الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
مرحبا بك مرة أخرى أيها الفاضل
وأنت تعتقد أن هذا الرب هو المسيح ... وأنا أعتقد أنه ليس المسيح
وأنت تعتقد أن هذا الرب ذو أقانيم ثلاث ... وأنا أعتقد أنه ليس كذلك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
وأنت تعتقد أن هذا الرب تجسد على هيئة إنسان ياكل الطعام ويمشي بين الناس ... وأنا أعتقد أنه لم يفعل وحاشا له أن يفعل
وأنت تعتقد أن هذا الرب صلب وقتل ودفن ثلاثة أيام ... وأنا أنزهه عز وجل عن كل ذلك
وأنت تعتقد أن هذا الرب يدعى (يهوة) ويصوره دينك على هيئة رجل كبير ذو لحية بيضاء وله جناحان ... وأن أعتقد أنه هو الله ذو الأسماء الحسنى وأنه ليس كمثله شيء ولا تدركه الأبصار
أنت تعتقد أن هذا الرب يجيبك إذا تشفعت عنده بأحد القديسين ... وأنا ليس بيني وبين ربي واسطة
أنت تعتقد أن هذا الرب قضى بأن أجرة الخطية الدم ... وأنا أعتقد أنه - جل شأنه - يغفر لمن يشاء ولا يبالي
أنت تعتقد أن هذا الرب حمل البشرية معصية أبيهم ... وأنا أعتقد أن الله عز وجل لا تزر عنده وازرة وزر أخرى
أنت تعتقد أن الرب لكي يسامح البشر كان لا بد أن يرسل إليهم إبنه الذي هو هو نفسه ليقتلوه فيغفر لهم ... وأنا أعتقد أن كل هذا المعتقد باطل بالكلية
أنت تعتقد أن الرب لما خلق السماوات والأرض في ستة أيام مسه التعب فاستراح في السابع ... بينما أنا أعتقد أن الله عز وجل خلقهن ولم يمسه نصب ولا لغوب
والكثير والكثير يمكن أن يقال يا صديقي في هذه النقطة ... فإن كنت مصرا على أننا نعبد نفس الإله فأنت وشأنك
أحب أن أوضح فقط أنني أؤمن أننا عبيد لنفس الإله ... لكننا لسنا عبادا لنفس الإله ... وإن الفارق بين التعبيرين كبير
وأحب أن أرسي قاعدة هامة جدا لما سيأتي إن شاء الله تعالى ... وهي معتقدنا نحن معشر المسلمين من أهل السنة والجماعة في دينكم وكتابكم الذي تقدسون
نحن نؤمن أن الله عز وجل أرسل جميع الرسل والأنبياء من لدن خلق آدم عليه السلام مرورا برسل الله الكرام سيدنا إبراهيم وسيدنا يعقوب وسيدنا داوود وسيدنا سليمان وسيدنا موسى وسيدنا عيسى بن مريم وغيرهم الكثير والكثير إلى بعثة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بدين واحد هو الإسلام
والدين - يا صديقي - طائر له جناحان ... العقيدة والشريعة
العقيدة هي الإيمان الذي يعقد عليه المرء قلبه ... وهذه لم تختلف بإختلاف الأنبياء والرسل ... وهذه العقيدة هي توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة وإثبات صفات الكمال له عز وجل ونفي المثيل والند والولد والوزير وأي شيء يحتاج إليه الحوادث للوجود
وأما الشريعة فهي بمثابة القوانين التي تحكم حياة المرء ... وهذه تختلف بإختلاف الأمة التي يرسل الله إليها هذا النبي صاحب تلك الشريعة ... فالله جعل لكل أمة شرعة ومنهاجا ... ولكن عقيدة الكل واحدة
ونحن نؤمن أن الله عز وجل أرسل نبيه الكريم موسى بن عمران عليه السلام بعقيدة التوحيد والشريعة المنزلة في التوراة ... وأرسل نبيه الكريم المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام بعقيدة التوحيد والشريعة المنزلة في الإنجيل ...
ووكل سبحانه وتعالى حفظ هذه العقيدة وتلك الشرائع وتلك الكتب المنزلة لأهلها فغيروا وبدلوا
أي أن لدينكم أصلا من الرب لكنه لما حرف عن هذا الأصل أرسل الله النبي الخاتم لكي يبين للناس ما بدله الناس ... وليتم به الرسالات ... وتعهد هو عز وجل بحفظ هذه الرسالة الخاتمة
سأعود وأتابع بعد قليل إن شاء الله عز وجل ... وأكرر شكري على أسلوبك الراقي وحوارك المهذب ... وأدعو الله ألا نموت إلا وهو عنا راض .
المفضلات