وكيف أنَّ قوله تعالى " الر" غيرَ واضحة ؟؟؟!!!
آه !!! ألأنكَ سألتَ ما معناها ؟ ثمَّ ثَنَيتَ بالحكمِ بِألا معنى لها لدرجة أنكَ قلتَ أَنَّهَا غير وَاضِحَة !!!
عموما حتى لا اطيلَ، لي عليك تجاه ما سألتَ أمرين،
الأمر الأول مكون من عدة نقاط: وهى على قولكَ كيفَ أنه مُبين و"الر" غير واضحة فأُعلِق أنا على هذه بما يلى :
1ـ قوله تعالى " الر" حروف مقطعة وهذا من أسرار اللغة العربية [وهذا فى حد ذاته معنى معين]أن يكون فى اللغة سر للغويين وفقط لايعلمه إِلا المختصين، لا سيما أن يكون سراً للهِ تعالَى فى كتابه،
فَبِهِ يُعجِزُ اللهُ تعالى الخلق أجمعينَ، ويَمتَحِنُ به الْمُتقِين، لِيَعمَلُوا بِمُحكَمِهِ، وَ يُؤمِنُوا بِأَوَامِرهِ،
وَ يَترُكُوا للهِ العِلْمَ بِمُتَشَابِهِهِ.
الدليل:: " هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ . وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ" ولهذا لا نقولُ إلا " رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ. رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ "
2 ـ ترتيب الأية الكريمة كما يلى " الر " ثمَّ لفظة " تلكَ" ثمَّ لفظة "أيات" ثمَّ لفظة " الكتاب " ثمَّ لفظة " وقرأنٍ مُبينٍ " ولو فقهت قليلا لعلمت أن لفظة " تلكَ" إشارة لما هو آتٍ لما لما هو سابق. أي ما هو آتٍ بعدَ لفظةِ " تِلكَ" هو مُبين أي ظاهر جَلِىّ وأول ذالك أنه ربما يود الكفار لو كانوا مُسلمين حُبَاً فى الإسلام، وَ لِيُسْرِه، ولكن يمنعهم من ذالكَ ما جُبِلُوا عليه ومن يعيشون في أوساطهم كَحالتُكَ أَنتَ، فإنكَ لو ـ مثلا ـ فهمتَ وأردتَ الإيمانَ باللهِ ورسلهِ فهل ستخاف قومكَ ام ستخافُ اللهَ وفقط!!!!
فلفظة "تلكَ " إِشارة لما هو آت لا لما سبقَ و" الر " لفظة سابقة .
3 ـ لفظة " أيات " تطلق على مجموع كلمات ذات دلالة حكمية عملية واجب العمل بها لا دلالة لفظية وفقط، يعنى معنى لفظة "أيات " : مجموع كلمات تعطى معنى ما و" الر " لفظة واحدة لا مجموعة ألفاظ .
4 ـ لفظة " الكتاب" يُرَادُ بها ما بين دفتى الكتاب أى من مبدءِ سورةِ الفاتحة بالبسملةِ إِلَــى منتهى سورةِ الناسِ فليس المرادُ بها لفظة "الر" وفقط . ـ ابتسامة ـ
5 ـ قوله تعالى " وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ " صِدْقٌ " ومَن أَصدَق مِنَ الله قِيلا " و هو فعلاً قرأن مُبين واضحٌ جَلِىّ، وهذا ما يجرنى للأمر الثانى ألا وهو،
الأمر الثانى : أَذكرُ لكَ معانى قوله تعالى "الر" وما شابه من مثلِ "الم"، و "المص"، و "حم . عسق " ...إلخ،
ففي هذا معانٍ جَمّة كثيرة أَذكُرُ منها الآن مختصراً...
1ـ هذا سِرُ اللهِ في قرأنه [وهذا معنى عميق جداً جداً لا يعقله إلا العالمون" وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ"] وممن قال هذا القرطبى وكذا غيره ـ رضى الله عنهم وعنَّا وهدانا إليهِ ـ وهو الأصح .
فإن الصانعَ الحكيمَ إذا صنع شيئا ما أو قال شيئاً ...إلخ تركَ سرا بصنعته، فلا يخبرُ بها العوام أبدا، هذا الصانع الحكيم، فما بالكَ باللهِ تعالى خالق الخلق ورازق الرزق !!! ـ سبحانه وتعالى ـ
2ـ من العلماء من فسرها بانها أسماء السورِ، أي فيقالُ ـ مثلا ـ اقرأ يا بُنيّ سورةَ " الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ " عوضاً عن قولهِ اقرأ يا بُنَيّ سورةَ الحجرِ ...إلخ، وهذا يفعله القراء كثيرا امتحانا للمتعلمين على أيديهم حفظَ كتابَ اللهِ تعالى لأن ـ مثلا ـ لأن مطلع سورة النمل " تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ "، وهذا كثير منه فى القرأنِ، قاله معناهُ الزمخشري وقال : وهذا الذي عليه أكثر المفسرين للحروف المقطعة أى انه اسم للسور، وهو رأي صحيح، ولا يُخالِف الإسلام.
3ـ قال جمعٌ مِنَ العلماءِ : هو للإعجازِ عنِ الإتيانِ بمثلهِ، وهو رأى قوى جدا وصحيح جدا، و حتى لا أطيلَ فى هذه أنقل في هذا قولَ بن كثيرٍ فى تفسيره للقرأنِ العظيم مختصراً، قال ـ رضى الله عنه ـ مَعَ العلم بِأنَّ ما بين القوسين هكذا [ـ] من كلامى أنا كمثال ومُظَلَل بهذا اللون.
وهذا رأى صحيح مُتقن واضح بالاستقراءِ لِمَن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .اقتباسإنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها، حكاه الرازي عن المبرد وجمع من المحققين، وحكاه القرطبي عن الفراء، وقرره الزمخشري ونصره أتم نصر، وإليه ذهب الإمام ابن تيمية وشيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي .
قال الزمخشري: ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن، وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت، كما كررت قصص كثيرة، وكرر التحدي الصريح في أماكن، وجاء منها على حرف واحد مثل {ص} وحرفين مثل {حم} وثلاثة مثل {الم} وأربعة مثل {المص} وخمسة مثل {كهيعص} لأن أساليب كلامهم منها ما هو على حرف [مثل أَ بمعنى نعم ]وعلى حرفين [مثل صَهْ أى اسكت عن الكلام في هذه النقطة وفقط ] وعلى ثلاثة [مثل صَهٍ أى اسكت عن الكلام مطلقا ] وعلى أربعة [وهو كثير ] وعلى خمسة لا أكثر من ذلك.
قال ابن كثير: ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن، وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء في تسع وعشرين سورة مثل: {الم ذلك الكتاب لا ريب فيه}بالبقرة، {الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق} بآل عمران، {المص كتاب أنزل إليك}بالأعرافِ، {الم كتاب أنزلناه إليك} {الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه} {حم تنزيل من الرحمن الرحيم} وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر.
4ـ قال بعض العلماء : هذه حروف أَرْغَمَ اللهُ المُشركين سماعَ القرأنِ بِهَا، فقد كان المشركون يأمرون بعضهم البعض ألا يَسمعوا لهذا القران أبداً، وإذا ما سمعوه غصبا عنهُم وقسراً فعليهم أن يَلغَوْا فيه حتى لا يسمعه أحد أبدا !!! وهو قول الله تعالى " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِوَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " فأرادَ اللهُ ـ سبحانه و تعالى ـ أن يسمعهم قسرا [غصبا عنهم] فأنزلَ الله تعالى كلاما من جنس كلامهم، وحروفاً من جنسِ حروفهم ولا يعرفونَ معناهُ !!! وهم أربَاب الفصاحةِ والبلاغة، ـ وإن كان له معانٍ عديدة ـ ولما كانت العرب لاسيما عرب قريش كانت أعربُ النَّاسِ وأبلغهم وأشدهم فصاحةً، وكانوا يعرفون لا أقول لكل كلمة معانٍ وإنما بل ولكلِ حرفٍ معانيه[فللحروف فى اللغة العربية معانٍ عديدة فما بالكُم بالكلماتِ]،
المهم : لما كانت العرب تعرف كل هذا، وكانت تعرِفُ ان عَجِزَ الكلامِ يشرح صدرهُ [أى: نهاية الكلام يشرح أوله، كما إذا لم يفهم احدنا كلاما قالَ : أنتظر حتى نفهمَ منه...إلخ وهكذا فالصدر هو بداية الكلام، والعجز هو نهاية الكلام ] فكانت العرب إذا ما سمعت النَّبيَّ يقول مثلا " الم " كانت تتنظر لتسمع ما يريد النَّبىّ محمد أن يقولَه لأن العجز يشرح الصدرَ،
وبِهذِهِ الكيفية [ورود الحروف المقطعة بمطلع السور] أَسمَعَ الله الناسَ كلامه وإن أَبَوا هُم أن يسمعوهُ .
أَفَلا يُدَلِلُ كُلُ هَذا يا / jesus is alive
على أنَّ هذا الكتابَ فعلا من عِندِ اللهِ تَعالَى !!!!!!!
ثُمَّ أَلا يُدِلِلُ على أنه فعلا مُبين يأتى بقلوب العبادِ ـ وإِن كانوا كافرينَ ـ لا بأجسادهم وفقط !!! وهو الذي حدث مع كفارِ قريش الغلاظ .
فسبحان الله تعالى .
ثُمَّ ألا يُدِلِلُ كلُ هَذَا على أنَّ للحروفِ المقطعةِ مَعَانٍ عِدة وإن جهلها كَثِير.
أنتظِرُ رَدَكَ يا / jesus is alive وتعقيبكَ، كما أتمنى منك أن تقرأه بوعى، فالحق أبلج والباطل لجلج، فأيهما ستتبع ؟
وهذا ما جادت به قريحتى الآن، " ... فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ ..."
والحَمدُ لِلهِ بدئَاً وَ مُنتَهَاً، فَالحمد لله بدءا قبلخلقي ؛ ومنتهاً بعد موتي ! والشكر لَهُ كَذَالِكَ، فكل شيئ منه وإليه إلا الشر فمني ومن الشيطان واللهُ منهُ براء .
المفضلات