رحلة الإيمان من المسيحية إلي إسلام

[الناصح]

ا - تحدى يسوع اليهود في مواضع ثلاثة وهي :


1- ( ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا)[1].


2- (قال لهم يسوع أيضا أنا أمضي وستطلبونني وتموتون في خطيتكم.حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا)[2].


3- " يا أولادي أنا معكم زمانا قليلا بعد.ستطلبونني وكما قلت لليهود حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا أقول لكم أنتم الآن)[3].


ب- يسوع مطمئن الى رعاية الله وحفظه اياه فيقول:


( والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لإني في كل حين أفعل ما يرضيه")[4].


ج- يسوع يدعو الله أن ينجيه


وكان يصلي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس . ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت " [5]وذلك ، عندما أيقن أن أعداءه متآمرين على قتله وإخماد حياته قال لهم يسوع " تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله "[6]


أعلن لتلاميذه قائلا:


-" فقال لهم نفس حزينة جدا حتى الموت . امكثوا هنا واسهروا ، ثم تقدم قليلا وخر على وجهه على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن "[7]


وإنه طلب من التلاميذ أن يسهروا على سلامته وحمايته من أعدائه وإنه الذي لا يهاب أحدا ولا يخشى في الحق لومه لائم مع جسارته هذه وإيمانه الوطيد بالله حافظه ومنجيه مع هذا احتاط لنفسه لمواجهة سافرة مع أعدائه فقال لتلاميذه " فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك . ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتري سيفا .لأني أقول لكم إنه ينبغي أن يتم في أيضا هذا المكتوب وأحصى مع أثمة . لأن ما هو من جهتي له انقضاء .فقالوا يارب هوذا هنا سيفان .فقال لهم يكفي"(إنجيل لوقا 36:22-38) ثم تقدم قليلا وخر على الأرض وكان يصلي قائلا " وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك.فاجز عني هذه الكاس.ولكن ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت.(مرقس 36:14).


انتقلت بعد ذلك


د- هل قتل يسوع على الصليب أم رفعه الله إليه وصلب الخائن عوضا عنه ؟؟؟


إن نظرة واحدة نلقيها على الأصحاحات الأخيرة من الأناجيل الأربعة نجد أن يسوع كان في كرب شديد وحزن أشد فكان يصلي لدرجة " وإذ كان في جهاد كان يصلّي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض."[8] (لوقا 44:22)


وخرج من الصلاة ليواجه الجند وخدام رؤساء الكهنة بقيادة يهوذا الأسخريوطي الخائن :


" فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون. أجابوه يسوع الناصري.قال لهم يسوع أنا هو.وكان يهوذا مسلمه أيضا واقفا معهم. فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض" ( يوحنا 4:18-6) تأمل وتدبر في تأن لهذا النص الكتابي وسيؤدي بنا إلى الوصول إلى حقيقة علمية ظلت خافية على الكنيسة ألفي سنة ، ولئن كانت غامضة على الكنيسة منذ أن رفع الله يسوع إليه ، فأن القرآ ن الكريم أعلنها واضحة جلية لقول الله سبحانه: {" َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}( النساء 157-158).


جاء في النص من إنجيل يوحنا (6:18):


"فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا الى الوراء وسقطوا على الأرض"


وهنا نتساءل : ما الذي قذف في قلوبهم الرعب حتى رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض؟

ولما كانت الأناجيل الأربعة من وجهة نظر رجال اللاهوت المسيحي تعطي صورة كاملة لشخص يسوع من أربعة زوايا تكمل بعضها البعض .
فإننا نعود الى إنجيل من الأناجيل نبحث عن قرينة مماثلة. ولعلنا قد وجدنا الحل في إنجيل لوقا حيث جاءت بشارة السماء بمولد يسوع فيقول لوقا :

" وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك لا تخافوا.فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب"(لوقا 8:2-10)


فإذا أخذنا العدد التاسع من الاصحاح الثاني من إنجيل لوقا ووضعناه بين قول يسوع " إني أنا هو" وحركة الجند في رعب هكذا: فلما قال لهم إني أنا هو .(وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما) فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض ".(يوحنا 6:18ولوقا 9:2)


وظهر له ملاك من السماء يقويه لوقا 22(40-43)لماذا ظهرله الملاك ؟؟؟ هل لكي ينقذة أم يسلمة الى الصليب؟؟؟ولماذا كان يدعوا ويصلي لكي ينقذة ؟؟؟؟


وللتدليل على هذه الحقيقة تصريحات المقبوض عليه :


" ولما كان النهار إجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة والكتبة وأصعدوه الى مجمعهم قائلين : إن كنت أنت المسيح فقل لنا . فقال لهم : إن قلت لكم لا تصدقون . وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني .منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسا عن يمين قوة الله " ( لوقا 66:22-69)يحدد منذ الآن في هذه اللحظة ولم يقل سوف يكون ولكن الآن دليل على أن المقبوض عليه ليس هو المسيح وإذا كان المقبوض عليه هو المسيح فلماذا يسألوه وهم في حيره من أمرهم( إن كنت أنت المسيح فقل لنا )

8- وتحققت تنبؤات الكتاب المقدس بنجاة يسوع:

- " لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك" ( مزمور 11:91-12)

- " الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت وسمع له من اجل تقواه " (العبرانيين 7:5) [9]

