ثالثًا : الكلام على تصحيح محدث لرواية و تضعيف آخر لها



الكلام على هذه الجزئية مشابه للكلام على الجزئية الأولى ، فقد يكون قد أُخفى سبب على الذى صحح الرواية لم يظهر له و ظهر إلى غيره ممن ضعف الرواية ، فالمثبت مقدم على النافى و من علم حجة على من يعلم .

مثال :

روى الحاكم فى مستدركه ، كتاب : معرفة الصحابة رضى الله تعالى عنهم ، رقم 5564قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا إسحاق بن إدريس ثنا محمد بن حازم ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال :

"أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة باردة فأتيته وهو مع بعض نسائه في لحافه فأدخلني في اللحاف فصرنا ثلاثة"

- تعليق الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

- و قال الذهبى : صحيح .

- و قال الألبانى : موضوع فى السلسلة الضعيفة (2662 ).


فالألبانى هو من معه الحجة ، و المثبت مقدم على النافى ، لماذا ؟

1- محمد بن سنان القزاز البصرى : كذاب كما قال ابن أبى حاتم فى الجرح و التعديل ج 7 رقم 1517


2- إسحاق بن إدريس : ضعيف الأحاديث و يروى مناكير ، كما قال ابن أبى حاتم فى الجرح و التعديل ج 2 رقم 729


فالألبانى - رحمه الله - قد علم هذا و أُخفى على الحاكم و الذهبى - رحمهما الله –


فالموضوع أكبر من الدرر السنية و أكبر حتى من هذا الموضوع البسيط ، و بالله التوفيق .

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.