أخى الكريم سعد
هناك دليل يؤيد وجهة نظرك و دليلان يعارضانه
و أحب أن أعرضهم عليك لأسمع رأيك
فأما ما يؤيد
فهو أن اليهود كانوا قبلها بأيام طبقا للإنجيل يستقبلون السيد المسيح و هو داخل أورشليم و يهتفون مبارك الآتى باسم الرب
و من الصعب أن ينقلبوا بعدها بأيام ليطالبوا بصلبه فالمنطقى أن يطالبوا بالعفو عنه
أما ما يعارض
أولا
لو كان من المعروف أن اليهود طالبوا بإطلاق سراح المسيح فلم شاع بتلك الطريقة أنه قد صلب؟
ثانيا
وهو الأهم
قوله تعالى
و لكن شبه لهم
أى أن اليهود ظنوا أنهم صلبوا المسيح
فلو كانوا قد طالبوا بإطلاقه و أطلقوه فما معنى شبه لهم؟
و جزاك الله خيرا يا أخى و بارك فيك و أكرمك
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات