وهذه المخطوطات القديمة ، وغيرها كثير ، تطهر :
(أ) أن مخطوطات الكتاب المقدس أكثر جداً من مخطوطات أى كتاب قديم آخر
(ب) أن تاريخ المخطوطات الموجودة عندنا قريب جداً من تاريخ كتابة النص الأصلى ، إذا قارنا ذلك بأى مخطوطة أخرى لأى كتاب قديم
ويقول العلامة ف ز هورت الذى قضى 28 سنة فى دراسة نصوص العهد الجديد : " إن الكثرة من مخطوطات العهد الجديد والتى يعود الكثير منها إلى العصور الأولى التى تكاد تتصل بتاريخ كتابة النص الأصلى ، تجعل نص العهد الجديد يقف فريداً بين كل الكتابات الكلاسيكية القديمة ، ولا تدانيه فى ذلك أى كتابات أخرى "
: يرجع تاريخ أقدم مخطوطة للعهد القديم إلى القرن الأول الميلادي أو ربما القرن الثاني ، وهي جزء من مخطوطة مطكتوبة على ورق البردى تُعرف باسم " بردية ناش " وتشمل الوصايا العشر كما نجدها في الإصحاح الخامس من سفر التثنية ، وكذلك : " اسمع يا إسرائيل ... " ( سفر التثنية ، الإصحاح السادس ، والآيات من 4 – 6 ، وهي التي بمثابة إقرار إيمان شعب الله القديم . كما عثر أيضاً على أجزاء كثيرة من العهد القديم ، والتي يعود بعضها إلى القرن الخامس الميلادي التي اكتشفت في مجمع اليهود بحي مصر القديمة بالقاهرة . على أن أهم المخطوطات ذات الشأن التي كانت بين أيدينا قبل اكتشاف مخطوطات البحر الميت عام 1947 هي ما يلي
- مجلد القاهرة Cairo Codex الذي اكتشف في مجمع اليهود بمصر القديمة بالقاهرة ويشمل كتابات الأنبياء وتاريخ كتابته سنة 895 ميلادية
- مجلد ليننجراد الخاص بالأنبياء ويشمل نبؤات أشعياء وأرمياء وحزقيال والأنبياء الصغار الاثني عشر ، وتم نسخه عام 916 ميلادية
- مجلد حلب الذي يشمل العهد القديم بكامله وتاريخ كتابته 925 ميلادية
- مجلد المتحف البريطاني وهو يشمل الكتب الخمسة الأولى وتاريخه 95. ميلادية
- مجلد روشلين الذي يشمل الأنبياء ، وقد تم نسخ هذا المجلد عام 1105 ميلادية
- مجلد ليننجراد الذي تم نسخه عام 1108 ميلادية ، ويشمل العهد القديم كله
وهناك أيضاً بردية ترجمة يونانية لحوالي خمس عشرة آية من سفر التثنية تعود بنا إلى القرن الثاني الميلادي وهي موجودة في مكتبة جون رايلاندز في مانشستر بإنجلترا
إلا أن مخطوطات البحر الميت ( قمران ) والتي اكتشفت في منطقة خرائب قمران في الساحل الشمال الشرقي لمدينة القدس ، وضعت بين أيدينا درجين لسفر أشعياء أحدهما يشمل النص كاملاً ، ويعود للقرن الثاني قبل الميلاد ، والدرج الآخر ضاعت بعض أجزائه ، ومعه نص سفر حبقوق وتفسير له . وقد اكتشفت كل هذه في الكهف الأول .ودأب علماء الحفريات والبدو على البحث والتنقيب في هذه المنطقة ما بين سنة 1952 و سنة 1956 واكتشفوا مزيداً من النصوص في عشرة كهوف أخرى فوجدوا في الكهف الحادي عشر 41 مزموراً من المزامير التي بين أيدينا اليوم ، كما اكتشفوا أجزاء من أكثر من مائة درج أخرى تشمل بعض الآيات من كل أسفار العهد القديم ما عدا سفر أستير
وتعود هذه المخطوطات إلى القرنين الأول والثاني قبل الميلاد . ويلاحظ كل من يدرس هذه النصوص أنها تتطابق مع بعضها تطابقاً كاملاً مع النص الموجود بين أيدينا اليوم ، فيما عدا بعض الاختلافات الطفيفة التي يتوقع المرء أن يجدها نتيجة نقل مخطوطة عن مخطوطة أخرى على مدى قرون طويلة
المفضلات