بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اقتباس
في رأيي ان قضية الاعجاز العلمي للكتب المقدسة هي محاولة فاشلة للتضخيم من شأن الكتاب المقدس ،اذ من الواضح ان هذا المسلك يحمل النص اكثر مما يتحمل
لقد أصاب هذاالموضوع الإسلام في السنوات الأخيرة أضرار بالغة وخطيرة
القران الكريم كتاب هداية وفية إشارات علمية لذا علينا أن نكون موضوعيين أولا، ومنسجمين مع أنفسنا ثانيا، وفاء لقدسية القرآن الكريم، وإبرازا لفاعليته البعيدة عن القراءة الإسقاطية، مما يعكس المبادئ والقيم والمقاصد التي جاء بها ولأجلها، دون أن نلجأ إلى مثل هذه القراءات التي كان من أبرز أسباب وجودها ردة الفعل تجاه التقدم العلمي في الغرب.
القرآن – من وجهة نظري كتاب هداية و عقيدة و قيم , و ليس كتاب علوم و جيولوجيا و طب , فليست المشكلة في القرآن بل المشكلة في عقول من يقرؤون القرآن و يدافعون عنه بهذا الشكل العاطفي المنفعل التلفيقي المضحك؟
كيف يمكن ان نقبل بهذا كله ونحن نعيش الألفية الثالثة وانجازات الحداثة في الهندسة الوراثية والتلاعب بالجينات وإنتاج اجنة التناسخ واكتشاف أشعة الليزر في تشخيص الأمراض وعلاجها وزرع الأجنة خارج الرحم، ناهيك عن الثورات الهائلة التي حدثت في مجال معرفة نشوء الكون واصله من خلال أساليب مستقلة لمعرفة تاريخ أقدم النجوم والقفزات العلمية المذهلة في مضمار الحاسوب والبرمجيات والاتصالات والمعلومات.... الخ
وإنا أعرف انني بردي هذا ربما قد أزعج بعض مدمني الفكر العاطفي للدين وعلي وجه الخصوص مدمني الاعجاز العلمي في جميع الكتب المقدسة المحفوظة والمحرفة (بين قوسين البعض فقط) الذين يعتبرون منهجهم من المقدسات التي لا يجوز المساس بها , ولكن دافعي الى ذلك هو حبنا جميعا للحقيقة ورغبتنا في نشرها بين الناس فمن تلقاها فهنيئا له بها ومن رفضها فالحقيقة باقية لن تزول مهما رفضها الرافضون وأنكرها المنكرون
لقد أصاب هذا الموضوع الإسلام في السنوات الأخيرة أضرار بالغة وخطيرة
بسبب من يدعون إلى بقاء هذا النوع من الفكر الديني الغريب انهم لا يشاهدون الماضي بعينين اثنين ، بل بعين عوراء واحدة ، ما يرغبون بتصديقه حسب هواهم ورغباتهم البعيدة كل البعد عن الحقيقة المؤلمة
إن الخطأ الذي وقع ضحيتَه بعض الاصدقاء هو الانجراف نحو العاطفة الدينية الأمر الذي يُخضِعهم لعبودية الصفات و المعادلات والتعريفات والأفكار الشخصية التي تجعلهم، ورغمًا عنهم، يفكرون ويتعاملون مع الآخرين بوصفهم وبصفتهم منتمين إلى عقيدة الحقيقة، ومن بعد ذلك ينتقلون إلي مرحلة تصنيف الناس بحسب انتماءاتهم إلى "أصدقاء" أو "أعداء". بل يختلفون ويتجادلون فيما بينهم ويغضب ونبسرعة ممن لا ينتمي إلي منهجهم ... وهذ السلوك من وجهة نظري يؤدي دائما الى تغذية روح الكراهية والتسلط والعنف ويسبب الاغتراب والضياع ويساهم في اندلاع النزاعات والخلافات بين جميع الباحثين عن الحقيقة .
