقول التى تبحث عن الصدق بين السطور .
ثم تصف الفقرة أن عرق يسوع وهو يصلى بأشد لجاجة ويرجوا أن تمر هذه الساعة كان نازلا كقطرات دم .
العرق فى المساء البارد الذى يقف فى هذه الليلة
كما سنرى بعد قليل بطرس والحراس يستدفئون حول النار ويسوع عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض .
مر-14-36: وقال: ((يا أبا الآب، كل شيء مستطاع لك، فأجز عني هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت
وأمر تلاميذه أن يصلوا لكى لايدخلوا فى تجربة .
مت-26-40: ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياما ،فقال لبطرس: ((أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟
مت-26-41: اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف
هنا النوم فى هذه الحالة والعرق يتساقط والجسد ضعيف والروح نشيط والتلاميذ يناموا . أمر غريب .
يأمر واحد منهم أن يذهب لينفذ الخطة .
وهو يبكى ويعرق كقطرات دم ويصلى بكل لجاجة ويطلب أن تجاز عنه هذه الكأس .
والتلاميذ نيام ولا يشعرون بالخطر عليهم ولا على معلمهم .
ولكن من الذى وصف صلاة يسوع وما قيل فيها ولجاجته وعرقه وخوفه وجميعهم نيام .
هل ناموا من الطعام ؟ يهوذا ويسوع أكلوا معهم .
هل ناموا من التعب ؟ كان يوم إعداد للفصح والمكان أعده غيرهم .
عاد يسوع مرة أخرى ليوقظهم لأنهم عادوا مرة ثانية إلى النوم .
مر-14-40: ثم رجع ووجدهم أيضا نياما، إذ كانت أعينهم ثقيلة، فلم يعلموا بماذا يجيبونه.
وللمرة الثالثة وجدهم نيام .
مر-14-41: ثم جاء ثالثة وقال لهم: ((ناموا الآن واستريحوا! يكفي! قد أتت الساعة! هوذا ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة.
وعاد وصلى للمرة الثالثة وأعاد نفس الطلب فى صلاته ..
مت-26-44: فتركهم ومضى أيضا وصلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه.
وفى المرة الأخيرة قال لهم
مت-26-46: قوموا ننطلق! هوذا الذي يسلمني قد اقترب
مر-14-42: قوموا لنذهب. هوذا الذي يسلمني قد اقترب
أين ينطلق أين يذهب ؟.
ما هذا .
يريد أن يفر فى اللحظة الأخيرة الذى جاء لتخليص العالم .
إن هذه الأناجيل تصف يسوع أنه دائم الفرار من الموت حتى فى اللحظة الأخيرة .
النوم . والدعاء . والطلب . والإلحاح . ومحاولة الفرار
تجعلنى أشك فى هذا الشخص .
وبخاصة النوم الذى إستحكم من تلاميذه فى هذه اللحظة المرعبة التى يعلم تلاميذه أنه سيصلب بعد قليل وينامون وشخص يصف الحال وجميع التلاميذ نيام ولم يذكر أسمه .
هذا الأمر مريب وسيزداد شكك معى فى المشهد الثانى .
فلنتابع .
المفضلات