
-
وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ
قوله تعالى((إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ))الممتحنة 2
لماذا استخدم السياق للفعل الماضي (( وَدُّوا ))--مع أن القياس أن يكون مضارعا كالأفعال التي سبقته والتي هو معطوف عليها من مثل(يَكُونُوا)
و(يَبْسُطُوا)
"إِن" تعطي معنى الإحتمال---أي قد يحصل الأمر أو لا يحصل
وكذلك المضارع يعطي معنى الإحتمال فتوافق اللفظ مع المعنى
لاحظوا "إِن يَثْقَفُوكُمْ " فيها احتمال أن يثقفونا أو لا يثقفونا
لاحظوا (يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً ) فيها احتمال أن يكونوا أعداء أو لا يكونوا لعائق أعاقهم
لاحظوا "وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ" فقد يبسطوا إلينا أيديهم بالسوء وقد لا يبسطوا لعائق يعيقهم
أمّا "وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ"فليس فيه معنى الإحتمال لإن ودهم لكفرنا ظاهر واضح حاصل فكان من المناسب استخدام الماضي الذي لا يفيد الإحتمال
ولننظر إلى قول المفسرأبي السعود فيها( وَوَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ } أي تمنَّوا ارتدادكُم، وصيغةُ الماضِي للإيذانِ بتحققِ ودادتِهِم قبل أن يثقفُوهُم أيضاً)
************************
إنه شعور بالطمأنينة لما نحن عليه من ايمان كلما تدبرت نصا قرآنيا أتمنى لغيري أن يشعر به
المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان. |
تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb
ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى اللغة العربية وأبحاثها
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 23-10-2007, 09:16 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات