عموما أنا قلت في البند الأول :اقتباساه موافقه بس ليه ما قلتش شهرة مثلا
وأظن كم هو واضح أن الشهرة يمكنها أن تدخل ضمن هذا المسمى ..اقتباس1- إما طمعا منه في سلطة أو قوة أو مركز أو جاه أو مثاله .
ولقد أجابك الحبيب نجم ثاقب عن ذلك ..
وعموما فإن الشهرة ليست مقياسا يُقاس عليه صدق النبوة من كذبها ..
فالنبي الصادق حتما سيشتهر في الناس بنبوته .. وكذلك المدّعي الكذاب ..
الفرق فقط أنها ستسعى هي للأول ، وسيسعى الثاني إليها ..
ثم إنك لو تأملت قليلا يا ضيفتنا الكريمة لوجدت أن الشهرة بنوعها الثاني مآلها ومردها إلى
أحد هذه الأسباب المذكورة في البندين الأولين ..
طيب .. أنت توافقينني إذا يا ضيفتنا الكريمة أن مدعي النبوة الكذاب يكون غرضه
دنيويا بحتا .. فهو لا يدعو إلا للدنيا .. ولا يهمه إلا دنياه .. أليس كذلك ؟!
طيب هل كان الرسولمن هذا النوع المتكالب على الدنيا ؟!!
حتى بعد أن مكن الله له ؟!
لنقرأ معا يا ضيفتنا
اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر في جلده فقلت بأبي وأمي يا رسول الله لو كنت آذنتنا ففرشنا لك عليه شيئا يقيك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا والدنيا إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها .. ( صححه الألباني ) .
وفي رواية أخرى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
" دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير قال فجلست فإذا عليه إزار وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع وقرظ في ناحية في الغرفة وإذا إهاب معلق فابتدرت عيناي فقال ما يبكيك يا ابن الخطاب فقلت يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذلك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت نبي الله وصفوته وهذه خزانتك قال يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى " ... ( حسنه الألباني ) .
فها هو الرسولبأبي هو وأمي ونفسي وقد خضعت له الرقاب ودانت له الدنيا كلها وأتته وهي راغمة .. ولكنه يرفضها ويقول : مالي وللدنيا ؟! .. ويرفض أن ينام على الأسرة الحريرية .. ويؤثر أن ينام على الحصير الذي كان يؤثر في جلده ..
بالله عليكِ ضيفتنا .. هل هذا تصرف رجل يدعي النبوة لغرض دنيوي ؟!!
أجيبيني بعد أن تعرضي الأمر على قلبك ..
حين نقرأ قول الله عز وجل له : { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } .. مع أن الدنيا كانت بين يديه ، ومع أنه أكرم الخلق على الله ، ولو شاء لأجرى له الجبال ذهباً وفضة .
ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : إن شئت أن نعطيك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم نعطه نبياً قبلك ، ولا نعطي أحداً من بعدك ، ولا ينقص ذلك مما لك عند الله ، فقال : اجمعوها لي في الآخرة ، فأنزل الله عز وجل في ذلك : {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا } ، وخُيِّر صلى الله عليه وسلم بين أن يكون ملِكاً نبياً أو عبداً رسولاً ، فاختار أن يكون عبداً رسولاً .
يقول أبو ذر رضي الله عنه :كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرّة المدينة ، فاستقبلَنا أحدٌ ، فقال : ( يا أبا ذر : قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا ، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار ، إلا شيئاً أرصده لدين ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ، ثم مشى فقال : إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم ) . رواه البخاري
وأما طعامه فقد كان يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال ، ثلاثة أهلة ، وما توقد في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ، وإنما هما الأسودان التمر والماء ، وربما ظل يومه يلتوي من شدة الجوع وما يجد من الدَّقل - وهو رديء التمر - ما يملأ به بطنه ، وما شبع صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز برٍّ حتى قبض ، وكان أكثر خبزه من الشعير ، وما أُثر عنه أنه أكل خبزاً مرقّقا أبدا ، ولم يأكل صلى الله عليه وسلم على خِوان - وهو ما يوضع عليه الطعام - حتى مات ، بل إن خادمه أنس رضي الله عنه ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يجتمع عنده غداء ولا عشاء من خبزٍ ولحم إلا حين يأتيه الضيوف .
ولم يكن حاله في لباسه بأقل مما سبق ، فقد شهد له أصحابه رضي الله عنهم بزهده وعدم تكلّفه في لباسه وهو القادر على أن يتّخذ من الثياب أغلاها ، يقول أحد الصحابة واصفاً لباسه : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلّمه في شيء فإذا هو قاعد وعليه إزار قطن له غليظ ، ودخل أبو بردة رضي الله عنه إلى عائشة أم المؤمنين فأخرجت كساء ملبدا وإزارا غليظا ، ثم قالت : قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الثوبين ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية .
بالله عليكِ يا ضيفتنا .. هل هذه حياة رجل يدعي النبوة لغرض دنيوي ؟!!
هل تعلمين كم كان عند النبي صلى الله عليه وسلم من متاع حين مات ؟؟
لا شيء !!
نعم لا شيء !!
اللهم إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة ، قالت عائشة رضي الله عنها :" توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفٍّ لي ، فأكلتُ منه حتى طال عليَّ " ..
بل إنهمات ودرعه مرهونة عند يهوديّ مقابل شيءٍ من الشعير !!!!
ومن أقواله صلى الله عليه وسلم : " من كانت الاخره همه جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله و اتته الدنيا وهي راغمه و من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه و فرق عليه شمله و لم يأته من الدنيا الا ما قدر له " .. رواه الترمذي وابن ماجه .
أسألك للمرة الثالثة ضيفتنا الكريمة .. هل هذه أحوال رجل يدعي النبوة لغرض دنيوي ؟!!
المفضلات