لكم جزيل الشكر وعظيم الامتنان في طرق المواضيع الأدبية والتي تحمل في طياتها دائما معاني اللغة ودراسة الأدب بنثره وشعره وفيه رحلة مع عبق التاريخ .
وهذه مشاركة بسيطة علي ذكر الفرزدق
توبة الفرزدق من الهجاء :-
عن معاوية بن عبد الكريم عن أبيه قال :
دخلت علي الفرزدق فجعلت أحادثه فسمعت صوت حديد يتقعقع ، فتأملت الأمر فإذا هو مقيد الرجلين ، فسألت عن السبب في ذلك فقال : إني آليت علي نفسي ألا أنزع القيد من رجلي حتى أحفظ القرآن .
وعن سلامة بن مسكين قال : قيل للفرزدق : علام تقذف المحصنات ؟
فقال : والله لـَلـَّهُ أحب إليِّ من عينيَّ هاتين ، أتراه يعذبني بعدها ؟ .
وروي أنه تعلق بأستار الكعبة ، فعاهد الله علي ترك الهجاء والقذف وقال:
ألم ترني عاهدت ربي وإنني * لبين رتـاج قـائم ومـــقام
علي حلف لا أشتم الدهر مسلما * ولا خارجاً من في زوري كلام
أطعتـك يا إبليس تسعين حجـة * فلما قضى عمري وتم تمامــي
فزعت إلى ربي وأيقنت أننــي * ملاق لأيام الحتوف وحِمامــــي
وعن إدريس بن عمران قال : جاءني الفرزدق فتذاكرنا رحمة الله ، فكان أوثقنا بالله ، فلما قيل له في ذلك مع قذفه وهجائه . قال : أترونني لو أذنبت ذنباً إلـي أبوي ، أكانا يقذفاني في تنور وتطيب أنفسهما بذلك؟ قلنا.لا ، بل كانا يرحمانك
قال : فأنا والله برحمة ربي أوثق منى برحمتهما .
ولما توفيت زوجته النوار قال له الحسن البصري ــ وكان فيمن حضر جنازتها ـ وهو عند القبر : ما أعددت لهذا المضجع يا أبا فراس ؟ قال : شهادة أن لا إلــه إلا الله منذ ثمانين سنة ، فقال له الحسن : هذا العمود فأين الطنب ؟ : ثم أنشــدالفرزدق :

أخاف وراء القبر إن لم يعافني *
أشد من الموت التهاباً وأضيقــا
إذ جاءني يوم القيامــة قـــــائداً *
عنيف وسواق يسوق الفرزدقا
لقد خاب من أولاد آدم من مشى *
إلى النار مغلول القلادة أزرقــا
يقاد إلى نــار جــــهنم مسربــلا *
سرابيل قطران لباسا محرقــــا
قال : رأيت الحسن يدخل بعضه في بعض ، ثم قال حسبك !