إعلم رحمك الله : أن قضايا الحوار إما أن تدور حول قضية لها أصولها , وفى هذه الحالة , كلا المتحاورين , واقف على أرض صلبة , وفى هذه الحالة تجد للحوار لذة ,
ونتيجة يرضاها كلا الطرفين 0
الحالة الثانية للحوار : الحوار حول قضية لا أصل لها ولا فصل , بمعنى أنك ترث اعتقادا خاطئا , فتحاول أن توجد له قضية , وهذا ما يجرى بيننا وبين النصارى , فنحن
المسلمين , نؤمن بكمال الله وجلاله , والنصارى يدّعون ذلك , وتقام قضية الحوار على
هذه الصفة مثلا :
فيقول محاورنا لهم : أنتم جعلتم الله مولودا وهذا ينافى كماله , للأسباب الآتية :-
1 = نزوله من مجرى البول جعله مثلى ومثلك من حيث الوجود , فلا كمال له بذلك 0
2 = نزوله من مجرى البول جعل له بداية ومعرفة البداية فى حق الله مستحيلة 0
3 = نزوله بهذه الطريقة جعل للوالدة له فضلا عليه , وجعل للمكان فضلا عليه 0
4 = نزوله بهذه الطريقة جعل له جهة فى الأرض ( قرية الناصرة ) هذه القرية هى
أكبر منه , ولها عليه فضل استقباله , كما أنها لم تكن أفضل القرى فى ذاك الوقت
ومعنى ذلك : أن المولود فى أورشليم ( القدس ) أفضل منه من حيث مكان الولادة
5 = نزوله بهذا الشكل : إما أنه نزل كاملا مكتملا , يعنى : قائما بذاته ولا يحتاج لغيره
بوصفه إبن الله , أو بوصفه الله ( الآب ) 0
وإما أنه نزل نا قصا صغيرا محتاجا لغيره 0
وبكل أسف : حضرة ربهم : عندهم : نزل ناقصا , أى صغيرا ويحتاج إلى غيره , ومرّ
سبحانه بكل المراحل ( إبن الله الرضيع , ثم الطفل , ثم الشاب , وكانت له هوايات تعلمها من أقرانه , كما أنه نشأفى بيت فقير , وهناك من أقرانه , من نشأ نشأة أفضل من نشأته ألف مرة 0
أخى : القلم الطارق :
هذه نبذه مختصرة جدا قدمت بها الموضوع , وتعال معى نتساءل :-
ماهى أدوات الحوار فى إثبات ألوهية الله عز وجل ؟؟
لايمكن أن تقول , أو يقول غيرك , كتابات الكتاب من البشر , هذا محال 0
فلا يعرف الله إلا بالله ( عن طريق كتابه أو رسوله )
والنصارى : لاكتاب لهم , ولا نبى موجودا ليدلهم 0
كتابهم باعترافهم : لا يعرف له أصل ولا فصل , وفصوله متضاربة ( وحاله حال )
فكيف لهم أن يقيموا حوارا جادا صحيحا ؟؟؟
لا يمكن : ولذا : تجد محاورهم يلجأ للإسفاف , ويلجأ لقضايا فرعية وهو معذور , واستمع أخى إلى هذه الحكاية , لأول نصرانى أسلم معى لله رب العالمين 0
كنت زائرا له فى بيته , ولفت نظرى وجود ياسوع ( الرب ) فى برواز رائع معلق على
جدار الحجرة , واستسمحته وسألته بعض أسئلة حول الصورة , ولما علمت أنه آتٍ
لزيارتى , علّقت صورة المرحوم والدى فى بروازٍ فى الحجرة , ودخل الرجل ورحبت به , وقبل مغادرته , قلت له : إن هذه صورة المرحوم والدى :بالله عليك , أوليست هذه
الصورة أجمل من صورة ربك المعلقة على جدارك ؟؟؟
ثم تداركت الموقف بسرعة , وقلت : والله ما قصدت إهانتك ولا إحراجك , ولكنك عندى
مفكر عظيم فكيف فات عليك ذلك ؟؟؟ ( يعنى : كيف رضيت عن هذا الشكل أن يكون شكل ربك ؟؟؟ ) 0
وخرج من منزلى : ثم عاد ليسألنى عن المزيد حول هذا الموضوع , وأطلت البال عليه إلى أن أسلم 0
اللهم اجعلنا من المسلمين لك , الفاهمين عنك وعن رسولك صلى الله عليه وسلم , ووفقنا ياسيدى لطاعتك , وسامحنا وسامح والدينا ووالديهم وأصحاب الفضل علينا أجمعين واغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات , إنك سميع مجيب الدعوات يارب العالمين
وشكر الله لمن كان سببا فى كتابة هذه المداخلة ولا حرمنا الله اتباع المرسلين آمين 0