والموت الذي يعنيه الكتاب المقدس هو:
1-الموت الجسدي
2-الموت الأبدي
الموت الجسدي هو انفصال
الموت الجسدي هو انفصال الروح عن الجسد. وهو آخر عدو يبطل. ولأنه عدو للإنسان فهو قاس
ومرّ ومكروه ومخوف. حتى الملوك يخافون الموت، ويبكون عند ساعة الموت. يخبرنا إشعياء النبي أن الملك حزقيال خاف وبكى لما سمع حكم الله عليه بالموت. ولذلك صلّى بدموع إلى الرب فاستجاب الله صلاته وأطال عمره خمس عشرة سنة. والحق يقال إن كأس الموت يمر على ربع مليون نسمة يومياً في العالم. ويمكننا أن نتصوّر مقدار الدموع التي يذرفها الوالدون والوالدات، والأزواج والزوجات، والبنون والبنات، والأقرباء والأصدقاء والزملاء. فبعد أن يكون المرء مالئاً الدنيا وشاغلاً الناس إذا به جثة هامدة جامدة لا حياة فيها ولا حراك. أول من اختبر الموت هو هابيل بن آدم، وبموته حصد أبواه أول نتائج السقوط. نعم الموت الجسدي هو من ذيول الخطية وكأسه مُرّة. ومع ذلك يبقى الموت الجسدي سهلاً أمام الموت الأبدي الذي يبدأ بالموت الروحي في الدنيا. فإن كان الموت الجسدي هو انفصال الروح عن الجسد فالموت الروحي هو انفصال الروح عن الله. وبهذا المعنى قال يسوع في الإصحاح الخامس من إنجيل يوحنا: "الحق الحق أقول لكم تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيّوْن". فالأموات هنا هم الأموات روحياً، أو كما قال بولس الرسول في رسالته إلى كنيسة أفسس إنهم "الأموات في الذنوب والخطايا". هذا هو الاختبار الذي مرّ به آدم أثر سقوطه. فقد صارت خطاياه فاصلة بينه وبين إلهه، ولهذا نقرأ في نهاية الإصحاح الثالث من سفر التكوين العبارة التالية: "فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها. فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيفٍ متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة".
المفضلات