اقتباس :
أتمنى أن تقرأ ما يلي يقول يسوع المحبة في:
سفر العدد 31:
17 فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا.
18 لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ.

تثنية 20:
10 حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ.
11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ.
12 وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا.
13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.
14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
15 هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا.
16 وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا
لقد ذكرت حضرتك أخي الفاضل ما يقوله يسوع المحبة في ( سفر العدد ؛ سفر التثنية ) ؟ ! وفاتك ان هذه الأسفار هي من أسفار التوراة أي أسفار موسى الخمسة في العهد القديم ! وليست من أسفار العهد الجديد سامحك الله . إن ما يسميه المسيحيون " العهد القديم " , هو كتاب اليهود المقدس , يشتمل على ثلاثة أقسام : التوراة , والأنبياء , والكتب . ومجمل أسفار كتب العهد القديم هي 46 كتاب , بما فيها الكتب القانونية الثانية وعددها 7 أسفار . أمّا المسيحيون , فانهم لا يقولون إن العهد القديم قد انتهى , وإنما يؤمنون بعهد آخر يكمّله : " العهد الجديد " . أنّ المسيحيّ , إذ يقرأ العهد القديم المرتبط بشعب ذلك العهد , يقرأه على أنه كتاب يتّصل بالعهد الجديد , ولا يمكنه فهمه الكامل إلاّ في ضوء هذا العهد . فالمسيح هو صلة الوصل بين العهدين . وتقوم معرفتنا للمسيح على الإنجيل وسائر أسفار العهد الجديد . وتقوم هذه على ما كان معاصرو المسيح يسمّونه " الشريعة والأنبياء " . ولمّا كان العهد القديم يتوجّه إلى جماعة شعب الله , فجاء يسوع ليكمل الشريعة والأنبياء , وبذلك صدم سامعيه , باظهار نفسه فوق الشريعة , ورباً للسبت , وأعلى منزلة من جميع رجالات العهد القديم وأنبيائه : فإبراهيم ابتهج على رجاء أن يرى يومه ( يو 8/56 ) . وموسى ممثل الشريعة , وإيليا ممثل الأنبياء , أي ممثلاً العهد القديم كلّه , تراءيا بجانبيه في المجد يوم التجلي ( لو 9/30-33 ) . وداود , يعلن أنه ربّه ( متى 22/41-43 ) , وأنه أعظم من سليمان ابنه : " ههنا أعظم من سليمان " ( متى 12/42 ) . لهذا تجسّد الوحي الكامل في شخص المسيح , كلمة الله الذي صار بشراً , وسكن بيننا . وقد أعطى المسيح في تعليمه سلطان خاص به " سمعتم أنّه قيل للأولين : لا تقتل , فإن من يقتل يستوجب حكم القضاء . أما أنا فأقول لكم : من غضب على أخيه استوجب حكم القضاء , ومن قال قال لأخيه : يا أحمق استوجب حكم المجلس , ومن قال له : ياجاهل استوجب نار جهنم . فإذا كنت تقرب قربانك إلى المذبح وذكرت هناك أن لأخيك عليك شيئاً , فدع قربانك هناك عند المذبح , واذهب أولاً فصالح أخاك , ثم عد فقرب قربانك . سمعتم أنه قيل : لا تزن . أمّا أنا فأقول لكم : من نظر إلى امرأة بشهوة زنى بها في قلبه . سمعتم أنّه قيل : العين بالعين والسنّ بالسنّ . أمّا أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم وصلوا من أجل مضطهديكم , لتصيروا بني أبيكم الذي في السموات .. فإن أحببتم من يحبّكم , فأيّ أجر لكم ؟ أوليس العشّارون يفعلون ذلك ؟ وإن سلّمتم على إخوانكم وحدهم , فأي زيادة فعلتم ؟ أوليس الوثنيون يفعلون ذلك ؟ فكونوا أنتم كاملين , كما أنّ أباكم السماويّ كامل . إياكم أن تعملوا برّكم بمرأى من النّاس لكي ينظروا إليكم , فلا يكون لكم أجرٌ عند أبيكم الذي في السموات . فإذا تصدقت , فلا تعلم شمالك ما تفعل يمينك , لتكون صدقتك في الخفية , وأبوك الّذي يرى في الخفية يجازيك . وإذا صلّيتم , فلا تكونوا كالمرائين , فإنّهم يُحبون الصلاة قائمين في المجامع وملتقى الشّوارع , ليراهم الناس . أمّا أنت , فإذا صليت فادخل حجرتك وأغلق عليك بابها وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفية وأبوك الذي يرى في الخفية يُجازيك . وإذا صُمتم فلا تعبسوا كالمرائين , فإنّهم يُكلّحون وُجوههم , ليظهر للناس أنّهم صائمون . الحقّ أقول لكم إنّهم أخذوا أجرهم . أمّا أنت , فإذا صُمت , فادهن رأسك واغسل وجهك , لكيلا يظهر للنّاس أنّك صائم , بل لأبيك الذي يرى في الخفية وهو يجازيك . فكُلّ ما أردتم أن يفعل النّاس لكم , افعلوهُ أنتم لهم : هذه هي الشريعة والأنبياء ." ( متى 5/21ت ) . لقد أوردت أيات قليلة صدرت من فم المسيح , أنه أعطانا كمال الشريعة وفيه كلمنا الله , " إنّ الله , بعدما كلّم الآباء قديماً بالأنبياء مراتٍ كثيرة بوجوهٍ كثيرة , كلّمنا في آخر الأيّام هذه بابنٍ جعله وارثاً لكُلِّ شيء وبه أنشأ العالمين ". ( عبر 1/1-2 ) .
أخي الفاضل : إذا أردنا أن نقرأ أيات من الكتاب المقدس في العهد القديم , أي ( التوراة , والزبور , والأنبياء ) , علينا أن نقرأها كما أعطاها السيد المسيح كمالها , ورفعها من عتمات الظلمة , إلى عالم النور والحياة في المسيح . كل ما أوردت من آيات من التوراة أو كتب العهد القديم أخي الفاضل تدعونا إلى الاستغراب الشديد والرفض لها , كالحروب الدينيّة , وكيف تُنذر غنائم الحروب للألوهيّة , مع ما في ذلك من قتل وتدمير , ممّا يرتقي إلى الأزمنة البدائيّة البربريّة . وقد كتب في عهد لم يبقَ فيه أي أثر لذلك , ودوّنت بطريقة مفخّمة كأنها تضع كل شيء على حساب الله , وتهدف إلى أن تبيّن سلطان الله المطلق , وتُثير في الشعب صلة دقيقة بالإله الواحد , وتبعده عن التأثّر بالعادات والعبادات الوثنيّة . لكن العهد القديم ما عتّم أن انفتح على الشعوب الأخرى , وعلى أُبوّة الله الرحيمة الشاملة كل إنسان . نحن إذاً في حقل بعيد عن الكمال الإنجيليّ , نسير فيه من الناقص إلى ما هو أكمل فإلى الأكمل , أي إلى إنجيل المسيح . يدعونا كل هذا إلى أن لا نغفل المراحل المتتالية التي مرَّ بها تاريخ الخلاص , " حيث تملأ كل مرحلة فراغ المرحلة السابقة , وتكمّلها . وفي هذا الضوء , ينقلب استغرابنا البديهيّ إعجاباً بقدرة الله وصبره الأبويّ الرحيم , البارزين من تحمّله لما ورد في كتابه من نقصان مؤقّت".
وعليه , فمن الواجب أن نكتشف الحقيقة من خلال جميع أسفار الكتاب المقدس , على أن هذه الأسفار هي وحدة متكاملة ترتكز على محور واحد , المسيح الذي يكمّل بناء العهد القديم . وتتجلّى هذه الوحدة في رؤية الكنيسة التي , إذ ترى كل الكتاب المقدس في ضوء المسيح , يمكنها أن تتوصل إلى إدراك معنى الكتاب النهائيّ , أي الحقيقة التي يبلّغها إلينا المسيح , بصفة كونه كتاب الكنيسة .
وان كان العهد القديم لا يخلو من مشاهد غريبة وحروب ومجازر وأعمال انتقاميّة ومآسٍ جنسيّة ... فالتاريخ الصادق كثيراً ما لا يكون قدوة لقارئيه . وإلى ذلك , فلا بدّ في كل مرة , من البحث في السبب ( اللاهوتي ) الذي أدّى إلى ذكر تلك الفظائع , وفي ضوء سفر التثنية كتبت الأسفار التاريخيّة , إذ تذكر التاريخ , تحاول أن تبرز للمعاصرين جوانبه الدينيّة , كأنها لا تروي سيرة الشعب , إلاّ لتُبيّن رسالة الله في ذلك الشعب , حتى من خلال التفخيم , واستعمال استعارات الملحمة , والتغنّي بأمور مستهجنة , أو بأعمال بعيدة عن روح الإنجيل . فإن غرض هذه الأسفار تعليم المؤمن أن يرى يد الله في التاريخ يكافئ الأمانة ويلاحق الخيانة ويعاقبها , والكشف عن الأسباب الروحيّة والأدبيّة التي أدت بالمملكة إلى الدمار , وتهيئة جماعة المؤمنين بالمسيح . فالعهد القديم ( التوراة والزبور وكتب الأنبياء ) , هو كتاب علينا أن نقرأه قراءة مسيحيّة , غير ناسين أن شعب العهد القديم كان بعيداً عن النور الذي شهدناه نحن في المسيح يسوع , وان هذا الشعب يقترب بخطوات نحو الوحي الأسمى والحقيقة الكاملة في شخص الكلمة المتجسد يسوع المسيح . الذي أتمّ الوحي في شخصه , بفعل حضوره وإظهاره لذاته بأقواله وأعماله , بآياته ومعجزاته , وعلى الخصوص بموته وقيامته المجيدة من بين الأموات , قد أكمل الوحي وأتمّه بشهادة إلهيّة , مبيّناً أن الله معنا حقاً , ليحررنا من الخطيئة ومن ظلمات الموت , ويقيمنا للحياة الأبديّة . لذلك , إن التدبير المسيحي و بصفة كونه العهد الجديد والنهائيّ , لن يزول أبداً .
أخي الفاضل : علينا أن لا نكتفي في قراءة آيات العهد القديم فقط ونقف منها كأنها نهاية الوحي الإلهي , كأن نقرأ في الآية الكريمة من بداية سورة آل عمران " اللهُ لا إله " , ونقف من ذلك ! بل أن نقرأ الآية كاملة " الله لا إله إلاّ هُو الحي القيوم نزّل عليك الكتب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة و الإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إنّ الّذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد .." . وهكذا نقرأ آيات من العهد القديم في ضوء رسالة الإنجيل . وكيف السيد المسيح أعطاها الكمال ( " سمعتم أن قيل لكم ... أمّا أنا فأقول لكم ... " )
اقتباس : أقوالكم يا عزيزي تخالف أفعالكم.
أنظر إلى مصدر الشر الذي لحق بالمسلمين الآن أليس سببه تطبيق أتباع كتابك لمثل تلك النصوص؟ أليست أفعالهم دليلاً على تربية دينية لكره الآخر؟؟
أخي الفاضل : يقول لنا السيد المسيح في بشارة يوحنا الإنجيلي :" أنتم تدعونني المعلم والّرب وأصبتم فيما تقولون , فهكذا أنا . فإذا كنت أنا الربّ والمعلّم قد غسلت أقدامكم , فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أقدام بعض . فقد جعلتُ لكم من نفسي قدوة لتصنعوا أنتم أيضاً ما صنعتُ إليكم " يو 13/13-15. ( يعبّر غسل الأقدام تعبيراً رمزياً عمّا كان جوهر حياة يسوع والآمه , وهو المحبة التي تقوم بأوضاع الخدمات لخلاص البشر . وهذا النمط الحياتي هو أساس لمقدرة التلاميذ على الاقتداء بالرب وإلزامهم بهذا الاقتداء ) ." أعطيكم وصية جديدة : أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم , اذا أحبّ بعضكم بعضاً عرف النّاس جميعاً أنّكم تلاميذي " يو 13/34-35 .
