السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتى الطيبات المسلمات الجُدد ـ بارك الله بكنَّ وجعل لكم مخرجا ـ،
كنت أريد ان أقول لكنَّ
" الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ . " أى أحسب الناس أن يتركوا وهم لا يختبرون ويمتحنون كما فعلنا فيمن كان قبلهم لنعلم صدقهم من كذبهم !
لذا فأقول لكنَّ
" مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ."
أرجو أن يصلك ما فى الآيات من معانٍ جَمة كثيرة طيبة
فحاولى كلما دخلتى ان تقرأيها فهى مُتَجددة المعانى فى كلِ قرائة .
فى الحقيقة عندى من الكلام الكثيــــر لكُم معاشر الطيبين الطاهرينَ
الصابريـــــنَ !
فلا أقول خذى حذركِ من نجاسةِ الكلبِ ـ مثلا ـ كلا فأنتِ فى حكمِ المضطر فلا تيأسى فلكِ أحكام خاصة بكِ بناء على ما ذكرتى من مرضك وإقعادكِ وسجنكِ وطردكِ و...إلخ .
فدينُ الإسلام يسر وليس بعسر فصلى جالسة أو نائمة حتى فلا حرجَ عليكِ ولو لمسكِ الكلبُ بولوغه ـ ريقه أو لعابه ـ فلم تستطيعى التنزه من مثلِ ذالكَ أو شقَ عليك لدرجة التضجر فلا تتضجرى بل اعلمى ان الإسلام دينُ اليسر لا العسرِ وهو كما قال الله تعالى مثلا
" ... يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ..." فلا يقصد الإسلام كدين إلا أن يُيَسر على العبادِ .
وفى الحقيقة عندى من الكلام الكثيـــر جدا لكنى اخاف عليكم التطويل ولأن قصتكِ مُبكية بصدق جدا ولا أستطيع ان اذكر لكِ هنا كل صغيرة وكبيرة من يسر وسهولة الإسلام دين الفطرة والرحمة
فأقول لشخصكم الكريم : إن أردتى أى شيئ فراسلى الأخوات وإن
راسلتينى على الخاصِ هنا قضيت بأمرِ اللهِ تعالى طلبكِ بيسر وسهولة إن شاء الله تعالى وقدر واللهُ الْمُستَعَانُ . ومن قبل كل هذا ومن بعدِ كلِ هذا،
أهمس بأذنيك همسَ النَّاصحِ اللبيبِ الأَرِيبِ : علقى قلبكِ باللهِ تعالى ولا تُبَالِى بِغَيرِهِ .
فقديما قيل :
كُنْ مَعَ اللهِ وَ لَا تُبَالِى .
وكذا : مَاذَا فَقَدَ مَن وَجَدَ الله ! ومَاذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَ الله !
أو :
مَنْ فَقَدَ اللهَ فَمَاذَا وَجَدَ ! وَ مَن وَجَدَ الله فَمَاذَا فَقَدَ .
وَقيل :
مَن لَزِمَ عَتَبَةَ العُبُودِيَّةِ نَـــــالَ رِضَا الرُّبُوْبِيَّة .
والمراد بِرِضَا الرُّبُوْبِيَّة هنا : أى رزقه الله من حيث لا يعلم ـ مثلا ـ
1ـ
الصحة ولو كان مقعداً . 2ـ
والعلم ولو كان جاهلاً .
3ـ
والغنى ولو كان فقره مُدقَعَاً . 4ـ
والجاه والسلطان ولو كانَ وحيداً فريدا معزولاً عنِ النَّاسِ .
وقد كانَ بن عمى ـ أنا شخصياً ـ مِثلُكِ فى العلمِ [طب بشرى] والصحة [مرض مُقعِد وخطير] والفكرِ [إلا انه كان مُسلمَاً] وهو الآن يُشارُ إِليهِ بالبَنَان ـ الأصابع ـ فى الصحةِ والجاه والعلم والغنى بفضلِ اللهِ عليه وعلى النَّاسِ ولكنَّ اكثر النَّاسِ لا يعلمون، ففقط كما
" ... اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ ... " وهو كما قال موسى

لبنى إسرائيل وقت كونهم كانوا على الحق صابرين على أذى فرعون
ـ لعنَ اللهُ فرعونَ ـ وهم بمصر بمنطقة جاسان وهى أرض
الصالحية بمحافظة الشرقية بشرق الدلتا ليرحلوا إلى
لبنان وفلسطين بل وجزء من أرض الهلالِ الخصيبِ
" قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " فلما صبروا طاعةً للهِ تعالى كان جزائهم
وقتها التمكينَ فى الأرضِ لا رفع الظلمِ عنهم وفقط كما
" وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ "
ولن أُكثر عن ذالك لكم وإن أردت شيئاً
فراسلينى على الخاصِ فقد هيجتم الْدموع !!! .
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ولا حولَ ولا قوةَ إِلا بشاللهِ تعالى .
المفضلات