لقد وضحت وهنا اقدم ملخص اخر بان "الإعجاز العلمي" يحتاج الي معرفة العلوم الطبيعية الكثيرة : مثل علوم الكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والجيولوجيا والعلوم النووية والذرية والكهربائية والنبات والحيوان والمواد والكمبيوتر وتكنلوجيا المعلومات . أو حتى علوم التاريخ والآثار وعلوم الإنسان (الأنثروبولجي) والاجتماع التي تزخر الإشارات عنها في القرآن الكريم .وهذه العلوم والمعارف الهائلة التي تتشعب إلى مئات المجالات المعرفية الدقيقة والمتخصصة التي تغطي أبحاثها أكثر من عشرة آلاف كتيب ومئة ألف مجلة علمية متخصصة حول العالم كما يوجد آلاف من النظريات والحقائق والاختراعات أبدعها الإنسان الآخر بدون الحاجة إلى الكتب المقدسة، أو أي كتاب ديني آخر. الكهرباء والميكانيكية وأشعة اكس، الفيروس والبكتيريا والخلية، النواة والجزيء والهرمونات، القنبلة الهيدروجينية والطيران والإرسال الرقمي، والـ - دي أن أي- وزراعة الأعضاء والاستنساخ، كلها ذات تطبيقات عملية يستفيد منها المسلم ايضا في كل لحظة من حياته...ولن تجد لأي من ذلك ذكرا في القرآن، أو في التوراة أو في الإنجيل أو في أي كتاب ديني آخر.. [وان كنت تجد ذكرالـ ياجوج وماجوج والجن، في النصوص الدينية للأديان التوحيدية ولكنك لن تجد ذكرا لـديناصورات] اختراعات لانهائية من إبداع الإنسان الذي لا يقرأ القرآن، يمكن أن يبدعها أيضا الذي يقرأ القرآن، لو درس العلوم الطبيعية بدلا من "العلوم" اللاهوتية.. أو لو درسهما معا من خلال ربط العلم والإيمان .ويمكن "لعلماء" الدين الاهتمام بالجانب الأخلاقي في الدين.. المحبة والغفران والصدق في المعاملة والتسامح.. والمبادئ التي تؤكد عليها ثقافة إنسان اليوم.. من العدالة والمساواة والحرية
تحياتي للجميع وشكرا لصاحب المقال واعتذر لمن ازعجة ردي
يكون كلامك سليما في حالتين
اذا كان الباحث عن الاعجاز العلمي يريد ان يثبته في غير القران الكريم والسنة المطهرة
فلا علاقة بين العلم وكتب غير المسلمين
هذا اولا
اما ثانيا فيكون اذا حاول التحدث عن الاعجاز العلمي في القران والسنة غير العلماء بالقران الكريم والحديث الشريف
الى جانب تبحرهم في مجالاتهم العلمية البحتة
وقد يعوض ما سبق العمل الجماعي مثل يحدث في هيئة الاعجاز العلمي
والتي تضم علماء في كافة التخصصات الى جانب علماء الدين
ثالثا لايكون الحديث عن نظريات متغيرة مع التقدم العلمي
بل واجب ان يكون مع ما اصبح حقيقة دامغة لا لبس فيها
اما عن اثر الاعجاز العلمي على الدعوة الى الله
فلا شك انَّه كان من اهم اسباب هداية الكثير من علماء الغرب
اخيرا القران الكريم والسنة المطهرة شاملة لكل كبيرة وصغيرة في حياة المسلم و في نومه وحتي في مماته
فشرع الله تعالى هو الحاكم على حركة المسلم والضابط لتلك الحركة
وما نراه من ظلم وفجور يعم الكون مرجعه الى عدم انضباط حركة المسلمين بشرع الله تعالى
ولو فعلوا لكانوا في المقدمة دينا وخلقا وعلما وقوة ....الخ
ولصاروا كما كانوا اسياد العالم
المصيبة انَّ اعداءنا علي يقين من هذا
ولذا يتعاونون على هدم العقيدة وثوابتها في نفوسنا
بينما الكثير من ابناء الاسلام ينجرفون خلفهم
ناعقين بما يقول اعدائهم ومحاربين لدينهم
فبالله كيف يرجون الخير ممن يكيدون لهم ليحطموا مصدر قوتهم ؟
هل هؤلاء يعقلون ؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
اهلا بك ومرحبا
المفضلات