نهاية يهوذا الخائن للمسيح متضاربة :
ـ في رواية (اعمال الرسل ) أن يهوذا [اشترى بمال الخيانة (حقلاً) ثم وقع (فيه)] على وجهه وخرجت أمعائه من جراء ذلك. [ اعمال الرسل 1: 18 : ثُمَّ إِنَّهُ اشْتَرَى حَقْلاً بِالْمَالِ الَّذِي تَقَاضَاهُ ثَمَناً لِلْخِيَانَةِ، وَفِيهِ وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ، فَانْشَقَّ مِنْ وَسَطِهِ وَانْدَلَقَتْ أَمْعَاؤُهُ كُلُّهَا.].
ـ ولكن في رواية أخرى (متّى) فإن يهوذا [أرجع مال الخيانة وألقاه في الهيكل] وانصرف و(شنق) نفسه.
متى 27: 3فَلَمَّا رَأَى يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَنَّ الْحُكْمَ عَلَيْهِ قَدْ صَدَرَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ، 4وَقَالَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُكُمْ دَماً بَرِيئاً». فَأَجَابُوهُ: «لَيْسَ هَذَا شَأْنَنَا نَحْنُ، بَلْ هُوَ شَأْنُكَ أَنْتَ!» 5فَأَلْقَى قِطَعَ الْفِضَّةِ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ. ويحاول النصارى الجمع بين الروايتين بطريقة واهية فقالوا أنه بعد شنق نفسه ،سقط ليرتطم بالأرض فانشق وسطه. وهي محاولة غير ناجحة ،لبقاء هذه المشاكل:
ـ اشْتَرَى حَقْلاً (بِالْمَالِ الَّذِي تَقَاضَاهُ ثَمَناً لِلْخِيَانَةِ).
اشتراه بماذا وقد (ردّ مال الخيانة وألقاه) بالهيكل ؟
ـ وَفِيهِ [في الحقل الذي اشتراه بمال الخيانة ] وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ.
لا يوجد هذا الحقل (الذي اشتراه بمال الخيانة)، لأنه ردّ مال الخيانة وألقاه في الهيكل .
ـ سفر زكريا : (الثمن الكريم) / حرّفه متّى إلى ( ثمن الكريم)
ـ قول زكريا ،توهّمه متّى قول إرميا
ـ رواية متّى (27/3) أعلاه كانت تأليفاً لتحقيق ما توهّمه متّى أنه معزواً لإرميا:
متّى 27: 9عِنْدَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِلِسَانِ النَّبِيِّ (إِرْمِيَا) الْقَائِلِ: «وَأَخَذُوا (الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً) مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْكَرِيمِ الَّذِي ثَمَّنَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، 10وَدَفَعُوهَا لِقَاءَ (حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ) .
وقد ثبت هذا النص (بذكر إرميا) في كل النسخ اليونانية (وهي الأصل) ثم تلافته،بعد فوات الأوان، الترجمة السريانية (عن الأصل اليوناني)،بحذف الاسم.
ـ وسفر إرميا بريء من هذه النبوة ،فلا يوجد به أي نص يتعلق بالفخاري ولا حقله ولا الثمن (30 قطعة من الفضة) ولا المُثمّن (الشخص).
إرميا (32): 8 جَاءَ حَنَمْئِيلُ ابْنُ عَمِّي وَقَالَ لِي: اشْتَرِ حَقْلِي، 9فَاشْتَرَيْتُ الْحَقْلَ وَوَزَنْتُ لَهُ (سَبْعَةَ عَشَرَ) شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ.
ـ فيبدو أن متّى وزمرته قد توهموا نص زكريا، أنه نص إرميا.
سفر زكريا:11 : 12 فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ( ثَلاَثِينَ) شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ. 13فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «أَعْطِ هَذَا الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ إِلَى (الْفَخَّارِيِّ)». فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى (الْفَخَّارِيِّ).
ـ لا يعترف شاول (بولس) بخبر انتحار يهوذه ولا بخيانته،فيهوذه بالنسبة له من ضمن المخلصين الاثني عشر الذين ظهر لهم المسيح بعد قيامته:
كُورِنْثُوسَ 15 : 3 .. وَهُوَ أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ .. 4وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ..، 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِبُطْرُسَ، ثُمَّ (لِلاثْنَيْ عَشَرَ) .
وقد جعل متّى صراحة (يهوذا الخائن) من ضمن الاثني عشر:
[ متّى 14: 20وَلكِنَّهُ أَجَابَهُمْ قَائِلاً: «إِنَّهُ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ، وَهُوَ الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ.
ـ يناقض متّى نفسه حيث نسي يهوذا الخائن (أحد الاثني عشر) وجعله من ضمن الاثني عشر الذين أخبرهم المسيح أنهم سيحكمون معه في مملكته القادمة ويجلسون معه على العروش الملكية ليدينوا الناس.
متّى 19: ؟» 28فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ عِنْدَمَا يَجْلِسُ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى عَرْشِ مَجْدِهِ فِي زَمَنِ التَّجْدِيدِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ عَرْشاً لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.
ـ اُختلف في سبب تسمية الحقل (بحقل الدم) ،فقيل بسبب (ثمن دم) :
متّى 27 : 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ قِطَعَ الْفِضَّةِ وَقَالُوا: «هَذَا الْمَبْلَغُ ثَمَنُ دَمٍ، ..8وَلِذَلِكَ مَازَالَ هَذَا الْحَقْلُ يُدْعَى حَتَّى الْيَوْمِ حَقْلَ الدَّمِ.
ثم نوقض السبب في أعمال الرسل ،فقيل نسبة لدماء يهوذا نفسه:
أعمال الرسل18ثُمَّ إِنَّهُ اشْتَرَى حَقْلاً بِالْمَالِ الَّذِي تَقَاضَاهُ ثَمَناً لِلْخِيَانَةِ، وَفِيهِ وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ، فَانْشَقَّ مِنْ وَسَطِهِ وَانْدَلَقَتْ أَمْعَاؤُهُ كُلُّهَا...فَأَطْلَقُوا عَلَى حَقْلِهِ اسْمَ حَقَلْ دَمَخْ بِلُغَتِهِمْ، أَيْ حَقْلَ الدَّمِ. ]
المفضلات