الأستاذ: صوت المسيح الحق! يبدو لي أنك (مازوشيُّ) يهْوَى تعذيب نفسه! يستعذبُ العذاب! لا تُصْفع صفعةً إلا وتأتي مسرعاً لتأخذ الأخرى! تقول إنني أهوى الثرثرة الفارغة، وأنت في مشاركتك قبل السابقة عبرَّتَ في بضعةٍ وعشرين سطراً - خلا الاقتباس - عن قولٍ ملخصه: (أنك لا تُجيب إلا على الإدريسي، وأنك تدعوني للمناظرة، وأن الله وحده هو الذي يدين الناس)... فمن منا هو الثرثار؟! ولست أدري على أي شيء ستناظر أخانا الإدريسي؟ هل ستناظره عن أخطاء من لم يسمعوا بالحديث الشريف وتأولوه؟ قُضي الأمر سلفاً، فعمران والد مريم ليس هو والد موسى! وأزيدك من الشعر بيتا: إن بينه وبين داود(حفيد موسى) بضعة عشر أبا كما في تفسير ابن كثير. أم أنك تهوى الثرثرة؟ أما دعوتك لي للمناظرة فعلى أيِّ شيء أناظرك؟ فأنت، للأسف الشديد، قد حسمت المناظرة لصالحي في مشاركتك هذه، إذ قلتَ إنك تعتقد أن هناك ناراً أبديَّة، وعقابا للخطاة! وهذا ما لا يتقاطع مع رحمة الله، فالله رحيم. وهذا ما كنت أود إثباته لك في المناظرة، فعلى أي شي أناظرك؟ أين هي (النظرة الأخرى) عن الله تعالى التي تريد مني الإيمان بها؟ سيشهد التأريخ أول مناظرة من نوعها إذ ستكون بين فكرين متطابقين! وبما أنك تفهم كل هذا جيدا، وتزعم أنك تركتَ الإسلام لكون الله يجب أن يكون محبة خالصة، فقد أثبتَّ لي - عمَليَّا - أنك شخصٌ عابثٌ لاهٍ كاذبٌ في ادِّعائه؛ جاهل بما يفعل ومايريد، وكما قال الشاعر:
لا يبلغُ الأعداءُ من جاهلٍ* ما يبلغُ الجاهلُ من نفسِه!
فارحَم نفسك، وانته عن غيِّك، اتقاء تلك النار الأبدية التي تؤمن بها!
إنني أقبل بمناظرتك المحسومة منك سلفاً، لأنني أراها من قبيل (مازوشيَّتك)، فتعالَ إليَّ من حظيرتك للذبح والسَّلخ يا خروف! (هل هذه إساءة؟!!!! فكِّر قليلاً أرجوك).
لقد أضحكْتَني أيضا في عبارتك التي قلتها عن الرسول :salla-s: إنه( لا ينطق عن الهواء) أتظن أن كلامه كان كالبثِّ الحيِّ لمباراة كرة؟! يا أستاذ: (الهوى... وليس الهواء)!.
وأكرر لك: ليس بيني وبينك عِداء، فأنا أتمنى لك من قلبي كل خير، وكل الخير الذي أرجوه لك هو الإسلام، فأي خير أعظم من الجنة الأبدية والخلود في رحمة الله؟! انا ادعوك إلى الجنة، وأنت تدعوني للنار، فمن منا أكثر حبا للآخر؟.