هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ.
(إشعيا 18:1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاقتباس : ((لاحظي : تم حذف كلمة) الانتقام) لديكِ .
اشعياء 35: 4 ))
لقد كنا نتمنى على الأخ (السيف البتار) ألا يلجأ إلى تضليل أختنا (بنت الإسلام) ، فيعقب على سؤالها بحسب النص الذي أتت به ، فالترجمة التي اعتمدتها هي ترجمة غير التي أتى بها الأخ (السيف البتار)، والنصان هما :
الأول : «تَقَوَّوْا وَلاَ تَفْزَعُوا، فَهَا هُوَ إِلَهُكُمْ قَادِمٌ، مُقْبِلٌ بِالنِّقْمَةِ، حَامِلٌ جَزَاءَهُ. سَيَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ» (إشعيا 35 : 4) ، بحسب ترجمة كتاب الحياة
الثاني : ((تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. الاِنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللَّهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ)). (إشعيا 35 : 4) ، بحسب ترجمة الفانديك
فالانتقام وارد في كلا النصين ، بحسب الأول:"مُقْبِلٌ بِالنِّقْمَةِ"، وبحسب الثاني : "الاِنْتِقَامُ يَأْتِي".
فأين الحذف الذي يزعم؟
أما التعقيب على تفسير أنطونيوس فكري :للآية الكريمة فهو تفسير مختصر ليس إلا ، فلم يكن يشمل كل النص، وهو لا يعد هروباً بأية حال من الأحوال، خاصة وأن النص يحمل نبوءة عن قدوم المسيح، وذلك يتضح عند قراءتنا للنص كما يلي :
"((تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. الاِنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللَّهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ)). 5حِينَئِذٍ تَتَفَتَّحُ عُيُونُ الْعُمْيِ وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ. 6حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ لأَنَّهُ قَدِ انْفَجَرَتْ فِي الْبَرِّيَّةِ مِيَاهٌ وَأَنْهَارٌ فِي الْقَفْرِ." (إشعيا 35 :5 – 7)
وإلا فما معنى قول يسوع المسيح عندما أجاب على تلاميذ يوحنا المعمدان عن شخصه قائلاً :
"اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. 23وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ". (لوقا 7: 22-23) ؟
وما دلالة النص التالي في الإنجيل المقدس :
"30فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ 31حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ ، وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ ، وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ". (متى 15: 30-31) ؟
أما الطامة الكبرى في تعليق الأخ (السيف البتار) فهي طريقة عرضه للنص ، والتي برزت في قوله :
(فالنص يقول : الهكم الانتقام ... والكنيسة تقول : يسوع المحبة ).
فنحن إذا ما نقلنا الآية بالحرف وجدنا علاماتٍ للترقيم قد تخللت الجزء المعروض من الآية وهو كما يلي :
((تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. الاِنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللَّهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ)).
(إشعيا 35 : 4)
أي أن الآية تنقسم إلى وفقات متتالية على النحو التالي :
1- تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا
2- هُوَذَا إِلَهُكُمُ
3- الاِنْتِقَامُ يَأْتِي
4- جِزَاءُ اللَّهِ
5- هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ
وهو ما يوضح أن الله ليس الانتقام، وإنما بمجيء الله سيكون الانتقام جزاء من سمع كلامه ولم يتبعه ، وأما من سمعه واتبعه فسوف يكون جزاؤه الخلاص.
أما فأين جاء بالعهد الجديد أن يسوع هو (إله الانتقام)؟ فإنه لم يأت في العهد القديم أن الرب هو إله الانتقام ، ولم يأت كذلك في العهد الجديد أن الرب هو إله الانتقام ، وإنما هو إله المحبة ، لكن ذلك لم يمنع الرب المحب من أن يكون بمحبته مدافعاً عن مؤمنيه ، وأن يحارب معهم ، وينتقم لهم ممن رفضوهم ورفضوه من قبلهم.
ولعلنا هنا نرى من الواجب أن ننشط ذاكرة الأخ (السيف البتار) لتذكيره بأن (المنتقم) هو أحد أسماء الله الحسنى لدى أحبائنا المسلمين ، وليس مجرد وصف لدى المسيحيين ، والذي يعززه قول القرآن الكريم:
".. عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو اِنْتِقَام" سورة المائدة: 95
ذلك إلى جانب عدد غفير من الأسماء والأوصاف التي لنا أن نقف عندها للتأمل ، ومنها اسم (المتكبر) بحسب ما ورد في الآية التالية :
"هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" . سورة الحشر : 23
هذا بالإضافة إلى اسم (المضل) الذي تم إطلاقه على الرحمن الرحيم ، والذي لو وسم به إنسان لكان موضع حذر وكراهية من الآخرين ، وذلك استناداً إلى ما ورد في القرآن الكريم :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" سورة إبراهيم: 4
أما عن الصفات فنكتفي بصفة (الخداع) التي تم الصاقها بالله – والعياذ بالله - كما في قوله تعالى :
"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا". سورة النساء : 142
ولعل قساوة هذه الصفات هي ما جعل غالبية المسلمين في أصقاع العالم يحجمون عن تسمية أبنائهم بأسماء كعبد المضل، أو عبد المتكبر، أو عبد المنتقم أسوة بالكثير من الأسماء الأخرى كعبد الرحمن ، وعبد الرحيم.
ولكم منا سلام المسيح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
( ... تعال وانظر !)
يوحنا 1 : 46
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
المفضلات