الأخ الكريم
كلام ابن تيمية هذا محل نزاع، منذ أيام ابن تيمية نفسه، وتلميذه ابن القيم، وانظر رد الإمام السبكي عليهم.

تذكَّر أنَّ ابن تيمية كان يقول: أنَّ الأرض كروية، ولكنه كان ينفي أنْ يكون في الاتجاه المقابل للأرض التي نحن عليها أناس يعيشون هناك، بحجة أنَّ هذا كلام غير معقول، فالذي رأسه في الأسفل لا يمكن إلَّا أنْ يقع، وقد بنى كلامه عن السماوات والعرش بناء على نفيه أنَّ الاتجاه المقابل من الأرض مسكون من الأحياء!.

وبناء عليه، فكلام ابن تيمية الوارد في مشاركتك لا يُؤخذ به كله على محمل الجد، بل يُؤخذ منه، ويرد عليه منه أيضًا، فقد ثُبِت في هذا العصر، بل وأيام العلماء المسلمين القدماء، أنَّ قضية الأسفل والأعلى قضية نسبية، فأنا الذي أسكن في الشرق الأوسط أشعُر أنَّ رجلي في الأسفل ورأسي في الأعلى، وأشعُر أنَّ الذين يسكنون في أمريكا أرجلهم في الأعلى ورؤوسهم في الأسفل، وهم يشعرون أنَّ رأسي في الأسفل ورجلي في الأعلى، ولكن عندما تنذكَّر قوانين الجاذبية التي اكتشفها العلماء المسلمون والتي ينسبها الغرب لنيوتن؛ نعلم أنَّ شعورنا غير صحيح فالتجربة دلَّت على أنَّ الكرة الأرضية مسكون من الاتجاين المتقابلين، والناس الذين على الاتجاهين يشعرون أنَّ رؤوسهم في الأعلى وأرجلهم في الأسفل؛ وبهذا كلام ابن تيمية - رحمه الله - الذي بنى عليه بعض كلامه السابق؛ غير صحيح، فكل الناس تشعُر أنَّ السماء في اتجاهها، بل كل أو جل الناس تعلم أنَّ الكل يشعُر أنَّ السماء فوقه، وكلهم على صواب.

العلماء المسلمون القدماء الذين: لم يستبعدوا أنَّ الاتجاه المقابل لاتجاهنا، أي أمريكا، مسكون بكائنات حية، وعدم استبعادهم هذا لم يكن مبني على تجربة، بل بناء على قوانين الجاذبية التي آمنوا بها.