الأناجيل تكذب هذا الادعاء صراحة ، لأنها حكت أن القائل كان مشتكيـًا أشد الشكوى على الصليب ، حتى أنه خاطب ربه بسوء أدب ، واستنكر من ربه أنه خذله وتركه ، فسأله مستنكرًا : "لماذا تركتني؟!" وهذا حال المشتكي المعترض على ما قدره الله له ، وليس حال الراضي عن ربه أبدًا .اقتباسJoh 10:18 ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا. هذه الوصية قبلتها من أبي».
والمقصود أن اليهود أخذوا نفس القائل حينما دبروا هذا ، والقائل ما استطاع مخالفتهم ، ولم يكن راضيـًا عما حصل له ، بل لم يكن راضيًا عن ربه أصلاً .. ومع هذا كله لم يستطع أن ينقذ نفسه من الحال التي جعلته يصرخ ويصرح بسوء الأدب مع الله .
فهذا تكذيب صريح بأنه كان مالك أمر نفسه وقتما شاء .
لا سيما وأن اليهود الذين نازعوه نفسه ونجحوا وخاب في إنقاذها منهم .. هؤلاء كانوا أضعف الأمم وأقلهم حيلة وكانوا مذلولين تحت حكم الرومان .. إلى آخر ما عرف من أخبارهم .
فإذا كان الذين نازعوه نفسه أضعف الخلق ، وصرخ هو مشتكيـًا مما فعلوه به ، ونجحوا فيما أرادوا - وهم بهذا الهوان .. فثبت إذن أنه كان أضعف من أضعف الخلق .. وكان أهون من أهون الخلق .
المفضلات