اقتباس
غالبا ما يسألني السلمون ,لماذا تركت الاسلام ؟
العجيب في هذا السؤال ان المسلمين لا يسمحوا لانفسهم بمجرد التفكير في ان الخروج من الاسلام هو خيار مفتوح لاي شخص , او بمجرد التفكير انه يمكن للانسان , اي انسان ان يتخلى عن هذا الدين , فهم يعتقدون ان من يخرج من الاسلام هو عميل للغرب او لليهود بشكل خاص ويقبض مقابل ذلك الاموال من حكومات هذه الدول ومخابراتها ,ولا يخطر على بالهم ان للناس حرية التفكير وحرية الاختيار ,حتى ان لهم الخيار في ترك الاسلام لاي سبب كان .
اما سبب خروجي من الاسلام فتجده في السطور القادمه .....
نور الله بصيرتك أخي الكريم ismael-y

دائماً يعتقد البعض انهم هم الذين تركوا الإسلام ولكن الحقيقة هي ان الإسلام هو الذي طردهم .

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ
[يونس108]

قال إبراهيم عليه السلام : "أسلمت لرب العالمين". ومعنى ذلك أنه لن يكون وحده في الكون لأنه إذا أسلم لله الذي سخر له ما في السماوات والأرض .. يكون قد انسجم مع الكون المخلوق من الله للإنسان .. ومن أكثر نضجاً في العقل ممن يسلم وجهه لله سبحانه .. لأنه يكون بذلك قد أسلمه إلي عزيز حكيم قوي لا يقهر، قادر لا تنتهي قدرته .. غالب لا يغلب، رزاق لا يأتي الرزق إلا منه. فكأنه أسلم وجهه للخير كله.

والله جل جلاله يريد من الإنسان أن يسلم قيادته لله .. بأن يجعل اختياراته في الدنيا لما يريده الله تبارك وتعالى .. فإذا تحدث لا يكذب، لأن الله يحب الصدق، وإذا كلف بشيء يفعله لأن التكليف في صالحنا ولا يستفيد الله منه شيئا .. وإذا قال الله تعالى تصدق بمالك أسرع يتصدق بماله ليرد له أضعافا مضاعفة في الآخرة وبقدرة الله.

وهكذا نرى أن الخير كله للإنسان هو أن يجعل مراداته في الحياة الدنيا طبقا لما أراده الله .. وفي هذه الحالة يكون قد انسجم مع الكون كله وتجد أن الكون يخدمه ويعطيه وهو سعيد.

أما من يسلم وجهه لغير الله فقد اعتمد على قوي يمكن أن يضعف، وعلى غني يمكن أن يفتقر .. وعلى موجود يمكن أن يموت ويصبح لا وجود له. ولذلك فهو في هذه الحالة يتصف بالسفاهة .

الله أنزل على إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط عليهم السلام ملة إبراهيم (الإسلام) وإبراهيم كان مسلما وكل الأنبياء كانوا مسلمين وكل ما يخالف ذلك من صنع البشر .. ومعنى الإسلام أن هناك مسلما ومسلما إليه هو الله عز وجل. ونحن نسلم له في العبودية ـ سبحانه ـ وفي اتباع منهجه .. والإنسان لا يسلم وجهه إلا لمن هو أقدر منه وأعلم منه وأقوى منه ولمن لا هوى له .. فإن تشككت في أحد العناصر فإسلامك ليس حقيقة وإنما تخيل وأنت لا تسلم زمامك لله سبحانه وتعالى إلا وأنت متأكد أن قدراته سبحانه فوق قدرات المخلوقين جميعا، وأنه سبحانه غني عن العالمين، ولذلك فإنه غير محتاج إلي ما في يدك بل هو يعطيك جل جلاله من الخير والنعم ولا يوجد إلا الوجود الأعلى لتسلم وجهك له.

يتبع : -
.