تحية طيبة وبعد
الموضوع الأول يا أخي أنتهي وصدقني أني رددت علي الأخ السيف العضب حتي النهاية . وكنت أدخل صفحة التعليقات وأرد علي كل شخص في أمانة . حتي في اليوم الذي قفل فيه الموضوع كنت أنوي الرد علي باقي المداخلات علي صفحة التعليقات . ولكن وجدت صفحة التعليقات قد أغلقت أيضاً .
علي العموم الموضوع ذهب إلي حاله .
وبخصوص ردي علي مداخلتك بشأن هذا الموضوع . فالسؤال الوحيد الذي هو في الموضوع ، عندما سألت حضرتك وقلت
( راجع كتابك المقدس أولا
وانظر ماذا تفترون فيه على رسل الله
ثم تفزلك !!!!!! )
**** أظنك تقصد بلفظ الإفتراء أن الكتاب المقدس ذكر أخطاء الأنبياء ،
ولكن أذكرك عزيزي أن كاتب الكتاب هو الوحي وليس نحن .
وعليه يكون الروح القدس ( الوحي ) هو من يفري عليهم .
ولكن هل ما قاله الوحي ( الروح القدس ) هو محض إفتراء أي لم يحدث فعلاً . كلا
وعليه ما دام ما قيل عن الإنبياء قد فعلوه فعلاً إذا هو ليس إفتراء .
فمثلاً نقول عن داؤود النبي أنه زني فهل هذا محض إفتراء كلا فلقد قام نبيه الله داؤود بهذا الفعل فعلاً . بل ويصدق عليه القرآن نفسه فعلاً . فيقول في ( سورة ص ) ( إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22)
إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)
قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (24)
فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ (25) )
وفي تفسير القرطبي عن هذه الآيات قال ( قاله سفيان الثوري وغيره . وسبب ذلك ما حكاه ابن عباس أن داود عليه السلام حدث نفسه إن ابتلي أن يعتصم . فقيل له : إنك ستبتلى وتعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك . فأخذ الزبور ودخل المحراب ومنع من الدخول عليه , فبينا هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر كأحسن ما يكون من الطير , فجعل يدرج بين يديه . فهم أن يتناوله بيده , فاستدرج حتى وقع في كوة المحراب , فدنا منه ليأخذه فطار , فاطلع ليبصره فأشرف على امرأة تغتسل , فلما رأته غطت جسدها بشعرها . قال السدي : فوقعت في قلبه . قال ابن عباس : وكان زوجها غازيا في سبيل الله وهو أوريا بن حنان , فكتب داود إلى أمير الغزاة أن يجعل زوجها في حملة التابوت , وكان حملة التابوت إما أن يفتح الله عليهم أو يقتلوا , فقدمه فيهم فقتل , فلما انقضت عدتها خطبها داود , واشترطت عليه إن ولدت غلاما أن يكون الخليفة بعده , وكتبت عليه بذلك كتابا , وأشهدت عليه خمسين رجلا من بني إسرائيل , فلم تستقر نفسه حتى ولدت سليمان وشب , وتسور الملكان وكان من شأنهما ما قص الله في كتابه . ذكره الماوردي وغيره )
وعليه تري أن القرطبي فسر الآية ووضح أن رسول الله داؤود قد زني وقتل ليس في كتابنا نحن ( الكتاب المقدس ) وحده بل وفي القرآن أيضاً .
فهل هذا يعد إفتراء علي نبي الله داؤود والكتب الثلاثة تقول نفس الكلام .
هل تعتبر القرآن الكريم أيضاً أفتري علي نبي الله داؤود . أم أنك أنت من تظن ذلك وهذا ليس بحقيقي .
يا سيدي نحن نؤمن بعدم عصمة الإنبياء . وها الكتاب المقدس قد سرد ما حدث مع داؤود وحيث أنه قد أقرته التوراة والإنجيل والقرآن ايضاً كما هو موضح بعاليه
إذا فليس هذا محض إفتراء .
