بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
اللهم صلي على سيدنا محمد وآله بقدر حبه عندك
أشكرك سيدي العزيز لطرحك لهذا الموضوع المهم ونرجوا من الله ان يوفقنا بأن نرتقي
بمجاهدة نفوسنا التي هي كالحية علينا أن نمسكها من رأسها خوفاً من لسعاتها(أي تنفيذ رغباتها)
وقال الاما م البصيري قدس الله سره بقصيدة البردة الشريفة
وخالف النفس والشيطان واعصهما وان هما محضاك النصح فاتهم
نلاحظ من هذا البيت ان النفس هي عدونا الأول ان لم نصاحبها ونأخذها لحدود الشرع
وقالوا الرجل هو الذي يملك نفسه وليس الرجل الذي تملكه النفس
وأكثرنا بالحقيقة نلبي رغباتها دون أن نصاحبها لننصحها وندلها بشرع الله الى الصراط المستقيم
ونصحنا أحد الأشياخ بأن نستعين بالله العلي القدير جل جلاله جزاء الله خيراً
بأن يكون حالنا وقولنا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وحقاً علينا أنقبل رأس الصحابي الجليل عبد الله ابن حذافة رضي الله عنه وعن أصحاب رسول الله أجمعين
---------------
إنما هي نفس واحدة
أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا إلى الروم ، فأسروا عبد الله بن حذافة ، فذهبوا به إلى ملكهم ، فقالوا : إن هذا من أصحاب محمد ، فقال : هل لك أن تتنصر وأعطيك نصف ملكي ؟ قال : لو أعطيتني جميع ما تملك ، وجميع ما تملك العرب ما رجعت عن دين محمد طرفة عين . قال : إذا ً أقتلك . قال : أنت وذاك . فأ ُمر به فصلب ، وقال للرماة : ارموه قريبا من بدنه، وهو يعرض عليه ، ويأبى ، فأنزله ودعا بقدر ، فصب فيها ماء حتى احترقت ، ودعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقى فيها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى ، ثم بكى عبد الله بن حذافة ، فقيل للملك : إنه بكى وظن أنه قد جزع وتراجع عن موقفه ، فقال الملك : ردوه . ما أبكاك ؟ قال ابن حذافة : هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب فكنت اشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في سبيل الله . فقال له الطاغية : هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟ فقال له عبد الله بن حذافة : وعن جميع أسرى المسلمين ؟ قال الملك : نعم . فقبّل رأسه ، فأفرج عنه وعن جميع الأسرى وقدم على عمر بن الخطاب فاخبره بما حدث ، فقال عمر : حق على كل مسلم أن يقبّل رأس ابن حذافة وأنا ابدأ . فقبّل رأسه .
المفضلات