و يثبت الإله الحقيقى رسوله
و يصدر النداء من خالق السموات و الأرض
قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى
و ينتقل رسول الله من لحظة الخوف إلى الثبات و الإقدام
تجيش نفسه بالثقة بالله تعالى
فيتحرك لسانه
ما جئتم به السحر فإن الله سيبطله
و يلقى عصاه
و تتحول العصا بقدرة الله تعالى إلى ثعبان حقيقي
يأكل عصى السحرة
و يبطل سحرهم
و يصاب السحرة بالدهشة
إنهم أعلم الناس بالسحر و فنونه
و لكن ما جاء به نبى الله ليس سحرا
لقد تحولت العصا إلى ثعبان حقيقة
إنه أمر خارج عن قدرة البشر
لا بد أن هناك قوة عظيمة غير بشرية تدخلت لتحدث تلك المعجزة
و تلك القوة هى الله تعالى
فالرجل صادق لا محالة
نعم هو رسول الله
فألقى السحرة ساجدين
قالوا آمنا برب هارون و موسي
و يشتد غيظ فرعون
لقد هزم
يجب أن يستخدم قوته و جبروته حتى لا يخسر ملكه
فليختلق أى تبرير للموقف
إنه لكبيركم الذى علمكم السحر
و ليبطش بهؤلاء السحرة
و ليفتك
لأقطعن أيديكم و أرجلكم من خلاف و لأصلبنكم فى جذوع النخل
و لكن الإيمان سيطر على قلوب هؤلاء السحرة
إنهم الآن يخافون الله و لا يخافون بشر صاحب سلطان زائل
إنهم الآن يرغبون فى الآخرة
يرغبون فيما عند الله
فرعون الذى أقسموا بعزته
قالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون
أصبحوا لا يخافونه
قالوا
فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا
إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا و ما أكرهتنا عليه من السحر
و الله خير و أبقى
نعم
الله خير منك يا فرعون
فهو لا يظلم أحدا مثلك
و لا يفسد فى الأرض مثلك
بل وسع كل شئ بعدله و رحمته و إحسانه
و الله أبقى منك
فأنت إنسان ستموت بعد سنين كما يموت الناس
أما الله فهو الحى الذى لا يموت
سبحانه و تعالى
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات