يقول النصارى: إن المسيح كائن من الله فيكون أبنه أزلي المنبثق منه و يستدلون بما يلي:

•ما ورد بإنجيل يوحنا 7/29 من قول منسوب للمسيح ((أنا أعرفه لأني منه))
•ما ورد بإنجيل يوحنا 13/3 عن المسيح (( و أنه من عند الله خرج ))
•ما ورد بإنجيل يوحنا 16/30 قول منسوب للتلاميذ (( لهذا نؤمن أنك من الله خرجت ))


الرد على زعمهم الباطل :


)- إن التراكيب السابقة جرت علي اصطلاح اليهود وقت بعثة المسيح عليه السلام إليهم, هذا الاصطلاح جرى على نسبة الأشياء الخيرية الله, و هي نفس الاصطلاحات السابقة على بعض الأنبياء المؤمنين بدليل التالي:

•ما ورد بسفر التكوين 23/6 كما قال بنو حث لإبراهيم ((أنت رئيس من الله ))
ما ورد بإنجيل يوحنا 18/37 من قول منسوب للمسيح (( و كل من هو من الحق يسمع صوتي ))
•ما ورد برسالة يوحنا الأولى 4/4 عن بعض المؤمنين (( أنتم من الله أيها الأولاد ))
•ما ورد برسالة يوحنا الأولى أيضا 4/6 عن نفسه و المؤمنين (( نحن من الله ))
•ما ورد برسالة يوحنا 4/1 (( لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله ))
•ما ورد برسالة يوحنا الأولى 4/7 (( و كل من يحب فقد ولد من الله ))
•ما ورد برسالة يوحنا الأولى 5/18 (( بل المولود من الله يحفظ نفسه ))
2) وكما بالعكس تنسب الأشياء الشريرة للشيطان عليه أللعنة, أو كما يدعي عندهم وقتئذ بإبليس و الأمثلة على ذالك:

•ما ورد برسالة يوحنا الأولى 3/8 (( من يفعل الخطية فهو من إبليس ))
•ما ورد بإنجيل يوحنا 8/44 (( أنتم من إبليس ).
•ما ورد بإنجيل يوحنا 9/16 قول بعض الفرسيين إنكاراً منهم للمسيح (( هذا الإنسان ليس من الله, لأنه لا يحفظ السبت ))
•ما ورد بإنجيل يوحنا 9/33 عن قول من آمن بالمسيح من اليهود (( لو لم يكن هذا من الله, لم يقدر أن يفعل شيء ))
•ما ورد بإنجيل يوحنا 7/47 من قول المسيح لليهود (( الذي من الله كلام الله, لذالك أنتم لستم تسمعون لأنكم لستم من الله ))
إن أصل قول المنسوب للمسيح في 7/28-29 من إنجيل يوحنا و هو ((فنادى يسوع وهو يعلّم في الهيكل قائلا تعرفونني وتعرفون من أين أنا ومن نفسي لم آت بل الذي أرسلني هو حق الذي انتم لستم تعرفونه. أنا اعرفه لأني منه وهو أرسلني ))
فبناء على ما ذكرناه سابقاً يكون المعنى لقوله (( لأني منه )), أي أنني جئت من قبله,
لا من نفسه بدليل قوله بعد ذالك (( ومن نفسي لم آت )), أي أنني مرسل منه, بدليل قوله بعد ذالك ((بل الذي أرسلني هو حق ))

أو يكون المعنى لعبارة (لأني منه ), أي لأني من عند بدليل قوله فيما ورد بإنجيل يوحنا 16/28 من قول المسيح (( خرجت من عند الأب ))

أو يكون المعنى للعبارة المذكورة (لأني منه )) أي لأني من قبل بدليل قوله فيما ورد بإنجيل يوحنا 8/42 (( خرجت من قبل الله ))

و النتيجة لكل ما تقدم:
 أنه لا يقتضي عبارة (( لأني منه )) أن يكون المسيح أقنوما من الله مساوياً له
هذه النتيجة و هذا المعنى الثابت لا جدال فيه, و إلا كان بنو حث, و هؤلاء المؤمنين المشار إليهم فيما سبق الخيريين و المنسوبون الله أنهم أقانيم هم أيضاً و أنهم أجزاء منه مساوون له في الجوهر, أو أن هؤلاء المنسوبون لإبليس أنهم أجزاء منه مساوون له في الجوهر.


3)إن قول التلاميذ (( لهذا نؤمن أنك من الله خرجت )) الوارد بإنجيل يوحنا 16/30 أفصح منه و أوضح قول السيد المسيح نفسه:
وارد فإنجيل يوحنا نفسه 16/27-28 وهو ((لان الآب نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتموني وآمنتم أني من عند الله خرجت. خرجت من عند الأب وقد أتيت إلى العالم وأيضا اترك العالم واذهب إلى الأب))
و مما لا جدال فيه أن معنى (( و أذهب إلى الأب )) يفسره قول سليمان الوارد في سفر الجامعة 12/8 (( فيرجع التراب إلى الأرض كما كان و يرجع الروح إلى الله الذي أعطاها ))
و قول المسيح فيما ورد بإنجيل يوحنا 17/8 ((لان الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم وهم قبلوا وعلموا يقينا أني خرجت من عندك وآمنوا انك أنت أرسلتني))
أن المسيح عليه السلام قال (( إني من عند الله خرجت )) في 16/27 من إنجيل يوحنا كما قال بعد ذالك ((خرجت من عندك )) في 17/8 من الإنجيل المذكور

و هذه الإشارة إلى انه صادق, و خروجه صدق و خيريّ لا خروج شريريّ كذب من عند الشيطان.

و قد قيل نضير ذالك عن المرآة العاقلة المستقيمة, كما ورد في سفر الأمثال 19/14 من قول سليمان عليه السلام (( أما الزوجة المتعلقة فمن عند الرب ))