**** وعن نبي الله يوسف الصديق فقصته في الكتاب المقدس تختلف عنها في القرآن
فنحن في الكتاب المقدس لا نقرأ قول ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) ) ( سورة يوسف : 24 )
بل قرأناه في القرآن الكريم وفي تفسير الجلالين لهذه الآية يقول ( "ولقد همت به" قصدت منه الجماع "وهم بها" قصد ذلك "لولا أن رأى برهان ربه" قال ابن عباس مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله وجواب لولا لجامعها "كذلك" أريناه البرهان "لنصرف عنه السوء" الخيانة "والفحشاء" الزنا "إنه من عبادنا المخلصين" في الطاعة وفي قراءة بفتح اللام أي المختارين )
وعليه هنا نري نسبة القرآن ليوسف أنه إشتهي المرأة فيقول التفسير ( وهم بها " قصد ذلك " ) أي قصد الجماع أي غلب من الشهوة ولكنه لم يفعل الخطيئة . ولكن الشهوة في حد ذاتها خطيئة . فهل رمي القرآن الكريم نبي الله يوسف بمحض إفتراء
مع العلم بأن القصة في الكتاب المقدس لم تقل أنه هم بها .
أما بالنسبة ( للوط ) الذي إجتمع مع بناته الإثنين . فمن يقول ذلك يفتري عليه
فإن لوط لم يجامع إبنتيه بل هم من أسكراه ودخلت عليه الأولي وهو سكران
وفي المرة التالية أسكرنه ودخلت عليه الثانية ، بمعني أنهم هن من فعل ذلك
ثم إن لوط لم يكن من الإنبياء . بل هو من الأباء .
والدليل علي ذلك إن كان نبياً . وها أن قد وضعت لك شروط الأنبياء بعاليه في الموضوع
وعليه فأين رسالة ذلك النبي ......................... لايوجد له رسالة .
وأين نبوته ......................................... لم يتنباً قط وإليك الكتاب المقدس كله هات لي نبوة للوط .
ومن من الشعوب أرسل إليهم وماذا قال لهم ......... الكتاب المقدس خالي تماماً من قصة عن أرسال الله لوط لجماعة ما .
وما هي المعجزات التي صنعها .............. لا يوجد في الكتاب المقدس له نبوة
وعليه ألخص ما قلته .
1 - الكتاب المقدس لم يفتري إذ قال عن الأنبياء ما فعلوه من خطية ، وأتيت لك بأبشع خطية قام بها أكثر الأنبياء شهرة ( داؤود النبي ) وهي أيضاً في القرآن نفسه .
2 - الكتاب المقدس لا يؤكد عصمة الأنبياء بل يعتبرهم معصومون في الوحي فقط أما حياتهم الشخصية ، فأنهم يخطئون فيها شانهم شأن البشر العاديين لأنهم بشر .
وقد أوضحت أن أهم الأنبياء يقول عنهم القرآن أنه زني وقتل ( داؤود النبي ) وعليه أظن أن عصمة الإنبياء يرفضها القرآن الكريم أيضاً . ولست أعرف لماذا يؤمن بها المسلمون وعلي أي أساس نصي من القرآن .
وإليك قصة نبي الله يونس وعصيانه لأمر ربه وهي مذكورة في القرآن الكريم أيضاً
ويونس من النبيين ففي ( سورة الصافات 139 ) تقول الآية ( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) )
وهذا يعني أنه رسول نبي ومع ذلك فأنه عصي أمر ربه وأنت تعرف القصة ،
وكذلك آدم عصي ربه وإليك النص من القرآن ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36)
فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) )
فهل يعني هذا أن القرآن أيضاً يفتري علي أنبياء الله
يا سيدي أنت من لا تعرف أن الأنبياء غير معصومين وهذه نصوص القرآن التي تبين أخطاء الأنبياء .
إذا نحن لا نفتري , ولكنك أنت الذي ترفض دون مبرر أن الأنبياء غير معصومين .
وعليه فماذا في سرد قصص الأنبياء وأخطائهم . وها هي تذكر في القرآن ايضاً
أن موقف القرآن من عصمة الأنبياء لهو موقف الكتاب المقدس
ولكن موقفنا نحن المسيحيون يختلف عن موقفكم أنتم المسلمون
بمعني ان عصمة الأنبياء التي يرفضها القرأن الكريم يعتنقها المسلمون فعلي أي أساس
هذا ما أسئله لك أنا بدوري
وتمنياتي لك بالتوفيق والنجاح في حياتك مع الله
محب حبيب
المفضلات