لرد على هذه الشبه لنعرف نسب مريم عليها السلام

مريم الطاهرة (عليها السلام)

كانتا اختين طاهرتين عفيفتين، إحداهما (حنّة) والأخرى (حنانة) وقد سعدهما الحظ.

فتزوّج بإحداهما وهي (حنانة) النبي العظيم زكريّا (عليه السلام).

وتزوّج بالأخرى، وهي (حنّة) الرجل الصالح السعيد (عمران).

لكن من غريب الأمر أن الأسرتين لم يتحفا بأولاد، مدة مديدة من الزمان.

لقد كان زواج حنّة بعمران مباركاً إلى أبعد حد، وكان يسود الأسرة الرفاه والإلفة والسرور.. لكن هذه النقطة، وهي عدم إنجابها الولد، كانت تلقي في نفسيهما الحزن والأسى.

وخصوصاً في نفس الفتاة الحنون، إنها كانت تحب أن ترى إلى جنبها طفلاً يؤنس وحشتها، ويلقي في نفسها البهجة، وتناغيه في أوقات الوحدة.

لكن الأقدار ما كانت تسمح بذلك، وكلّما تقدّم بها السّن، ازدادت كآبة وحسرة، وذات مرّة، رأت طائراً يزق فرخه، فانبعثت في نفسها موجةٌ من الألم المشوب بالأمل، فهل يمكن أن تزرق ولداً تزقه، كما يزق هذا الطائر فرخه؟

وكلّما رأت أمّا إلى جنبها طفل، تذكّرت أملها وألمها.

وهكذا مرّت الأيام عابسة لا ترى فيها بصيصاً من النور، وكانت قلقة لما تعانيه من العقم.

* * *


يتبع