هذه هي تعاليم السيد المسيح . وما توصينا به كنيستنا المقدسة . وكل ما كان بخلاف ذلك فليس من أبناء النور . " إن ثبتم في كلامي كنتم تلاميذي حقاً تعرفون الحق والحق يحرركم " . يو 8/31 .
وفي ختام مداخلتي هذه أشكر جميع إخوتي في المنتدى لصبرهم وطول أناتهم في قراءة ما قدمته لهم من إيماني وإيمان كنيستي في تعاليم الوحي الإلهي في الكتاب المقدس . الرب يحفظكم ويبارككم . أخوكم جورج أبو كارو .

أضيف في مشاركتي ما سألتني عنه بمعنى السيف ؟ لأني الآن قرأت مداخلتك .
أخي الفاضل : ما قصده سيدنا يسوع المسيح في معنى السيف هو كما ذكرت سابقاً في معناه المجازي .. والدليل على ذلك رفض يسوع للعنف وشريعة العنف والقتل والحرب .. وبقوله لتلاميذه ( كفى ) أي أنتم لم تفهموا ما أنا أطلبه منكم . ( كفى ) أي أنهى حوار تلاميذه معه ! أما ما كان يقصد بالسيف في العهد القديم : اللفظة العبرية ( ح ر ب ) تدّل بعض المرات على سلاح صغير كالخنجر والسكين المستعمل في الذبائح والختان ( يش 5/2-3 ) ونحت الحجارة ( خر 20/25 ) . و تدل أيضاً على السيف الذي كان من البرونز قبل أن يصبح من الحديد . عرف السيف منذ زمن الآباء ( تك 48/22 ) , ولكنه لم يستعمل في اسرائيل قبل الحقبة الملكية , لأن الفلسطيين احتكروا صناعة الحديد حتى ذلك الوقت ( 1 صم 13/19-22 ) . مع داود النبي , صار السيف جزءاً من سلاح جميع المحاربين ( 2 صم 20/8 ؛ يه 9/2 ) الذين يجعلونه في حزامهم ( 1 صم 17/39 ؛ 25/13 ؛ نح 4/12 ؛ مز 45/4 ) من الجهة اليمنى ( نش 3/8 ) في غمد من جلد ( 2 صم 20/8 ؛ إر 47/6 ؛ يو 18/11 ) . كانت بعض السيوف بحديّن , فكانت فاعلة جداً في الحرب ( قض 3/16 ؛ مز 149/6 ؛ أم 5/4 ) . خلال آلام يسوع , كان مع الذين جاؤوا يوقفون يسوع ( متى 26/47 , 51-52 ) سيوف . عند الرومان كان السيف رمز السلطة . وعرف العدل الروماني الحكم بالموت بالسيف ( أع 12/2 ) من أجل المواطنين الرومان .
في المعنى الرمزي , يقابلُ السيف , العداوة" وشعلة سيف متقلب " تك 3/24 , الحرب " ولا نرى سيفاً ولا جوعاً " إر5/12 , العقاب الإلهي " كانت تحمل قضاءك المحتوم كسيفٍ مرهف " حك 18/15 , الاضطهاد " من السيف أنقذ نفسي " مز 22/21 , كلمة الله " وجعل فمي كسيفٍ ماضٍ " إش 49/2 .
رفض يسوع اللجوء إلى السلاح , ولكنه جعل من السلاح علامة الكفاح الروحيّ ( لو 22/36 ) ؛ " وأنتِ سينفذ سيفٌ في نفسك " لو 2/35 ؛ " ومن فمه خرج سيف مرهف الحدين " رؤ 1/16 , " تسلحوا بسلاح الله لتستطيعوا مقاومة مكايد إبليس .. فانهضوا إذاً وشدّوا أوساطكم بالحق والبسوا درع البر .. واحملوا ترس الإيمان .. واتخذوا لكم خوذة الخلاص وسيف الروح , أي كلمة الله . " أف 6/10ت .
مقتبس من ( كتاب المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم ص 688 ) .