اللهم أهد الضيف جورج أبو كارو و الأحزان و مارلين و كل النصارى في المنتدى .
اللهم أهد الضيف جورج أبو كارو و الأحزان و مارلين و كل النصارى في المنتدى .
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
الأخت Zainab Ebraheem , المشكلة هي سوء فهم من مقابلة حوار الطرف المسيحي . فإننا نسعى إلى تطوير علاقاتنا من مرحلة الصدام والنزاع إلى مرحلة الجوار السلميّ المنفتح , ومنها إلى مرحلة المرافقة والتعاطف والتضامن . ولكي تكلّل مثل هذه المساعي بالنجاح فلا بدّ من إقامة حوار رصين واع بين المسلمين والمسيحيّين . ولا يقوم مثل هذا الحوار إلاّ إذا كان المسيحيّيون لهم إدراك دقيق لدين الإسلام وقيمه الأخلاقيّة ونظمه الاجتماعيّة , وإذا كان المسلمون لهم إدراك دقيق للمسيحيّة في معتقداتها وأخلاقيّاتها . ويقول المجمع الفاتيكاني الثاني : " إنّ تصميم الخلاص يشمل أيضاً الذين يعترفون بالخالق , لا سيّما المسلمين الذين يُقرّون أنّ لهم إيمان إبراهيم ويعبدون معنا الله الواحد الرّحيم الذي سيدين البشر في يوم القيامة . ومن بحث عن الله بقلبٍ صادق , وجهد عمليّاً في أن يتم مشيئة الله التي يعرفها من صوت ضميره , استطاع هو أيضاً أن ينال الخلاص . " ( دستور عقائدي في الكنيسة , " نور الأمم " -16 ) .
والسؤال الحقيقي هو ما موقف المسلمين من المسيحيّين ؟
إنّ موقف المسلمين من المسيحيين يختلف باختلاف ما يستندون إليه من آيات قرآنية لتحديد هذا الموقف . فمن اعتمد الآيات التي تحمل على النصارى الطالحين , وقف منهم موقفاً صارماً . أما من أخذ بالآيات التي تمتدح النصارى الصالحين , فإنه – على النقيض من ذلك – يقف منهم موقف الانفتاح .
وهنالك موقف متطرف لا يجيز الحوار ولا إقامة علاقات وديّة مع المسيحيّين . هذا الموقف هو السائد لدى الجماهير في البلاد الإسلامية , لأنها ترى في المسيحيّين مجرد كفّار . لذا يتجنّبون كل اّتصال بهم ويرفضون أن يتفاوضوا ويتعايشوا معهم على أساس من المشاركة بالتساوي . ذلك أنّ هذه الأوساط المتطرّفة تتمسك بالمبدإ الأساسيّ الذي يحرّم على المسلمين أن يتفاوضوا معهم تفاوضاً صريحاً إيجابياً , بل يأمر بإذلالهم ما أمكن , ويهدف في نهاية المطاف إلى كسبهم للإسلام . وهم يستندون في هذا الصّدد إلى ما جاء في القرآن عن معارضة النصارى للإسلام , وعمّا يشكّلونه من خطرٍ على الدين الجديد , ويعتمدون خصوصاً أمر القرآن بمقاتلتهم إلى أن يخضعوا للإسلام . أما المقاطع القرآنيّة اللّينة وسواها من الآيات التي تثني على النصارى وتفسحُ لهم إمكانية للخلاص , فتنسخها الآية التّالية نهائياً وتبطل مفعولها : " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " (سورة آل عمران آ85 ).
ومع ذلك فثمّ مسلمون يرون الحوار مع المسيحيّين جائزاً . وهم يستشهدون , لتبرير رأيهم , بقول القرآن : " ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " (سورة النحل آ 125) . لا سيما وإنّ القرآن ذاته باشر الحوار مع النصارى حيث قال : " قل يا أهل الكتاب تعالو اإلى كلمة سواء بيننا وبينكم ... " ( آل عمران 64) . كما أنه يعترف بشرعية التعدّد في الأديان المنزلة (س البقرة 148 / المائدة 48 ) . وعلاوة على ذلك فإنّ القرآن يَعِدُ بالخلاص جميع الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون صالحاً ( 25:2 / 20: 75-76 / 29 : 58 / 1: 8-9 ) ويصف النصارى واليهود والصابئين والمجوس بأنهم مؤمنون , على نقيض الكفار ( 22:17 ). هؤلاء جميعاً مصنفون مع المسلمين في فئة الذين يخلصون بإيمانهم ومسلكهم الأخلاقيّ : " إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصّابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ( 2: 62 / قارن بـ 5 :69 ) .
يتضح من هذا المبدإ أن القرآن يثبّتُ صلاحية التوراة شريعة لليهود , والإنجيل شريعة للنصارى , والقرآن شريعة للمسلمين ( 5: 43-48 ) . المسلمون الذين يعتبرون الحوار مع المسيحيّين جائزاً , يلاحظون بحقّ أنّ الأحكام القاسية والتدابير السياسيّة التي أقرّها القرآن ضدّ اليهود والنصارى , فرضتها الأوضاع التي كانت سائدة في ذلك العصر. ومن ثمّ فلا يجوز تبريرها الآن إلاّ بنشوء ظروفٍ مماثلة , كأن يبادر المسيحيّون إلى محاربة المصالح الإسلاميّة أو أن يُمسُوا - بفساد أخلاقهم أو مقاومتهم الفعالة للدين الإسلاميّ أو أخيراً بمحاولتهم ردّ المؤمنين عن دينهم – خطراً يتهدّد الإسلام أي الدين الإسلاميّ , ووحدة الأمّة الإسلاميّة , وبقاء الدول الإسلاميّة .
وحتّى لو جازت إقامةُ علاقات ودّية مع المسيحيّين , فإنّ عدداً كبيراً من المسلمين يرون أن لا فائدة في التحاور الإيجابيّ معهم , لأنّ الإسلام هو الصيغة النهائية الكاملة للدّين , وهو يقدّم للإنسان كلّ ما يحتاج إليه ليجد السبيلَ السّويّ أمام الله . كلّ ما سوى ذلك نافلٌ لا نفع فيه , بل قد ينطوي على خطر .
وعلى الرغم من هذا الموقف المنغلق , فهنالك أقليّة مسلمة تؤيّد الحوار والتعاون مع المسيحيّين بلا تحفظٍ مبدئيّ . فهي ترى أنّ بقاء الإسلام لا يُمكن ضمانه ودرء الأزمات عنه , دون انفتاح على الآخرين وإجراء اتّصال بهم , في عالم تتقارب أقطاره باستمرار . فتعزيزُ الإسلام بحركات النهضة الإسلاميّة المعاصرة , يحرّره من الشّعور بمركّب النقص , ويؤهّله لتبنّي مناهج الأبحاث الديّنيّة العلميّة , وبالتالي للّدخول في حوارٍ مع المسيحيّين . زد على ذلك – وهذه هي الرغبة الأساسيّة المُلِحّة للدوائر الرسميّة في العالم الإسلاميّ – أنه لا بدَّ قبلَ كلّ شيء من إقامة تعاون بين المنظمات الإسلاميّة والكنائس والمؤسّسات المسيحّية , لكي تؤدّيَ جميعُها شهادةً مشترَكة للإيمان بالله , وتُساهمَ معاً في إيجاد حلّ لمعضلات عصرنا .
ويبقى الجواب مفتوحاً أمام كل مسلم ليجد ذاته في إيّ فئة هو ...
أطلب من كل الأعضاء عدم التسرع في الرد على مشاركتي هذه , بل قراءتها بتمعن , ليتسنى لنعمة الله أن ترشد الجميع لما هو في خدمة الحوار الصحيح وخلاص النفوس .
والله وليّ التوفيق .
جورج أبو كارو .
التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 18-05-2010 الساعة 02:34 AM سبب آخر: بناء على طلب العضو
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات