سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فجأة وأنا أبحث في الشبكة عن فتوى دينية ،، لفتت انتباهي هذه الآية الكريمة من سورة الذاريات: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) ..
ولكن لحظة!
هذا لايعني أني لا اقرأ القرآن ،، ولكن ما عنيت هو حال ووضع (الجن) في باقي العقائد! .. هل تطرقت تلك العقائد إلى حال الجن كعبيد لله كما تطرق الإسلام العظيم؟
فدائما ما نقرأ ونكرر في صلواتنا (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ،، فكلمة (رَبِّ) تعني المالك الذي يدبر أمر مملوكه ،، وأما (الْعَالَمِينَ) فتعني عوالم الجن والانس وجماعاتهم ..
إذن كما أن للإنس حق على الله ،، فللجن أيضا حق على الله ،، فقد قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40) .. سورة النساء
كذلك بين لنا القرآن أن (أبليس وغيره من الجن) خلقوا (مخيرين) كبني آدم ،، والدليل إغواء إبليس لأبينا ونبينا آدم عليه الصلاة والسلام ،، لكن الفرق أن آدم تاب: قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) .. سورة الأعراف
بينما إبليس فاستكبر وتجبر: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) .. سورة ص
إذن فإبليس وغيره من الجن والإنس مخيرون في باب الطاعة والمعصية والإيمان والكفر، فلهم مشيئة وقدرة واختيار ،، هم مثلنا مسلمون وقاسطون: وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا(14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) .. سورة الجن
هنا تثبت وتتجلى رحمة وعدالة الله سبحانه: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) سورة الإسراء ..
فالله أكبر ،، وبالتأكيد أكثر فأكثر!
هذا هو ربنا الذي نعبد ،، سبحانه كما أثنى على نفسه ،، فهل من حق (للجن) في العهد القديم والجديد؟ ،، هل هناك جن مسيحي؟ .. هل هناك جن يهودي؟ هل من رسول بُعث لهم كي يخرجهم من الظلمات إلى النور؟ .. هؤلاء أيضا عبيد الله فبالتأكيد لا يظلمون أبدا!!!
نرجوا الافادة ،، نشكركم مقدماً ،، كذلك لا تنسوا أن تحمدوا الله على نعمة الإسلام!
المفضلات