قول الله تعالى: "
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ () إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" (الحجرات: 14, 15).
أولاً: نعرف سبب نزول الآية:
فقد نزلت في أعراب بنى أسد بن خُزَيمة أظهروا الإسلام في سنة مجدبة طالبين الصدقة ولم يكن قلبهم مطمئناً بالإيمان. قال الطبري: أن الله تقدّم إلى هؤلاء الأعراب الذين دخلوا في الملة إقرارا منهم بالقول، ولم يحققوا قولهم بعملهم أن يقولوا بالإطلاق آمنا دون تقييد قولهم بذلك بأن يقولوا آمنا بالله ورسوله، ولكن أمرهم أن يقولوا القول الذي لا يشكل على سامعيه والذي قائله فيه محقّ، وهو أن يقولوا أسلمنا، بمعنى: دخلنا في الملة والأموال، والشهادة الحق لأن الإسلام قول، والإيمان قول وعمل.
ثانياً: لم تعم الآية الكريمة كل الأعراب: فعن قتادة قال في قوله تعالى: ( لَمْ
تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) لم تعمّ هذه الآية الأعراب، إن من الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر، ويتخذ ما ينفق قربات عند الله، ولكنها في طوائف من الأعراب.
وهذا قول يؤكد أنها لا تشمل كل الأعراب وإنما طوائف من الأعراب وهو أعراب بني أسد كما أشرنا.
نعم فمن الأعراب من يؤمن بالله ويتخذ ما ينفق قربات عند الله قال الله تعالى: "
وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"(التوبة: 99).
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ومن الأعراب من يصدِّق الله ويقرّ بوحدانيته، وبالبعث بعد الموت، والثواب والعقاب، وينوي بما ينفق من نفقة في جهاد المشركين، وفي سفره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم(
قربات عند الله)، و"القربات" جمع "قربة"، وهو ما قرَّبه من رضى الله ومحبته =(
وصلوات الرسول)، يعني بذلك: ويبتغي بنفقة ما ينفق، مع طلب قربته من الله، دعاءَ الرسول واستغفارَه له.
فعندما تراني أعمل أو أراك تعمل عمل المسلمين من إيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره وجب علينا أن نحكم على ذلك بالإيمان, وأن تجتنب الظن فالله وحده أعلم بالقلوب. فلا تقول لي أو أقول لك: أنك مرائي أو منافق, فأننا لم تطلع على نيات عباد الله فهذه الآية: {
قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ } ليست عامة وهي خاصة بحي معين من الأعراب ـ بني أسد ـ, وهي معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أطلعه الله على الغيب وضمير قلوبهم، فعندما أقول لك أنا مسلم حتى لو ألقيت عليك السلام وجب عليك التصديق وعدم الظن لعدم علمي بما في قلبك = أو علمك بما في قلبي.
وقد قال الله تعالى في آية أخرى: {
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السلام لَسْتَ مُؤْمِناً } [ النساء : 94 ] فعلي = عليك أن تقبل ما أظهره.
(راجع تفسير الطبري, والرازي).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ـ (
من قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة)
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8896 خلاصة حكم المحدث: صحيح
(
أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه )
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 967 خلاصة حكم المحدث: صحيح
- (
أذن في الناس أنه من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصا دخل الجنة )
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 851 خلاصة حكم المحدث: صحيح
أمنا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.
فنسأل الله لنا ولك ضيفنا أن نكون ممن يقولون ويعملون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات