أخي الحبيب قلم من نار بارك الله فيك ..
اسمح لي بإضافة :
أولا : نسخ دون الرجوع للمصادر :
فقد نقلت الزميلة من كتاب (البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير) لابن الملقن ما يلي :
عبد الحق الإشبيلي:
حيث قال: «ومما يلحق بالصحيح- على ما قاله الدارقطني- حديث أميمة بنت رقيقة كان للنبي ﷺ قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه». «البدر المنير» (1/ 485).
الدارقطني:
قال ابن الملقن في «البدر المنير» (1/ 485): «وذكر الدارقطني أن حديث المرأة التي شربت بوله صحيح».
وهذا نص ابن الملقن رحمه الله لنرى نتيجة هذا البتر وما بين قوسين باللون الأحمر فهو مني للتوضيح :
( قال صاحب الشرح الكبير على حديث الشبهة ) فالاضطراب مَانع من تَصْحِيحه .
قلت ( أي ابن الملقن ) : وَأمر آخر ، وَهُوَ : جَهَالَة حكيمة بنت أُمَيْمَة ، فإنَّه لَا يُعرف لَهَا حَال .
قَالَ ( صاحب الشرح الكبير ) : وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ أَن حَدِيث الْمَرْأَة الَّتِي شربت بَوْله صَحِيح .
قلت ( أي ابن الملقن ) : لَعَلَّه قَالَه تبعا لعبد الْحق ، حَيْثُ قَالَ : وَمِمَّا يلْحق بِالصَّحِيحِ - عَلَى مَا قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ - حَدِيث [ أُمَيْمَة بنت رقيقَة ] : «كَانَ للنَّبِي (قدح من عيدَان تَحت سَرِيره يَبُول فِيهِ» .
وَاعْترض عَلَيْهِ ابْن الْقطَّان ، بِأَن قَالَ : لَمْ (يقْض) عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ بِصِحَّة ، وَلَا يَصح لَهُ ذَلِك ، إِنَّمَا ذكر أَنَّهَا فِيمَن يلْزم الشَّيْخَيْنِ إِخْرَاج حَدِيثهَا ، وَلم ينصّ فِي «حكيمة» بتعديل وَلَا تجريح ، فَالْحَدِيث مُتَوَقف الصِّحَّة عَلَى الْعلم بِحَال حكيمة ، فإنْ ثَبت ثقتها ثبتَتْ رِوَايَتهَا ، وَهِي لم تثبت ، واعتماد الدَّارَقُطْنِيّ فِي ذَلِك غير كَاف .
قلت ( أي ابن الملقن ) : قد ذكرهَا ابْن حبَان فِي «ثقاته» ، فثبتت وَالْحَمْد (لله) . انتهى
فقد ذكر ابن الملقن قول عبد الحق الإشبيلي واعترض عليه وبين المقصود من كلام الدارقطني بكلام ابن القطان وهذا ما بتره صاحب الشبهة أو نقل المبتور دون تثبت ..
أما قول ابن الملقن :
قلت : قد ذكرهَا ابْن حبَان فِي «ثقاته» ، فثبتت وَالْحَمْد (لله) . انتهى
فمردود لأن ابن حبان معروف بتساهله وأنه يوثق مجاهيل الحال ويوثق من يقول فيهم ( لا أدري مَن هو ولا ابن من هو ) وقاعدته مردودة عند أكثر العلماء المحققين ..
وجهالة حكيمة لا تُرفع لأنها لم يرو عنها إلا واحد وهو ابن جريج ..
ثانيا : تصحيح الشيخ الألباني للرواية :
قال الشيخ في صحيح أبي داود ( 1/53 ) :
وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير حكيمة هذه، وقد ذكرها ابن حبان في "الثقات "، وقد قال الذهبي في (فصل النسوة المجهولات) من " الميزان ":
" وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها ".
قلت ولكلمة الذهبي رحمه الله حسن الشيخ الألباني هذا الإسناد مع إقراره بجهالة حكيمة وقاعدة الذهبي غير مضطردة ... ولا نقول بعصمة شيوخنا وكل يؤخذ منه ويرد .
ثالثا : تصحيح السيوطي :
قال السيوطي في «الخصائص الكبرى» (2/ 441): «وأخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي ﷺ قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل عنه فقال أين القدح قالوا: شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال النبي ﷺ لقد احتظرت من النار بحظار».
فهذا يطلب فقط شفوف نظر ليس إلا !
فالسيوطي رحمه الله قال بسند صحيح عن حكيمة بنت أميمة فمعناه أن السند صحيح إلى حكيمة لأكن علة الحديث الأصلية في حكيمة وليس في السند الموصول إليها ... فتأمل .
وهذه ملحوظة في طريقة السيوطي حيث اغتر بمثل ذلك جهال من القوم ظنوا أن السيوطي يصحح حديث الغرانيق بقوله ( صحيح الإسناد إلى سعيد بن جبير ) فالعلة في الإرسال والسقط في السند من بعد سعيد وليس ي الإسناد الموصول إلى سعيد .
المفضلات