

-
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
نستكمل بمشيئة الله تعالى هذا الموضوع الهام.
فما موضوع ألم الولادة و تحريم المسيحية إستخدام المرأة للمسكنات لتقليل ألم الولادة الفظيع؟ (كما أشار الفيلم الوثائقى و كما أشار الشيخ سلمان)
و ماذا لو كانت الولادة عسرة و بها مشاكل, و تستوجب إستخدام العقاقير الطبية و إلا ستعرض حياة المرأة للخطر. هل تسمح المسيحية بذلك؟؟
ما الموضوع بالضبط؟؟
بداية يجب أن نعلم أن القصص القرآنى تحدث عن أكثر من 50 شخصية كانوا قد ذكروا فى الكتاب المقدس المحرف. و أى مقارن لتلك القصص ستجد بها إختلافات كبيرة. فكثير من أنبياء الله فى الكتاب المقدس متهمون بالزنا, بينما القرآن الكريم يبرئهم من هذا بالطبع. إذ أنه ليس منطقى أن يختار الله أنبياء سيتولون مهمة نقل شرائعه لنا و هم أول من يضرب بهذه الشرائع عرض الحائط, لا يمكن لله أن يختار أبياء سيىء الخلق و هو يعلم الغيب و يعلم ما سيفعلونه. و هكذا فى كل القصص القرآنية التى تحدث بها الكتاب المقدس. ستجد أن القصص القرآنى أقرب للمنطق و الواقع. و هذا أيضا إثبات آخر على صحة القرآن الكريم, فلو كان الرسول (ص) هو مؤلف القرآن (حاشا لله) لنقل قصص الكتاب المقدس كما هى لتفادى الشك من أهل الكتاب.
و موضوعنا يبدأ بقصة آدم و حواء, حيث يقول مؤلف الكتاب المقدس:
1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي صَنَعَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ، فَسَأَلَتِ الْمَرْأَةَ: «أَحَقّاً أَمَرَكُمَا اللهُ أَلاَّ تَأْكُلاَ مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟»
2 فَأَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ كُلِّهَا،
3 مَاعَدَا ثَمَرَ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، فَقَدْ قَالَ اللهُ : لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَلْمُسَاهُ لِكَيْ لاَ تَمُوتَا».
4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا،
5 بَلْ إِنَّ اللهَ يَعْرِفُ أَنَّهُ حِينَ تَأْكُلانِ مِنْ ثَمَرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا فَتَصِيرَانِ مِثْلَهُ، قَادِرَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ».
6 وَعِنْدَمَا شَاهَدَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ لَذِيذَةٌ لِلْمَأْكَلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ، وَمُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ قَطَفَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، ثُمَّ أَعْطَتْ زَوْجَهَا أَيْضاً فَأَكَلَ مَعَهَا،
7 فَانْفَتَحَتْ لِلْحَالِ أَعْيُنُهُمَا، وَأَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ، فَخَاطَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ مِنْ أَوْرَاقِ التِّينِ.
8 ثُمَّ سَمِعَ الزَّوْجَانِ صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَآ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ الإِلَهِ بَيْنَ شَجَرِ الْجَنَّةِ.
9 فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟»
10 فَأَجَابَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَبَأْتُ خِشْيَةً مِنْكَ لأَنِّي عُرْيَانٌ».
11 فَسَأَلَهُ: «مَنْ قَالَ لَكَ إِنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا؟»
12 فَأَجَابَ آدَمُ: «إِنَّهَا الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا رَفِيقَةً لِي. هِيَ الَّتِي أَطْعَمَتْنِي مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ، فَأَكَلْتُ».
13 فَسَأَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ الْمَرْأَةَ: «مَاذَا فَعَلْتِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَغْوَتْنِي الْحَيَّةُ فَأَكَلْتُ».
14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ، عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ، وَمِنَ التُّرَابِ تَأْكُلِينَ طَوَالَ حَيَاتِكِ،
15 وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ».
16 ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: «أُكَثِّرُ تَكْثِيراً أَوْجَاعَ مَخَاضِكِ فَتُنْجِبِينَ بِالآلاَمِ أَوْلاَداً، وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ».
التكوين - الإصحاح 3 - الأسفار من 1 إلى 16
التعليق:
1- يعتبر الكتاب المقدس أن من خدع أولا من الحية (الشيطان) و أكل أولا من تلك الشجرة المحرمة كان "حواء". ثم بعد ذلك هى التى جعلت زوجها آدم يأكل منها.