ثانياً : من القرآن
· دحض شبهة الصلب من القرآن .
1- وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} النساء 157-158
وختمت المحاضرة في تفنيد شبهة طبيعة المسيح .
أولاً : من الإنجيل
1- سمعتم أني قلت لكم أنا أذهب ثم آتي إليكم.لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى ألآب.لأن أبي أعظم مني. يوحنا 14 : 28
2- ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.( يوحنا 8 : 40 )
3- وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا. فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. انظروا يديّ ورجليّ أني أنا هو.جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه. وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم أعندكم هاهنا طعام. فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل. فأخذ وأكل قدامهم لوقا 24 ( 36-43)

ثانياً : في القرآن الكريم
1- (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}( المائدة 77 )
2- ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} النساء 171
3- (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المائدة 73
كانت المحاضرة الثانية لها أثر شديد لأنني أثبت فيها بالدليل القاطع أن المسيح عليه السلام لم يصلب ولم يقتل ، وذلك من الأناجيل ذاتها وبناء عليه فإن كل ما بني علي الصليب فإنما هو باطل .. وكل ما بني علي الباطل فهو باطل . لأن الله وحده قادر أن يغفر للإنسان والآيات الكريمة تؤكد أن الله سبحانه – غفور رحيم . إن المسيح عليه السلام في الإنجيل قد نادي بالتوحيد ، ولم يدع أنه ابن الله أو أنه الإله المتجسد ، أو ما شابه ذلك . ولقد أكد المسيح عليه السلام – أن الروح القدس ملك من ملائكة الله سبحانه وتعالي لم يقل المسيح أبداً إن هذا الروح هو الأقنوم الثالث إذ أنه الهيئة الثالثة لله سبحانه وتعالي .إن الإنسان العاقل حينما يفكر بعقله يجد أن التثليث يتنافى تماماً مع العقل والعلم والتوحيد الخالص .
فحين تحدثت في أسيوط ، فإني أقرر حقاً أمام حضراتكم وهو أن سبعة عشر من شباب جامعة أسيوط قد أعلنوا إسلامهم بكل قوة وبكل جراءة(1) وكما واجهتني مشاكل عنيفة في بدء دخولي الإسلام ، فقد واجهتني نفس المشاكل ، إذ تولت الكنيسة إثارة الجهات المسئولة ضدي ، حتى إن وزارتي الأوقاف والداخلية طلبت منى أن أكف عن إلقاء هذه المحاضرات ، وإلا تعرضت لتطبيق قانون الوحدة الوطنية ، متهما بالشغب وإثارة الفتنة وقامت قيادة الكنيسة الأرثوذكسية بإبراق تلغرافا رأيته بعيني بحجم صفحة الفلوسكاب ينددوا بي ، ويعتبروني إنسانا مغرضاً أتاجر بالدين ولمن كان التلغراف ؟؟ لرئيس الجمهورية بالذات ، يحذروه ويهددوه بأن إبراهيم خليل سيسبب فتنه طائفية في مصر ومن رئيس الجمهورية تدرج الموضوع إلي رئيس الوزراء إلي وزير الأوقاف إلي وكيل أول وزارة الأوقاف الذي استدعاني وقال لي بالحرف أنا مكلف بأن أبلغك أن تكف عن الدعوة من يقول ذلك الكلام ؟؟ إنه وكيل وزارة الأوقاف .
قلت له : أنا ما دخلت الإسلام حتى أنال قرشين كل شهر ولكنى دخلته حتى أشرب فأسقى .
كنت أتمنى من قيادة الكنيسة بدل أن توجه لي كيل من الاتهامات أن ترسل لي طلب بالمناظرة فما يحج الدليل إلا الدليل وما يحج العلم إلا العلم .
عندما كنت نصرانيا كان اعتقادي وهذا اعتقاد المسيحيين هو عدم الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويعتبر نبي كذاب ولا نؤمن بالقرآن لأنه يعتبر من تأليفه ونعتبر المسلمين يدينون بدين وثنى ومع ذلك نرى معاملة وتآخى من المسلمين ( لكم دينكم ولي دين ) بل يعاملوننا ( أهل كتاب ) ويحافظون علينا تساءلت يومها لماذا أتهمهم بهذه الاتهامات ؟؟ عندما تحصل علي هديه ثمينة وتفرح بها إذا كنت طماعاً لا تريد أن يحصل عليها غيرك أما إذا كنت تحب الآخرين فستتمنى أن ينالها الناس جميعاً .
إنها حلاوة الإيمان فكنت أتمنى أن يعرف الناس جميعاً الحق الذي هداني الله إليه وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .

[1]- يوحنا 34:7

[2]- يوحنا 21:8

[3]- يوحنا 33:13

[4]- يوحنا 29:8

[5]- متى 39:26

[6]- يوحنا 40:8

[7]- مرقس 34:14-35

[8]-وتعبير "جهاد" فى أصله اليونانى يعنى أنه كان فى حالة تضرع الى الله شديد بكل قواه. كان يصلى "بأشد لجاجة" أي بأشد تقربا إلى الله .

[9] - أي أن الله بعد أن تضرع المسيح له بأن ينقذه من الموت إستجاب له بأن أرسل ملاك قذف في قلوبهم الرعب حتى أنهم سقطوا على الأرض وحمله الملاك ولكن عندما قاموا لم يجدوا إلا الخائن الذي إحتاروا في أمره وكانوا يشكون فيه ولكن لكي ينال جزأة

(1)مناظرات بين الإسلام والنصرانية ص495-496 وتسجيلات صوتيه بصوت الشيخ ابراهيم خليل احمد.
يتبع