شكراً للرد و اني اعذر هذه الردود فكيف للمحدود أن يتسع لغير المحدود و أراكم تعتبرون كلام البابا و كأنه كلام من الانجيل مع أنه يفسر بحسب معتقده الخطيئة وتحاولون من خلال تفسيره نسب الخطيئة للمسيح لذلك أنا مضطرة لجواب تفصيلي نظراً لدراستي للكتاب المقدس (الرجاء القراءة بروح منفتحة بعيداً عن التعصب )
تعقيب: كانت بعض عبارات صلاة المسيح في جثسيماني التي رصدها البشيرون ”يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت“. وقد فسّرها البعض أن المسيح كان يستعفي من الموت على الصليب.. ولكن بالدراسة المتعمّقة في كلمة الله، نستطيع أن ندرك بكل وضوح أن هدف المسيح من صلاته تلك كابن الإنسان هو إتمام المشيئة الإلهية، والتي هي مصدر مسرة له كابن الله ”أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت. وشريعتك في وسط أحشائي“(مزمور 8:40).
وكان الهدف الثاني هو تعليم التلاميذ والكنيسة ضرورة الصلاة في وقت الضيق، والطاعة والتسليم لمشيئة الله الآب مهما كان تحقيقها مؤلماً.
ويتذرّع كثيرون بالآية الواردة في عبرانيين 7:5 ”الذي، في أيام جسده، إذ قدّم بصراخ شديد ودموعٍ طلباتٍ وتضرعاتٍ للقادر أن يخلصه من الموت، وسُمع له من أجل تقواه“. فبأية صفة كان يصلي وأية ميتة كان يطلب الخلاص منها؟
1- يقول البعض: إن المسيح كان يصلي لإعفائه من الموت بشكل عام إن في الصليب أو غيره، وأن يخلص الخطاة بطريقة أخرى إن أمكن! وهذا فهم سطحي للكتاب المقدس، وتفسير مناقض لجميع النبوات والأقوال الإلهية، ولكامل روح ونص العهد الجديد. والآية المركزية التي تؤكد ذلك: ”ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله“ (عبرانيين 2:12).
2- قال البعض الآخر إن المسيح كان يصلي لكي لا يموت تحت فرط الآلام قبل الصليب فلا تتم به عملية الفداء!
من حيث الشكل، من قال أن الموت الفدائي يكون بالصلب فقط؟
ومن حيث الموضوع، إن هذا الرأي غير ذي معنى وغير منطقي على الإطلاق لأن كل النبوات كانت تشير إلى موته مصلوباً وقد قال الرب بنفسه: ”لأن ما هو من جهتي له انقضاء“ (لوقا 37:22). أي أن الكل مهيّأ ومرتّب وثابت وسيتم حرفياً دون أي تغيير. كما أن الرب يسوع تكلم مراراً قبل الصلب عن موته المزمع أن يؤديه في أورشليم. وفي مرات كثيرة تكلم عن الصلب (انظر متى 19:20 و2:26). فكيف يتنبأ المسيح عن طريقة موته ويكون في شك من ذلك؟
وإن كانت هناك بعض الصعوبة في التفسير، لكن بالرجوع إلى كلمة الله ومجمل النبوات، يمكن أن ندرك بوضوح الشيء الذي كان يسوع يصلي لأجله وقد استُجيب له لأجل تقواه:
1- كان المسيح يصلي بحسب ناسوته كابن الإنسان بديلاً عن الخطاة وهو حتماً لم يطلب تخليصه من الموت الجسدي من هذا المنطلق، لأن ذلك الموت مرتب ومحتوم على الجنس البشري. فالإنسان يولد ويعيش ويموت حسب خطة الله.
2- كانت صلاة المسيح تلك منصبّة على إنقاذه كبديل للإنسان من موت مخيف رهيب ألا وهو الموت الأبدي والذي يصفه الكتاب بالبقاء في الهاوية الذي يعني البقاء تحت حكم الموت الأبدي والذي سيتثبّت لهؤلاء الماكثين فيها في جهنم النار بعد الدينونة. وقد ورد هذا المطلب نبوياً في مزمور 15:69 ”لا يغمرني سيل المياه ولا يبتلعني العمق ولا تطبق الهاوية عليّ فاها“. وتحققت الاستجابة نبوياً في مزمور 10:16 الذي يقول: ”لأنك لم تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيّك يرى فساداً“. كما تم فعلاً بالقيامة.
وعبارة ”سُمع له من أجل تقواه“ تبيّن سبب نصرة الرب يسوع على الهاوية؛ أي لأنه بار وقدوس لم يفعل خطية فتم به الفداء وقُبلت كفارته الطاهرة. لقد نزل له المجد إلى الهاوية بعد صلبه وأصعد أرواح الأبرار المخلصين منها إلى الفردوس - مكان الانتظار الجديد السعيد - وأغلق هاوية الأبرار فبقيت هاوية الأشرار ذلك المكان الذي يرسفون فيه تحت حكم الدينونة.
لقد صلى المسيح للخلاص مما لا يهابه هو كابن الله الذي لا يموت وأحرز ما لم يكن يحتاجه كالقدوس البار الذي يدين ولا يُدان...
فما أسماها من آلام فدائية احتملها المسيح له المجد طائعاً كبديل عن كل واحد منا. فجراحه ليست إلا جراحنا، وموته لم يكن إلا عوضاً عن موتنا!
عزيزي القارئ، هل لك أن تقبل تلك الآلام، والجراح، والأحزان، والموت، كآلام فدائية، وجراح بديلة، وأحزان تضامنية، وموت كفاري، فتمنحك القوة والحكمة لتسلك في حياة البر والإيمان وتنيلك الغفران والفداء؟ فقل له الآن: يا من صرت بديلاً عني في موت الصليب وآلامه، اجعلني شريكاً لك في نصرة قيامتك المجيدة لأعيش لأجلك الحياة التي تريدها أنت. وحتى يوم مجيئك القريب فتأخذني معك إلى مجدك الرفيع العجيب.