هل ننتصر لله أم لأنفسنا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
هل ننتصر لله أم لأنفسنا؟
سؤال محير لكل الناس ويشغل الجميع فقد يجد الواحد منا
رجل على الشرفه بالشورت أو قميص النوم أو يجد شخص
مفطر في رمضان يتباها في تحديه أو تشاهد واحد يسب
ويلعن من يقابله والأخر ساكت أو أو....
فما هو الحل فهل ننتصر لله أم لأنفسنا؟
يجب أن نتلَطَّف مع من ندعوه إلى هدي القرأن والسنة
لنتمكن بالتأثير فيهم، قال الله تعالى :
"فبما رحمة من الله لنت لهم،
ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك،
فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر"
سورة آل عمران 159.
وهذا ما تعلمه صلى الله عليه وسلم من ربه
جل وعلا، فتراه هيناً ليناً رحيماً صلى الله عليه
وسلم، والأحاديث في هذا كثيرة، كحديث
الأعرابي الذي بال في المسجد، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم:
"لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه".
رواه البخاري ومسلم،
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ويجب
أن يكون قدوتنا في الدعوة فقد جاء بالحديث:
*عن أبي مسعود عقبة بن عمروالأنصاري البدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{إن مما أدرك الناس من كلام النبوة
الأولى،إذا لم تستح فاصنع ما شئت }رواه البخاري.
يعني أن من بقايا النبوة الأولى التي كانت في الأمم السابقة.
وأقرتها هذه الشريعة {إذا لم تستح فاصنع ما شئت }.
يعني إذا لم تفعل فعلاً يستحى منه فاصنع ما شئت هذا
أحد وجهين، أي ففعله في المعنى الثاني أن الإنسان
إذا لم يستح يصنع ما شاء ولا يبالي وكلا المعنين صحيح.
يستفاد من هذا الحديث:أن الحياء من الأشياء التي جاءت
بها الشرائع السابقة، وأن الإنسان ينبغي له أن يكون
صريحاً، فإذا كان الشيء لا يستحى منه فليفعله وهذا
الإطلاق مقيد بما إذا كان في فعله مفسدة فإنه يمتنع
الفعل خوفاً من هذه المفسدة.
*وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
{من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع
فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعـف الإيمان }.
رواه مسلم.
قال الله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}
آل عمران.
إن الخطاب في هذه الآية الكريمة لأمة سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم التي خصها الله
بصفات حميدة منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
بينما ذمّ الله تبارك وتعالى بني اسرائيل بقوله سبحانه:
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى
ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ
يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} المائدة.
ثم إن الآيات التي تؤكد أهمية الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر كثيرة وغالباً ما تقرن مع
الإيمان بالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصفة الفلاح،
قال الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ
وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ} التوبة.
وأما صفة الكفرة والمنافقين الذين يتظاهرون
ويدّعون الإسلام وهم يخفون ويبطنون الكفر
فهي عكس ذلك، قال تعالى
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} التوبة.
ثم إن الحَسَنَ ما حسّنه الشرع والقبيح ما قبّحه
الشرع وقد أقرت بذلك العقول السليمة ولا يعود
ذلك إلى آراء الناس مع اختلاف مشاربهم كي لا يتنازعوا.
ويجب ضرورة مراعاة المستوى التعليمي والثقافي للمدعو:
و ليس من أساليب الدعوة التكفيرأو تبديع الآخرين
أو الصراخ و السباب و الشتائم و الإهانة .
ليس هناك بدعة و ضلال أعظم و أكبر من أن يدعي إنسان الألوهية .
إلا أن الله تعالى أوصى نبيه موسى عليه السلام بقوله:
"إذهبا إلى فرعون إنه طغى [43]
فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "[44]سورة طه .
*وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
قال الله عز وجل :(المتحابون في جلالي لهم منابر
من نور يغبطهم النبيون والشهداء )
يغبطهم :الغبطة تمني مثل نعمة الغير
دون تمني زوالها عنه .
"أحسن شيء(أي في الدعوة)كلام رقيق،
يُستخرَج من بحرٍ عميق، على لسان رجلٍ رفيق".
*اللهم اجعلنا من الهادين المهديين ولا تجعلنا
من الضالين المضلين.
*"اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، وشر ما لم أعمل".
*اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت،
وشر ما لم أعمل.
*فمن عفا و أصلح فأجره على الله.
*ما كان الرفق في شئ إلا زانه
ولا كان العنف في شئ إلا شانه .
*من خير المواهب العقل، ومن شر المصائب الجهل.
المفضلات