2- يعاقب رب الكتاب المقدس حواء و كل بنات حواء بعقابين: الأول هو ألم الولادة الفظيع و الثانى هو أن جعل العلاقة بين الرجل و زوجته علاقة تسلط من الرجل للمرأة.
و هذا بالطبع قمة الظلم للمرأة, و هذا بالطبع يناقض كلام الله الحقيقى الذى أنزله لنا, فنفس تلك القصة فى القرآن هى كالتالى:
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى {120} فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {121} ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122} قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123}
القرآن الكريم - سورة طه - الآيات من 120 إلى 123.
فكما نرى أن الله الخالق يقول ان الشيطان قد خدع آدم و ليس حواء مثل الكتاب المقدس. و هذا فرق جوهرى و كبير جدا, و الأهم أن الإسلام لم يعاقب حواء و بناتها بعقاب أزلى ظالم مثل الكتاب المقدس. بل جعلهم يهبطوا إلى الأرض مثلهم مثل الرجال لكى يعملوا و يجتهدوا سويا.
أما بالنسبة لآلام الولادة الفظيعة فى الإسلام, فهى ليست "عقاب" كما بالكتاب المحرف, إنما هى رفع درجات و تعظيم من شأن المرأة كأم لأنها تحملت هذا العذاب المرير. فهذا العذاب المرير هو ما جعل الله يكرم الأم أكثر من الأب. و وصى الله تعالى بالأم أكثر من الأب.
يقول الشيخ عطية صقر: روى ابن ماجه والنسائي والحاكم وصححه أن رجلاً قال: يا رسول الله أردت أن أغزو، فقال له: "هل لك من أم"؟ قال نعم: قال: "فالزمها فإن الجنة تحت رجلها" وعبر في بعض الروايات عن هذا بقوله: "الجنة تحت أقدام الأمهات".
وردت النصوص في القرآن والسنة بالأمر ببر الوالدين، وتخصيص الأم، بزيادة في ذلك، فإن برهما من أسباب دخول الجنة، والمراد بعبارة "الجنة تحت أقدام الأمهات" أن خدمة الأم خدمة خالصة، وعدم الأنفة أو التكبر عن أداء هذه الخدمة –حتى لو كانت الأم كافرة على ما جاء في قوله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا) [سورة لقمان: 15].
------
سُئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال:أمك. قال: ثم مَن؟ قال: أمك. قال: ثم مَن؟ قال: أمك. قال: ثم مَن؟ قال: أبوك".
- بين الشارع الحكيم أنَّ رضا الأم بعد رضا الله عز وجل، وعلمنا المصطفى أنَّ الجنة تحت أقدام الأمهات، وأنَّ أفضل الأعمال بعد طاعة الله بر الوالدين، ومن أجلها يكرم الفرد، وعندما تموت تنزل الملائكة وتُنادي على الواحد منا عند موت أمه وتقول: "ماتت التي كنا نكرمك من أجلها".
سأل رجل عبد الله بن عمر إني أحمل أمي وأطوف بها الكعبة في مناسك الحج فهل بذلك أكون قد وفيت حقها، يقول له عبد الله بن عمر: لا ولو بطلقة واحدة من الطلقات التي أطلقتها عند ولادتك.
و من هنا يتضح لنا الفرق الشاسع بين مفهوم "آلام الولادة" فى الإسلام الدين الحق و الكتاب المقدس المحرف. فالإسلام يكرم المرأة بها و يرفع مكانتها و يفضلها على الأب بسبب آلام الولادة لأنه لم يتعذب مثل الأم.
بينما المسيحية ترى "آلام الولادة" كعقاب لأى أنثى لأنها أنثى. أرأيتم يا أخواتنا كيف كرمكم الإسلام العظيم و كيف تهينكم المسيحية الذكورية المحرفة.
و بالمناسبة يسوع نفسه لم يكن يحترم أمه:
3 فَلَمَّا نَفِدَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ!»
4 فَأَجَابَهَا: «مَا شَأْنُكِ بِي يَاامْرَأَةُ؟ سَاعَتِي لَمْ تَأْتِ بَعْدُ!»
إنجيل يوحنا - الإصحاح 2 - الأسفار من 3-4
و سأتغاضى عن موضوع شرب الخمر مؤقتا.
