أذكر هنا باختصار لقد اقتطع الضيف المسيحي جزء من الآيات لخلق تعارض مزعوم في القرآن العظيم وهو من باب: " أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ " .. " لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ ". ولو أكمل الآيات لفهم المقصود: فقول الله تعالى: " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)"( يونس). يبين أن وعد الله لأوليائه بالفوز العظيم في الدنيا والآخرة لن يتغير أو يتبدل. وليس كما فهم الطرف المسيحي من أن هذا الجز من الآيات يتكلم عن النسخ المثبت في الشرائع السماوية.

أما قوله تعالى: " وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا " ( الكهف 27) . الآية تتناول قصة أصحاب الكهف, وأن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يتلو قصتهم دون أن يتعرض لأكثر من ذلك. فلا يقدر أحد على تبديل وتغيير آياته غيره سبحانه, فقدرته تعالى شاملة لكل شيء يمحو ما يشاء ويثبت.

والله أعلم.