اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني


الآية الثانية التي تتحدث عن التحريف


+ سورة النساء (46): "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا،واسمع غير مسمع، وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم، ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا"

لنا في هذه الآية الكريمة عدة ملاحظات:

(1) في القول: "من الذين هادوا" يلاحظ أنه لم يقل من النصارى. وبهذه المناسبة أقول: أنه لا توجد آية واحدة في القرآن الكريم تنسب إلى النصارى تهمة تحريف الكتاب المقدس سواء في نصوصه أو في معانيه.

هذا محض كذب وافتراء فالآيات عديدة وأذكر ما قاله (( د. هشام عزمي )) :

يرد عليه قوله تعالى في سورة المائدة : { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ } .

روى شيخ المفسرين الطبري في تفسيره لهذه الآية : حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عن قتادة : "ومن الذين قالوا إنّا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظًّا مما ذكروا به" ، نسوا كتاب الله بين أظهرهم ، وعهدَ الله الذي عهده إليهم ، وأمرَ الله الذي أمرهم به .ا.هـ.

وقد صدق رحمه الله في أنهم نسوا كتاب الله تعالى ؛ فهاهم النصارى لا يعرف أحدهم إنجيلاً أنزله الله على عيسى عليه السلام بل قصارى علمهم هو إنجيل متى أو مرقص أو لوقا أو يوحنا .

وقريب من هذا ما ذكره صاحب كتاب (من هو المسيح) ص8 : (( قالوا إن الإنجيل محرف ، مع أن القائل بهذا لا يستند إلى آية قرآنية ، و لو واحدة )) .

و جواب هذا هو أن نسأل الكاتب : ماذا تقصد بالإنجيل ؟

إن كان قصدك هو الكتاب الذي أنزله الله إلى عيسى عليه السلام ، فهذا الكتاب لا وجود له بزعمكم ، و أنتم تنكرون مقولة أن الإنجيل كتاب أنزله الله على رسوله عيسى عليه السلام .

و إن كان قصدك هو إنجيل متى أو لوقا أو مرقص أو يوحنا ، فهذه كتب وضعها أناس بعد رفع المسيح بعشرات الأعوام .. و أقصى ما تبلغه هو أن تكون بمنزلة كتب السيرة عند المسلمين ، و ليست وحيًا عندنا .

و إن كان قصدك بهذا العهد الجديد كله ، ففيه رسائل و كتابات شخصية بين أناس لا علاقة لهم بالوحي أو التنزيل عند المسلمين المؤمنين بالوحي الذي ينزل على الأنبياء فقط .

فهذا هو التفصيل في شأن الإنجيل .. و السؤال بسيط و مباشر : أين الكتاب الذي أنزله الله على رسوله عيسى عليه السلام ؟

يقول تعالى في سورة المائدة عن عيسى عليه السلام : { وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ } ( المائدة : 46 ) و في سورة مريم : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } ( مريم : 30 ) و الكتاب هو الإنجيل .

لذا أتوجه بالسؤال للكاتب النصراني :

أين ذكر القرآن أن الإنجيل الذي كتبه متى موحى من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن الإنجيل الذي كتبه مرقص هو من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن الإنجيل الذي كتبه لوقا هو من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن الإنجيل الذي كتبه يوحنا هو من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن رسالة أعمال الرسل التي كتبها لوقا هي من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن رسائل بولس إلى تسالونيكي و كورنثوس و روما و أفسس و فيلبي و كولوسي و غلاطية و تيطس هي من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن رسائل بولس إلى تلميذه تيموثاوس و فيليمون و العبرانيين هي من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن رسائل يوحنا من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن رسالتي بطرس من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن رسالة يعقوب من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن رسالة يهوذا من عند الله ؟
أين ذكر القرآن أن رؤيا يوحنا اللاهوتي من عند الله ؟

عندما يثبت الكاتب أن القرآن يقول عن هذه الكتب أنها من عند الله ، يمكنه أن يعترض على رفض المسلمين لها بناءًا على القرآن .. و هذا المنهج الذي اتبعناه في الرد هو السليم ، لأن تحرير المصطلحات و معرفة ما المقصود منها ضروري للنقاش .. فإذا حدد كل طرف ما المقصود بكلامه أمكننا أن نتناوله ، فإن كان يدل على معنى موافق للقرآن قبلناه ، و إن كان يدل على معنى مخالف رفضناه .

----- إلى هنا انتهى كلام د. هشام عزمي

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني



(2) في هذا القول نفسه ينسب التحريف ليس لكل اليهود بل يقول "من الذين هادوا" إذن فبقية اليهود متمسكون بالكتاب ولا يحرفونه.

و قد تم الرد عليه سابقاً من تعليق البيضاوي على تفسيره الآية السابقة حيث قال فى تفسير الآية السابقة

ومعنى الآية: أن أحبار هؤلاء ومقدميهم كانوا على هذه الحالة، فما ظنك بسفلتهم وجهالهم، وأنهم إن كفروا وحرفوا فلهم سابقة في ذلك.


اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني


(3) في قول هذه الآية: "يحرفون الكلم عن مواضعه" لاحظ قوله عن مواضعه! فماذا يعني ذلك؟

لنرى ماذا يعني ذلك؟

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني


1ـ يقول الإمام البيضاوي في تفسير هذه الآية الكريمة: "من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم عن موضعه أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها بأن … يؤولونه على ما يشتهون فيميلونه عما أنزل الله فيه"


وكالعادة "....." مكان الكلام المهم لنرى ماذا قال البيضاوي:

من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها بإزالته عنها وإثبات غيره فيها. أو يؤولونه على ما يشتهون فيميلونه عما أنزل الله فيه.



اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني


2ـ وقد سمى القرآن الكريم ذلك "ليا بألسنتهم" أي يغيرون نطق الألفاظ بحسب لغتهم العبرية وأعطي القرآن الكريم لذلك مثلا في نفس هذه الآية إذ قال: "(وراعنا) ليا بألسنتهم " فيغيرون منطوق اللفظ راعنا (أي أصغ إلينا) فينطقونه "رعْنا" أي "يا أرعن" بالعبرية وهي شتيمة. [كتاب تفسير القرآن للإمام عبد الله يوسف علي ص 200]

إذن أنت تعترف بأن المعنى تحريف اللفظ والمعنى وليس تحريف التأويل فقط !!!!!

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني


3ـ فالتحريف المقصود في هذه الآية ليس المقصود منه التحريف في كلام التوراة بل التحريف في كلام اليهود مع النبي محمد، بدليل قول الآية "طعنا في الدين".

دليلك مردود عليك "وطعنا في الدين" أي وأيضاً طعناً في الدين إلى جانب كلامهم مع محمد (صلى الله عليه وسلم) أم أن كلامهم مع محمد (صلى الله عليه وسلم) أصبح دين ؟ وعجبي

وهذا من تفسير الطبري

حدثنا محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: { مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ }... إلى: { وَطَعْناً فِى ٱلدّينِ } فإنهم كانوا يستهزئون ويلوون ألسنتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويطعنون في الدين.


فالواو إن لم تكن تعلم توجب المغايرة أي أن المعطوف غير المعطوف عليه فعندما تقولون مثلاً الآب و الابن والروح القدس فهذا يلزم بالضرورة أنهم ثلاثة لا واحد وإن كنتم تقولون أنهم ثلاثة أقانيم لا ثلاثة آلهة ولكن الشاهد هنا أن الواو تفيد المغايرة كما أسلفت