عموما نعود للموضوع الأصلى "تعذيب النفس فى النصرانية" و علاقتها بآلام الولادة. و كما اتفقنا فان المسيحية تقول "16 ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: «أُكَثِّرُ تَكْثِيراً أَوْجَاعَ مَخَاضِكِ فَتُنْجِبِينَ بِالآلاَمِ أَوْلاَداً، وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ»."
فكيف فسرت الكنيسة و القساوسة تلك الأسفار المحرفة, و كيف طبقتها على المرأة فى المسيحية؟
يفسر الأب أنطونيوس فكري ذلك السفر كالتالى:

هو بالطبع حاول يجمل الموضوع بوضع اضافات (من عنده) ليست موجودة أصلا مثل "ليفيض عليها بحبه". و لكن ما نريد توضيحه هو إعترافه بأن هذا "تأديب للمرأة" و كما أعترف "نوع من الخضوع من المرأة للرجل".
المهم أنه طبقا للتفاسير المعاصرة (و التى تخفف الكنيسة من حدة أخطاء الكتاب المقدس بها) تعترف أن موضوع آلام الولادة هو "تأديب" للمرأة. فحتى هذا بعيد كل البعد عن عظمة الإسلام و تكريمه للمرأة فى تلك الجزئية.
هذا رأى التفاسير الحديثة المعاصرة, فكيف فسرت و طبقت الكنيسة تلك الأسفار فى الماضى؟؟
حتى القرن التاسع العاشر, كان القساوسة يحرمون إستخدام النساء للمسكنات أثناء الولادة. إذ كانوا يرون أن تقليل ألم الولادة هو إنتهاك صارخ لمشيئة الرب يسوع فى عقاب المرأة كما جاء فى سفر التكوين 3.
و لم يسمح بإستخدام المسكنات أثناء الولادة, إلا بعد أن أمرت بذلك الملكة فيكتوريا, عندما لم تتحمل آلام ولادتها الشخصية.
و فى هذا الموضوع يقول الفيلسوف برتراند روسل Bertrand Russell الحاصل على جائزة نوبل للأدب سنة 1950:
"حدث واحد منطقى هو الذى جعل تقليل الألم البشري ممكنا, ألا و هو إكتشاف المسكنات anaesthetics. و العالم سيمبسون فى 1847 دعى مباشرة لإستخدامها فى الولادة. و لكن رجال الدين ردوا مباشرة بقول الرب فى سفر التكوين 3 أن المرأة يجب أن تلد بالألم.
يرى رجال الدين أن المرأة هى ماكينة لإنتاج الأطفال لزيادة عدد أبناء ملتهم.
إن رجال الدين يرفضون التحكم فى عملية الولادة و لكن لا أحد منهم يرفض قسوة الزوج الذى يتسبب فى موت زوجته فى حالة عدم تحملها أعراض الحمل و الولادة.
إنى أعرف رجل دين مشهور كان لزوجته 9 أطفال فى 9 سنوات. و أخبره الأطباء أنها لو حملت مرة أخرى ستموت. و بعد عام حملت مرة أخرى و ماتت و لم ينتقد أحد هذا.
فى القرن الثانى قالت القديس كليمنت فى الإسكندرية
St. Clement of Alexandria
"كل امرأة يجب أن تشعر بالخزى لأنها امرأة"
-------
عندما اكتشف العالم سيمبسون الكلوروفورم فى أوائل القرن التاسع عشر و دعا إلى إستخدامه فى حالات الولادة الحرجة, ثارت الكنيسة آنذاك.
إن الولادة و الموت كانوا مرتبطين بعضهما ببعض حتى القرن السادس عشر و السابع عشر. فقد كان يتم إحراق أى زوجة يشك فى أنها استخدمت أى مزيب للألم أثناء ولادتها.
المصادر:
http://www.omtemplenj.org/Woman%20in%20Bible.htm
http://planetpreterist.com/news-5595.html
http://www.mja.com.au/public/issues/...c11139_fm.html
الموضوع مازال بحاجة إلى ترجمة المزيد من المواد و هو ما أعدكم به.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 25-12-2010, 12:24 AM
-
بواسطة Christ is muslim في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 07-12-2010, 09:13 PM
-
بواسطة محموداحمد في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-04-2010, 03:31 PM
-
بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 03-03-2009, 02:41 AM
-
بواسطة لطفي مهدي في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 23-04-2008, 09:53 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات