وفي صدد سفر أيوب .... وفي أحد المواقع التبشيرية .....
قرأت لكم هذه السطور في الرد على الشبهة التي قد تنتج عن هذا السفر :

جاء في ( Job_2:3) فقال الرب للشيطان: هل جعلت قلبك على عبدي أيوب لأنه ليس مثله في الأرض، رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر، وإلى الآن متمسك بكماله، وقد هيَّجتَني عليه لأبتلعه بلا سبب , ولكن يناقضه ما جاء في ( Pro_12:21) لا يصيب الصدِّيق شر, أما الأشرار فيمتلئون سوءاً , يقول الكتاب إن الصدِّيق لا يصيبه شر, كما يقول إن أيوب البار كابد آلاماً لا مزيد عليها, فكيف يمكننا إذاً التوفيق بين ( Pro_12:21) وتاريخ أيوب, والحل موجود في مدلول كلمة شر التي معناها في سفر الأمثال ضرر أو أذى , فهل أصاب أيوب شرٌّ بهذا المعنى؟ كلا البتة! فيجب أن لا يغيب عن ذهننا أن آلام أيوب كانت وقتية، وأنها قد زادت معرفته عن الله وطرقه، وكانت له أيضاً مطهِّرة وممحِّصة بل كمجرى انحدرت له فيه قوة وأفراح لم يسبق له أن اختبرها, وتأييداً لهذه الحقيقة يقول بولس في ( Rom_8:28) كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله , والقول كل الأشياء هنا يشمل الآلام التي يسمح بها الله, فيمكننا إذاً أن نقول إن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يصيبه ما يقال له شر , حقاً إن نصيب أيوب كان ظاهره آلاماً مرة ولكن إلى حين, وفي الواقع أن نصيبه كان أسعد وأسمى نصيب, الأمر الذي يتضح من نهاية سفره, أيوب إذا هو الصِّدِّيق الذي سمح الله للشيطان أن يمتحنه، ولكن لن يصيبه الشر في النهاية, لقد أثبت الله أنه يرعى أتقياءه، فحفظ أيوب من أن يجدّف على الله ويكفر بالرغم من شدة بلواه, صحيح أن أيوب لعن يوم مولده، ولكنه لم ينسب لله لوماً, لقد تمنى الموت لنفسه لكنه اعترف بضعفه أمام قوة الله، وبحقارته أمام عظمة الله, ويخرج أيوب من تجربته وهو يطلب رضا الله وغفرانه, وردَّ الربُّ إلى أيوب ما ضاع منه بعد أن صلى لأجل أصحابه، وزاده من كل شيء ضعفاً، إلا الزوجة, وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من بدايته, ولم يتمكن الشر من أيوب في النهاية، فالشر لن يسود الصدِّيق،لأنه تحت النعمة .

ويا لسذاجة التفسير المستخف بالعقول ....
ان المفسر يحاول التقليل من آلام أيوب بوصفها آلاما وقتية ....
وعليه .... فان آلام يسوع كانت أيضا وقتية ....
كم مضى على يسوع وهو يتألم ....
وكم مضى على أيوب وهو يتألم !!!!!!!!!!

أما بالنسبة لقول المفسر أن الله سمح للشيطان أن يختبر أيوب .....
فانه قول ناقص متهرب .....
ارجعوا للنص ....
الرب يقول للشيطان معاتبا : هيجتني عليه بلا سبب !
اذن الرب هاج .... والسبب من الشيطان .... النص واضح .....
والهيجان دليل مشاركة .....
لأن الرب لو أنه سمح للشيطان أن يختبر أيوب ....
فما كان الرب هائجا على أيوب مع تجربة الشيطان .....
كما أن الرب لم يجد سبب لهيجانه !!!!!!!
وهذه الكارثة ....
الرب يعترف بخطيئته ....
لأن الرب مدح أيوب ....
وجاء الشيطان يقترح على الرب فكرة تثبت خطأ الرب بالحكم على أيوب .....!

أستغفر الله القدوس من هذا الكلام .....
ولا حول ولا قوة الا بالله ....

أطيب أمنياتي للنصارى بالهداية .