آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


-
البرهان الثالث
البرهان الثالث
قلنا من قبل أن فرعون ( رئيس الملأ ) هو الذى قال ما جاء بالآية 110 من سورة الأعراف ، وهو :
" يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون "
وذكرنا أنه ليس من اللازم أن تنص الآية على فعل ( قال ) مرة ثانية ، ولا على أن القائل هو فرعون لأنه يدخل فى زمرة الملأ المذكورين قبلا
ولكن لا زلنا نريد دليلا ايجابيا قاطعا على أن هذا القول صدر عن فرعون تحديدا
وقد أعثرنا الله على هذا الدليل وله الحمد ، واليكم اياه :
اذا أنعمنا النظر فى الآية لوجدنا أن القائل يخاطب جماعة من الناس بقوله :
" يريد أن يخرجكم "محددا لهم الهدف السياسى من وراء دعوة موسى ، وهذا بحد ذاته يؤكد أن القائل هنا يجب أن يكون مهتما بأمور السياسة أو مشتغلا بها ، أو بصريح العبارة هو الحاكم ذاته
ولكن ليس هذا هو البرهان الكبير الذى أعنيه ، وانما هو فى المفاجأة المدهشة التالية :
بتدبر القرآن الكريم جيدا نجد أن جميع السور التى ذكرت هذه الحلقة من قصة موسى تتفق جميعا على أن فرعون تحديدا هو من كان يشير دوما الى مسألة الخروج من المدينة أو من الأرض ليبرر بها دعوة موسى ومعجزاته !!
ففى نفس هذه السورة ( الأعراف ) نجد الحديث يتكرر فى قصة موسى عن ( الخروج ) وعلى لسان فرعون تحديدا وبلا أدنى لبس ، وذلك فى الآية 123 فى سياق خطاب فرعون للسحرة بعد أن أعلنوا ايمانهم برب موسى وهارون ، تقول الآية :
" قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم ، ان هذا لمكر مكرتموه فى المدينة لتخرجوا منها أهلها ، فسوف تعلمون "
وهذا بدوره يؤكد أن المتكلم فى الآية 110 هو كذلك فرعون لمجىء التعبير المماثل "يريد أن يخرجكم من أرضكم "
انه نفس التبرير والتفسير لنفس المعجزة أيضا ( انقلاب العصا حية ) مما يؤكد أن الذى برر هذه المعجزة فى المرة الثانية هو من بررها هى ذاتها فى المرة الأولى وبنفس المبرر أيضا
وحتى اذا ما تركنا سورة الأعراف فسوف نجد الأمر نفسه يتكرر !!
ففى سورة ( طه ) تقول الآية 57 على لسان فرعون :
" قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى "
يا الهى !! ، انه نفس المنطق ونفس الفكر السياسى الذى يليق بحاكم مستبد
ثم للمرة الثالثة نجد الأمر ذاته يتكرر فى سورة ثالثة هى سورة الشعراء ، ففى الآيتين 34 و 35 نجد فرعون هو المتكلم ، ونجد من ضمن كلامه العبارة ذاتها :
" يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره ، فماذا تأمرون "
وهكذا يتبين لنا أن فكرة الخروج من الأرض أو المدينةهى فكرة خاصة بفرعون تحديدا ومن بنات أفكاره ، لأنها هى المسألة الأساسية التى تؤرق فكر أى حاكم يرى عرشه مهددا ، وأنه استغل هذه الفكرة ( الاخراج من الأرض ) ليبرر بها معجزة موسى عليه السلام
وبناءا على ما سبق فان كل الدلائل تشير الى أن المتكلم بهذه الفكرة فى آية الأعراف رقم 110 هو فرعون الذى ما فتأ يكررها المرة تلو المرة
وبعد ، كان هذا هو ما وفقنى اليه ربى جل وعلا من البراهين والأدلة التى تمحو هذه الشبهة
أما أهم عبرة نخرج بها من هذا الاكتشاف - وليت ديكارت يعيها - فهى أن القرآن الكريم اذا ما تدبرناه جيدا فلن نجد فيه اختلافا أو تعارضا على الاطلاق
فالقرآن مثله كمثل بحر عميق جدا ، مهما غصت فيه فلن تسبر غوره أو تصل الى قاعه وتبلغ قعره الا بتوفيق منه سبحانه
قد أفرغت ما فى جعبتى ، فان كان صوابا فهو منه سبحانه
وان كان غير ذلك فمن نفسى والشيطان
اسألكم الدعاء ، وانتظر تعليقاتكم
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ذو الفقـار في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 25
آخر مشاركة: 11-04-2009, 02:38 PM
-
بواسطة ناصر الرسول في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 02-02-2009, 02:22 AM
-
بواسطة مسلم77 في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 17-08-2008, 08:59 PM
-
بواسطة احمد العربى في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 06-12-2005, 10:30 PM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-12-2005, 01:17 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات