اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو علي الفلسطيني مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

الردُّ على عدنان الرفاعي ...

الحمدُ للهِ وَحْدَهُ والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد، ...

يُطل علينا بين فينة وأخرى ... فئامٌ من الناس ... لا يملكون من العلم بأمور الدين وشؤونه إلا النزر اليسير ... فيصولوا ويجولوا ... ويخربوا ويفسدوا .... مدعين النظر إلى الأمور بمنظار العقل ... والعقل منهم بريء ... فكل يدعي وصلاً بليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاكا ...
وقد وجهوا سهامهم الطائشة الغبية .. هذه المرة .. تجاه سنة النبي صلى الله عليه وسلم ... مدعين أن ما وافق القرآن الكريم قبلناه ... وإلا فلا ...
ولعمري فإن هدفهم من هذا واضح ... وهو أن نجاحهم في الهجوم على السنة ... سيُفضي حتما بعد حين ... للهجوم على القرآن الكريم ... ولكن هيهات ... فالله تعالى قد حفظ كتابه .... وحفظ سنة نبيه أيضاً من أن تعبث بها أيدي العابثين الحاقدين ... فهيأ لها من علماؤنا الأجلاء ... جبالاً شوامخ من أهل العلم ... ميزت صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضعيفه ... ووقفت سداً منيعا في وجه من حاول تشويه سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ... فجزاهم الله تعالى خير الجزاء على ما قدموا وبذلوا إعلاء لدين الله تعالى
و لمّا رأيت النصارى قد استندوا إلى هؤلاء ... فاستغلوا ما سوّدوا من صفحات تهاجم السنة وحجيتها ... كان لزاما على المرء أن يصدع بالحق ... وأن يرد رداً لائقاً بهؤلاء ... يفند فيه مزاعمهم ... ويرد على إفكهم وافتراءاتهم ...

وعلى الله تعالى قصد السبيل ومنها جائر ...

الأستاذ الكريم؛
صادف هذا اليوم سماعي لأحد الدروس للأستاذ الرفاعي - مقدمة التفسير - بعد أن لفتت انتباهي إحدى المساهمات بمنتدى الأدباء والمبدعين العرب وطلبت مني رأيا فيما جاء به من أقوال. وكان استماعي بتدبر وتمعن، وأطن أنني فهمت جيدا ما يرمي إليه الأستاذ الرفاعي، وعليه جاءت مداخلتي؛

أخي أبو علي الفلسطيني؛
اسمح لي بداية أن أعرب لك عن تشكراتي لغيرتك على السنة النبوية، وأطلبك أن نتفتح على النقد الذاتي البناء، فليس كل نقد جاءنا بالهدم حتى نميز الخبيث من الطيب,

وإن كان كل منا يعمل بصدق وإخلاص ابتغاء وجه ربه الكريم، فلا غرو أن تلتقي الهمم، وتتعانق العزائم وتصدق الذمم : من صدق الهمة، وصدق الذمة، وصدق الإقبال على الله.

ٍ{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر : 10]

قلت وهذا كاف لإبعاد النيات والأحكام المسبقة، ونتكلم عن علم واطلاع، ونبرهن للخاص والعام تجردنا للحق الذي هو اسم الله جل علاه، وهو اسم شريعته أيضا.

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ } [البقرة : 119]

فليس كل مناد بالتثبت من أقران القرآنيين، المتنكرين للسنة المطهرة، فقد سمعت كلامه وتأكدت من أنه يطلب التثبت، وهذا مطلب شرعي، فكيف بنا إن كان الله جل علاه يقول:

{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان : 73]،

فإذا كان هذا شأن نصوص بلغتنا بالتواتر، ومع ذلك يطلب منا التثبت في المضامين حتى لا نتقول على الله، ونتبين من أمرها، فكيف بسنة جاءتنا عن طريق الآحاد؟ وقد حكى لنا القرآن الكريم رواية : إخوة يوسف شهدوا حسب زعمهم بعلم وهم كاذبون. ثم وأنت المؤمن بالسنة المطهرة على ما هي عليه بعد جهد العلماء العاملين ألك أن تقسم بأن ما جاءوا به من أحاديث مطهرة هي صحيحة؟ أم لا زال الشك يحوم ويتمركز حول أحاديث قد صححها هذا وضعفها ذاك؟ هل بلغت السنة ذروتها في التطهر مما ألصق بها من مكذوب؟ والأحاديث التي لمزها المحدثون وهي في أصح الكتب، أهي صحيحة أم غير ذلك؟

لكل هذه الأسباب وغيرها لا يفتر المؤمن إلا إذا رأى سنة حبيبه المصطفى تزهو طهارة ونقاء وصفاء؛ لكن ليس من قبل كل من هب وذب، وإنما يتصدى لها الرجال العالمون العاملون. ومن هنا كل يسعى سعيه لبلوغ المرام، ونيل الأوطار.

كان هذا شغلي الشاغل وعكفت على باب الله فألهمت التعرف على سنن الله القآنية وكونها ضابطا من ضوابط العلوم أيا لنت شرعية وغير شرعية أهي تهدي إلى الصواب؟ أم على العكس ترشد للضلال؟
http://www.almolltaqa.com/forum/show...&p=150#post150

وشكر الله تعاونكم، وأنتظر ما جادت به قريحتكم.
وعن نموذج لدراسة الحديث على نور السنن الإلهية راجع الحبل الرابط ضمن ملتقى الأدباء والمبدعين العرب