.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله خير معلم لخير تلاميذ اصبحوا يعلمون الأمم بإذن الله

أخي ((( أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي ))) حق لك أن تكون تلميذ في مدرسة المٌعلم الهادي البشير

كما حق لك أن تكون مُعلم للناس ، لا فُض فُوك كم أثلجت صدورنا أن يكون في أمتنا عقول كعقلك . .

لن إزيد حتى لا أطريك ، صدقني أخي كلما كان يقدم أحدهم لكلمة الأستواء بكلمة معلوم

كان يقشعر بدني وكنت أجاهد من يقولها ، فلا ينبغي أن تقول شيء معقول أو معلوم يخيل للمتلقي جلوس واتكاء
وما لايليق بالباري الذي ليس كمثله شيء ،

كيف نصف مفهومنا لشيء مادي لمن تنزه عن المادة ثم نقول والسؤال عنه بدعة ، فأي بدعة بعدما نشبه العرش بالكرسي والأستواء

بالجلوس ، ماعاذ الله جل شأنه ،

ولا ينبغي أن نقول الأستواء معلوم ما دام في حق الله ، أنت اليوم فسرت الأستواء بقولك السديد الذي هو مستمد من كتاب الله ،

فأصبت وياليتنا نتخذها منهج

( التمام والكمال الذي يسبق التوجه للقيام بما بعده )

وهذا ما يتماشى مع تعظيم الله ، وفطرتنا السليمة وصدقني أخي أنا لا أجيد اللغة بنحوها وصرفها وبلاغتها ،

إلا أنني كنت أفسر الأستواء على هذا النحو - قياسا ً على ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) ، وأنت قد ذكرتها في استدلالك على المعنى . . . وصدقني كانت تكفي ،

بعيدا عن الصرف في الإستدلال ، وكل ما نستفيده هو قاعدة إتخزتها لنفسي من سنين حتى لا أقع في محظور ،

فإني لا أبحث عن معنى كلمة في القرءآن أجهلها إلا في القرءآن ذاته ، ولم يخزلني ربي ، إني على قناعة أن القرءآن جاء ليشرح لنا لا لنبحث عن شرحه . .

وكنت أعجب من الذين يفسرون القرءآن بالشعر ، وأقسم بالله أن القرءآن أوضح مما يفسرونه به ،

ما بالنا بالآية الكريمة التي تقول: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [ القمر : 17- 22- 32 ] ، ثلاثة آيات في سورة واحده ، فهل من مدكر لنقتنع بأن الله ما جاءنا بعسير . .

فإن ظننت ذلك فاصبر وأقراء حتى يأتيك المعنى من القرءآن ذاته واقرأ قوله تعالى : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح : 5] فإن شككت فقرأ الأية التي تليها : إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح : 6] فماذا بعد ذلك )

أخي ((( العرابلي ))) أشكرك ، ولو كان بيدي لوضعت اسمك بين مئة قوس لا ثلاثه ،

أدعو الله لك بالبركة وطول العمر وحسن الخاتمة ،

وأن يجعلك سلاحا ً ماضي في إبراء الباري عن كل شَبه وتجسيد ، وأن ينفع الله بك الإسلام والمسلمين ، وأن يزيدنا من أمثالك وهو القادر على كل شيء

وسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


.