السيد جون
لم أكن أريد التشعب، ولكن طريقتك في الحوار تجعلني أتشعب معك، فلو كان الحوار بشأن قضية واحدة لكان أفضل، وبعد الانتهاء منها ننتقل إلى غيرها، ولكن حتى هذا الأسلوب قد لا يجدي معك نفعًا، خصوصًا وأنت تحمل سوء فهم منقطع النظير، حيث نكرِّر الرد ونكرِّر المردود عليه، وكأنَّك لا تقرأ ما نكتب.
قلتَ:.اقتباسأنَّ تجسُّد الله في يسوع لا يعني أنَّه لم يكن متجسِّدًا قبل ذلك
ارتكبتَ خطأ منطقيًا، فيسوع - حسب فهمك - من حيث هو ناسوت (إنسان) تكَّون في رحم مريم، أي أنَّه لم يكن مُتَكَوِّنًا ثم تَكَوَّن؛ وهذا يقتضي أنَّ إلاهك لم يكن مُتَجَسِّدًا في يسوع قبل أنْ يَتَكَوَّن في رحم مريم، ثم تَجَسَّد في يسوع عندما تَكَوَّن في رحم مريم.
التجلي يختلف عن التجسُّد، فالله يتجلى لكل المخلوقات، وليس هناك فرق بين مكان وآخر، وهذه التجليات تختلف من مكان إلى آخر، والسبب هو ليس أنَّ الله يكون بذاته في هذه الأماكن، بل بعلمه، والذي يُظْهِر الغاية من خلقه، وإرسال رسائل معينة، كما حَدَث بشأن موسى عليه السلام، فالتجلى كان رسالة أنَّ رؤية الله فوق قدرتك، فإذا لم تكن يا موسى تتحمَّل رؤية حَدَث طبيعي، فمَ بالك بما لا تنطبق كلمة حَدَث ولا طبيعي؟!؛ وبهذا فلا مجال للقول بتقارب المعنى بين التجلي والتَّجَسُّد، فالتَّجَسُّد فكرة بدائية آمنتْ به شعوب كثيرة في بدائيتها، ولكنها كانت تتخلص منها كلَّما تطوَّرت فكريًا، ولكن بولس ثبَّتَ التَّجَسُّد لغاية، وهي لتوريط أتباع يسوع بهذه الفكرة، ولكن هناك من خرج من هذه الورطة؛ فيوجد في هذا الوقت فِرَق مسيحية موحدة لا تؤمن بالثالوث، وما بُنِي عليه (خطيئة، تجسُّد، فداء، إلخ).
المفضلات