كلام عبد المسيح بسيط لا يصمد أمام النقد؛ ذلك أنَّ الناسوت هو جسد المسيح الذي تجسَّد الأقنوم الابن فيه - حسب زعمهم -، والناسوت تَشَكَّل في رحم مريم، ولم يكن متشكلًا من قبل، فكيف يكون الاتحاد منذ الأزل؟!، ثم لو كان الاتحاد منذ الأزل فلماذا يقولون: أنَّ الابن تجسَّد في الناسوت؟! أليس من الأفضل أنْ لا يقولوا "أنَّه تجسَّد منذ الأزل" بناء على الثالوث المزعوم؟
أفضل وليس أفضل في نفس الوقت، ولا تتعجبي من عبارة "أفضل وليس أفضل في نفس الوقت"، هذه عبارة على طريقتهم في التناقضات.. الأب ليس الابن، ومع أنَّهم يقولون "أنَّ الأب أزلي وكذلك الابن - أزلي -" إلَّا أنَّ الذي تجسَّد هو الابن وليس الأب"، وهنا نبطح سؤال: إذا كان الابن أزلي كالأب، فكيف لم يتجسَّد الأب؟!، فهذه الأزلية تقتضي تجسُّد الثالوث كله.
عبد المسيح بسيط، هو من الذينيقولون أنَّ الأب ليس هو الأبن ليس هو الروح القدس، وليس كل المسيحيين المثلثون يقولون "أنَّ الأب ليس هو الابن ليس هو الروح القدس"، ولكن حتى الفئة التي تقر "أنَّ الأب هو الابن هو الروح القدس" لا يسعفها قولها هذا لكي تخرُج من التناقضات، فيوجد لدى هذه الفئة صفات تعمل بين الأقانيم الثلاثة، وكونها تعمل بين الأقانيم الثلاثة يلزمهم أنَّ لا أقنوم من الأقانيم الثلاثة هو الآخر، أي يكونوا كالذين يقولون "أنَّ الأب ليس هو الأبن ليس هو الروح القدس"؛ وبهذا فالنتائج تجعلهم مجموعة واحدة، مع أنْ مقدماتهم التي يبنوا عليها نتائجهم مختلفة، ولكن سبحان الله فباطلهم لم يجعل اختلاف مقدماتهم لازمة في النتائج!.
كما ترين، فكلامهم يصفع مبادئ العقل عرض الحائط.
ثم تذكَّري، لو كان الاتحاد حاصل منذ الأزل؛ فإنَّ هذا يؤدي إلى الجبر، أي أنَّ خطئية آدم - حسب زعمهم - كان آدم مجبورًا على أنْ يقترفها، ولم يكن مخيَّرًا، وإلَّا فمَ فائدة الاتحاد الأزلي - المزعوم - إذن؟!
ثم يقولون "من فرط حبه تجسَّد" أين فرط الحب، في ظل هذا الجبر؟!، فلا فائدة لفرط هذا الحب المزعوم ما دام الجبر قائم، وهو قائم إذا تعلق الأمر بالذين يقولون بالاتحاد بين اللاهوت والناسوت منذ الأزل.
المفضلات