اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق عثمان بن عفان مشاهدة المشاركة
أخى السيف البتار نرى فى سفر التكوين قصة بها نوع من النفاق وهى قصة نوح مع أولاده الثلاثة عنما سكر وتعرى فرأه ابنه حام وضحك وأخبر أخواته يافث وسام فغطوا عورته وعندما علم نوح بهذة الوقعة لعن كنعان ابن حام فقط فما ذنب كنعان أن يعلن وحده فقط ولم يتم لعن حام أبوه ولا اخواته
ملاحظة أكثر من رائعة وتؤكد بأنك تقرأ وتحلل المواقف بعقل ناضج .. لذلك لزم تقديم التحية لك .

أما بخصوص قصة نوح وأولاده .. فأنت على حق ولكن تعالى نرجع للقصة ونحللها بشكل موضوعي ونحاول أن نجد للكنيسة مخرج من قصص الفجور الموجودة بكتابها المدعو مقدس

تكوين 9
21 و شرب من الخمر فسكر و تعرى داخل خبائه 22 فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه و اخبر اخويه خارجا 23 فاخذ سام و يافث الرداء و وضعاه على اكتافهما و مشيا الى الوراء و سترا عورة ابيهما و وجهاهما الى الوراء فلم يبصرا عورة ابيهما 24 فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير .

الرواية تقول أن حام حين دخل خيمة أبيه وجده عاري .. فذهب إلى أخوته (سام و يافث) وذكر لهم أنه أبيهم نائم وعاري .. فذهب (سام و يافث) ومعهم رداء فدخلوا على أبيهم وسترا عورتهم ولكن وجههما إلى الوراء (يعني مشوا بظهورهم) .

أولاً : ما شاهده "حام" كان من الممكن أن يشاهده "سام" أو "يافث" .. وحام لم يفعل شيء طبقاً لكلام رجال الكنيسة أكثر من أنه رأى ابيه وهو عاري ... كما ان رواية (سام و يافث) والإدعاء بأنهم دخلا على أبيهما ووجههما للخلف وسترا عورته هو كلام لا يدخل عقل بشري ... لأن نوح كان سكران ومن المؤكد انه كان نائم بشكل مخالف لنومه الطبيعي لأنه نام بسبب السُكر وبذلك وضع جسده على الفراش أو على الأرض سيكون وضع غير طبيعي ، فطالما أن عورته مكشوفه فهذا يعني أنه نائم على الأرض في الموضوع الذي كان يشرب فيه الخمر .. كما أننا لو جئنا بشخص ضرير وقلنا له ادخل على نوح واستر عورته فمن المؤكد بأنه يحتاج لتحديد موقعه داخل الخيمة ليلقي غطاء أو رداء عليه ... والرواية تقول أن (سام و يافث) دخلا الخيمة بظهورهم ولم يروا أبيهم (أين هو) داخل الخيمة .. فكيف سترا عورته .؟ !!!!

ثانياً : كان من الممكن جداً وبكل سهولة لـ (سام و يافث) أن يدخلا الخيمة بوجوههم مستخدمين الرداء كستار يمنعهم من رؤية أبيهم ولكن على الأقل سيحددا مكان أبيهم وهو نائم .

إذن لو استخدمنا عقولنا لأكتشفنا أن (سام و يافث) لمحوا ابيهم بطرف أعينهم ليتمكنا من ستره ، وبذلك (سام و يافث) لم يختلفا عن حام في الرؤية لأن كل هذه الأمور هي امور طبيعية جداً .

لكن بالطبع (سام و يافث) هما اللذان أخبرا نوح على ما لفت نظرهم به حام بأن أبيهم نائم ولكن عاري ... ولكن المؤكد أن حام لم يدخل مع اخوته وهما يسترا أبيهما بالرداء وبذلك حام لم يخبر أبيه إن كان (سام و يافث) شاهدا عورته أم لا .. وبذلك وقعت اللعنة على حام بسبب الفتنة .. والفتنة أشد من القتل ... لأن (سام و يافث) فتنا على حام وكان من الممكن أن يخفيا (سام و يافث) عن أبيهما كل هذه القصة ولكن حام كان ضحية فتنة وورثها أحفاده .

العجيب ان الرب لم يعاقب نوح على سكره ... لأن لولا سكره لما حدث كل ذلك ... كما ان عدم عقاب المخطأ يُبيح تكرار الخطأ .

تعال نترك كل هذه القصة ونقرأ ما ذكره سفر تكوين حيث قال : فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير

لاحظ قوله : علم ما فعل به ابنه

إذن هناك فعل حدث من حام مع أبيه ... فما هو ؟

قيل أنه حام سخر من أبيه لأنه كان عاري ، لكن بالطبع السخرية لا يندرج تحت مفهوم (فعل به) .. كما ان سفر تكوين لم يذكر من قريب أو بعيد أن حام سخر من أبيه أو أن حام قام بتعرية أبيه .. بل كل ما حدث هو ان حام بالصدفة رأى أبيه سكران ونائم وهو عاري فاخبر أخوته .

لكن كل المحللين أكدوا بأن قول { علم ما فعل به ابنه } .. يؤكد بأن حام تحرش بأبيه جنسياً وقد لا يعلم حام أن التحرش الجنسي حرام أو ممنوع ... وهذا هو (الفعل) الحقيقي .. اما الإدعاء بأن حام سخر من أبيه فهذا كلام عاري من الصحة ولا يوجد دليل واحد في سفر تكوين يؤكد ذلك .


اقتباس